حقق فريق برشلونة الإسباني، فوزًا مستحقًا على حساب نظيره ليجانيس، بثلاثية مقابل هدف واحد، سجل أهداف «البرسا» الثلاثة، النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ليصل للهدف رقم 29 في سباق هداف «الليجا».
ورفع برشلونة رصيده من النقاط، إلى النقطة 79، ليقترب أكثر من التتويج بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ25 في تاريخه، حصدها من الفوز في 24 مباراة، وتعادل في 7 مناسبات، ليصل للقاء رقم 31 دون تلقي أي هزيمة.
وبعد فوزه على ليجانيس، يعادل بذلك برشلونة، الرقم القاسي المسجل لفريق ريال سويسداد، منذ عام 1980، بعدم تلقي أي خسارة في 38 مباراة على التوالي.
ونستعرض في التقرير، العوامل الأربعة التي قادت برشلونة لمعادلة رقم ريال سويسداد التاريخي.
أسباب فردية
يعد السبب الأول في تفوق برشلونة في الموسم الجاري، هو القدرات الفنية الفردية، التي تتمثل في الثنائي، ليونيل ميسي، وتير شتيجن، حارس المرمى.
ولا يغيب عن الكثير مدى أهمية النجم الأرجنتيني، في قوة وثقل هجوم برشلونة، وقيادة الفريق لتحقيق الانتصارات، إما من خلال تمريراته الحاسمة والمتقنة، أو عن طريق التسجيل، التي لا يجد بها صعوبة، رغم مشاركته في مناطق ما بعد وسط الملعب، وليس المهاجم الصريح.
وشارك ميسي في المباريات الـ37 الأخيرة مع برشلونة، وغاب عن لقاء واحد فقط، أمام مالاجا؛ بسبب ارتباطه بأسباب أسرية، سجل «البرغوث» 39 هدفًا.
وأكد ميسي على أهميته في قيادة برشلونة لتحقيق الألقاب والأرقام القياسية خلال الموسم الجاري، بعد الصورة التي ظهر عليها الفريق في مباراتي إسبانيول وإشبيلية.
في مباراة إسبانيول، كان الفريق متأخرًا، في الوقت الذي جلس فيه ميسي على مقاعد البدلاء، قبل أن يجري التغيير وينزل «البرغوث» لأرضية الملعب، ويمرر كرة حاسمة لجيرارد بيكيه، الذي سجل هدف التعادل في الثواني الأخيرة، والحال نفسها في مباراة اشبيلة، فحين تراجع برشلونة بهدفين، نزل ميسي وأعطى قوة كبيرة، ليسهم في جلب الهدف الأول لفريقه، قبل أن يسجل بنفسه هدف التعادل في الدقيقة 89.
وعلى الجانب الآخر، يعد الحارس الألماني تير شتيجن، الرجل الثاني في حماية برشلونة من تلقى الخسارة في عدد من المناسبات خلال المباريات الـ38 الأخيرة، بتصدياته المميزة وابتعاده للكرة في مناسبات خطرة.
أسلوب فالفيردي
ثاني الأسباب وراء بلوغ برشلونة المباراة رغم 38 دون هزيمة، هو الأسلوب الذي يعتمده المدير الفني للفريق، أرنستو فالفيردي، الذي أظهر اهتمامه الكبير بالجوانب الدفاعية، رغم الحالة العنوية السيئة التي عاشها الفريق، ما تسبب في صعوبة تلقي «كتيبة البلوجرانا» لأهداف بسهولة في المباريات.
وظهر برشلونة متأثرًا بشكل كبير بالغيابات خلال بداية الموسم، وكان ذلك واضحًا في مباراة السوبر الإسباني أمام ريال مدريد، والخسارة المؤلمة بنتيجة (5/1) من مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وبعد مباراة السوبر، قرر فالفيردي تغيير أسلوب برشلونة بشكل جذري، وعلى الرغم من تلقيه الانتقادات، واتهامات بتغير هوية الفريق الكتالوني، إلا أن الطريقة التي اعتمدها المدرب، أسهمت بشكل كبير في تخطي الكثير من العقبات، واقتراب الفريق من استعادة لقب الدوري الإسباني، والوصول لنهائي كأس الملك، واقترابه بنسبة كبيرة من التواجد ضمن «الأربعة الكبار» في دوري أبطال أوروبا.
التغلب على الغيابات
ومع تغيير الأسلوب الفني والتكتيك لطريقة لعب برشلونة، تمكن المدير الفني للفريق أيضًا من حل المشاكل المتعلقة بالمعنويات، لدى اللاعبين، الذين اهتزت ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير، بعد رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان المفاجئ، في صفقة هي الأغلى في التاريخ.
قلة الثقة لدى لاعبي «البلوجرانا» كانت واضحة في مباريات الفريق الودية استعدادًا لبدء الموسم بالدوري الإسباني، وكذلك مباراة كأس السوبر أمام ريال مدريد.
وصرح جيرارد بيكيه، لاعب قلب دفاع «البرسا»، سابقًا، مؤكدًا أن الفريق تعرض لضربة معنوية كبيرة برحيل نيمار، وكانت الحالة غير مبشرة وغياب التفاؤل داخل غرف خلع الملابس.
وتمكن فالفيردي، من استخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة، قبل أن يتمكن من حل مسألة غيابات عناصر مؤثرة، على رأسها نيمار وتراجع مستوى انييستا وغياباته المتعددة للإصابة، وكذلك بالنسبة لسيرجيو بوسكيتس.
وأظهر فالفيردي مرونة في تغيير المراكز بين اللاعبين، في المباريات، للتغلب على الغيابات، فكلف الكرواتي راكيتيتش بالقيام بالواجبات الدفاعية في وسط الملعب، بدلًا من سريجيو بوسكيتس، وكذلك لاعب الوسط، سيرجي روبيرتو، بالقيام بمهام لاعب الظهير الأيمن.
الإصرار
أكد لاعبو برشلونة على إصرارهم الكبير في تحقيق النتائج الإيجابية، وعدم تلقي أي خسارة، في العديد من المناسبات، وهو ما أسهم في معادلة الفريق لرقم ريال سويسداد التاريخي، بعدم الخسارة في 38 مباراة.
وشهد الموسم الجاري، تراجع برشلونة في النتائج خلال 8 مباريات بالدوري المحلي، ولكن إصرار اللاعبين، ساعدهم في إدراك التعادل في بعض منها، وحتى الفوز في البعض الآخر.
وأدرك برشلونة التعادل، بعد التأخر في النتيجة، أمام كلٍ من: أتلتيكو مدريد، فالنسيا، إسبانيول وأخيرًا إشبيلية.
وخلال مباريات، ريال سوسيداد، ختافي، جيرونا وألافيس، تمكن برشلونة من قبل النتيجة، والخروج بالفوز.