فتحت زيارة وفد من الإدارة الذاتية التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردية إلى مصر، باب العديد من التساؤلات حول أسباب الزيارة وأهدافها، خاصة أنها جاءت في ظل الحديث عن احتمال إرسال قوات عربية إلى شمال سوريا ضمن قوات التحالف الدولي.
وكشفت مواقع إعلامية مقربة من «الإدارة الذاتية الكردية» أن وفد مما يسمى «فيدرالية الشمال السوري- روج آفا» ضم عددا من القياديين، قام بزيارة للقاهرة والتقى عددا من المسؤولين في وزارة الخارجية المصرية».
وأوضحت المواقع أن «الوفد ضم الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي القيادي الكردي آلدار خليل ونائب رئيس المجلس التنفيذي في مقاطعة الجزيرة حسين عزام، وعضوة الهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا والإدارية في الجمعية الثقافية السريانية إليزابيث كورية».
وخلال الزيارة، تمت مناقشة الأوضاع في سوريا، ودور مصر الفعال في المنطقة، وضرورة تفعيل مؤتمر القاهرة، فيما أكد الطرفان على ضرورة استمرار الحوار واللقاءات المتبادلة.
وتعليقا على الزيارة، قال نائب رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة محمود الماضي، إن الزيارة إلى مصر ليست مفاجأة؛ وذلك لأنّ الاتحاد الديمقراطي يعيش في عزلة تامّة ومحاصر من قبل دول إقليمية.
ويرى، في تصريح لـ«عربي21»، أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ليس أمامه إلا «مصر التي وقفت إلى جانب حليفه نظام الأسد في مواجه الثورة السورية، بالإضافة إلى دعمها له ولحليفه الآخر تيار الغد بقيادة أحمد الجربا».
وحسب الماضي، فإن الإدارة الذاتية تبحث اليوم عمّن يقف معها ويحميها من التهديدات التي تواجهها في هذه المرحلة من قبل تركيا والجيش الحرّ، ومن ثم الحزب يبحث عن حلفاء سيّما وأنّ مصر بعد الانقلاب العسكري وتسلّم السيسي السلطة راحت تحاول إزعاج تركيا بشتى الطرق بسبب موقف الأخيرة من الانقلاب.
وأكد أن هذه الزيارة تهدف إلى التنسيق حول قضية دخول قوات عربية إلى سوريا ومحاولة الحزب إقناع مصر لإدخال بعض قواتها إلى منطقة الجزيرة لحماية مليشيا الوحدات الكردية من التهديد التركي.
ويعتقد الماضي أنّ هذه الزيارة هي محاولة يائسة من قبل الحزب، فلن تتمّ العملية، ولن تسمح تركيا بدخول قوات معادية لها بالقرب من حدودها في الجزيرة السورية.
يذكر أن حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» في سوريا، الذي تشكل «الوحدات الكردية» وقوات «الاسايش» جناحه العسكري، لم تتم دعوته لحضور مؤتمر سوتشي للحوار ومؤتمر الأستانا واللقاءات الأخرى باستثناء مؤتمر القاهرة لأحزاب المعارضة الذي حضره ممثل عن الحزب.