شبكة رصد الإخبارية

هذه الثورات اندلعت بسبب الضرائب بمصر

لافتات لمتظاهرين في ثورة يناير

يصر نظام عبد الفتاح السيسي على فرض ضرائب بالقوة وبوتيرة متسارعة وبشكل دوري في مصر، آخرها ضريبة الدخل وهناك ضرائب أخرى فُرضت وضرائب تحت الدراسة، إلا أن سياسة فرض الضرائب والرسوم قد كانت من مسببات الثورة في التاريخ المصري. 

وعبر هذا التقرير نرصد تاريخ تلك الثورات..

ضرائب فرضها الملك “بيبي الثاني”

كشفت برديات كتبها المؤرخ الفرعوني أيبور أن أول ثورة جياع على مستوى العالم كانت ثورة مصرية فرعونية ضد الملك “بيبي الثاني”، ذلك الملك الذي حكم مصر لأكثر من 96 عامًا، ولينتهي حكمه بتلك الثورة العظيمة، والتي برغم نجاحها إلا أنها – ووفق المؤرخين – قد خلفت فوضى استمرت أكثر من 180 سنة.

وفي برديته ذات الـ17 ورقة لأحداث أول ثورة جياع مصرية، تلك البردية  التي تم العثور عليها عام 1828، والموجودة الآن في متحف لاهاي بهولندا.

وأشار فيها أيبور كيف أصبحت البلاد في عهد بيبي الثاني في حالة ضعف وفوضى شاملة، فامتلأت البلاد بالعصابات، وامتنع الناس عن الذهاب للحقول ودفع الضرائب، وتوقفت التجارة مع البلاد المحيطة، فقد هجم الناس على مخازن الحكومة واعتدوا على مقابر الموتى، وصبوا غضبهم على قصور الأغنياء، وانهارت الحكومة المركزية، وظهرت مقولات مثل “الأرض لمن يحرثها”، حتى اضطر رجال الدين ومَنْ تبقى من الأغنياء للهجرة.

ثورة ضد بطليموس

في عهد بطليموس الثالث تم استغلال حربه في سوريا في فرض ضرائب على المصريين، حيث أدت تلك الحرب إلى انهيار الاقتصاد، ومضاعفة الضرائب على المصريين، وبلغ الأمر حد المجاعة، الأمر الذي اضطر المصريين للمقاومة، فأضربوا عن العمل في الحقول والمحاجر. إلا أن بطليموس الثالث تمكن من السيطرة على الوضع، ليس فقط بالقوة المسلحة لكن بسياسات اقتصادية واجتماعية، فقد جلب القمح من فينيقيا وقبرص وسوريا، وتنازل هو والملكة والكهنة عن جزء كبير من دخلهم، وذلك وفقا للوثيقة الحجرية الموجودة بالمتحف المصري الآن.

ظلم الرومان

وشهدت مصر في عهد الرومان ضرائب بالجملة على المصريين، فباعتبارهم محتلين فقد استباحوا في فرض الضرائب بالقوة وكانت خيرات مصر تذهب إلى روما مباشرة، ولم  تشهد البلاد تحسنًا في أحوال المعيشة نتيجة فرض الرومان ضرائب باهظة وممارستهم شتى أنواع الظلم على الشعب المصري، تلك الدرجة التي سجلتها الوثائق بأن الرومان وصل بهم الأمر لأن ينزلوا العقاب على أقارب وجيران من فرَّ من دفع الضرائب.

جباية خورشيد باشا

خورشيد باشا والي مصر العثماني، أثار  تعسفه ضد المصريين، إلى ثورة أدت إلى عزله، حيث كان يفرض الضرائب الباهظة على الشعب، وكان يلجأ إلى السلطان العثماني كي يرسل له فرقًا عسكريةً لدعم سلطة حكمه، فأرسل له السلطان فرقًا عرفت “بالدولاه” نهبت وسلبت الأهالي والتجار والمصريين، مما أثار غضبهم الشديد.

وأسفرت عمليات التذمر المتزايد من الشعب على اجتماع عدد كبير من علماء وممثلي طوائف الشعب، في مايو من عام 1805، وحاولوا دخول بيت القاضي لعرض شكواهم لكنهم منعوا من الدخول، فقرروا اللجوء والاستعانة بمحمد علي باشا القائد العسكري لخورشيد، وقالوا له: “لا نريده حاكمًا علينا، ولا بد من عزله من الولاية”، فردَّ عليهم: “من تريدونه يكون واليًا”، قالوا: “لا نرضى إلا بك وتكون واليًا علينًا بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير”، فأبدى في الأول الرفض، ولكن مع إلحاح العلماء بزعامة عمر مكرم ومع رغبته الشخصية في الوصول إلى حكم مصر، وافق وأرسلوا لخورشيد باشا لإبلاغه، ورفض في بداية الأمر، لكنه وافق بعد محاصرته من جانب عساكر محمد علي بالقلعة، وصدور قرار السلطان العثماني بموافقته على تولي محمد علي على مصر.

الفؤوس تتحدى إسماعيل

سميت بثورة “الفؤوس” باعتبارها ثورة شعبية قام بها عدد كبير من الفلاحين، في الصعيد تعرف بـ”ثورة الفؤوس” أو الثورة الاشتراكية، بقيادة شخص يدعى الشيخ الطيب أحمد عبيد، من محافظتي قنا والأقصر في عام 1864م في عهد الخديوي إسماعيل، بمشاركة الآلاف، مطالبين بالعدالة الاجتماعية وتملك الأراضي الزراعية وتحفيض الضرائب، وكانت شرارة الثورة الأولى في قرية السليمية انضمت لها 10 قرى في محافظتي قنا والأقصر، رافعين الفؤوس احتجاجا على تردي أوضاعهم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023