يقام اليوم في العاصمة الفرنسية باريس الأحد مواجهة عن بعد في مهرجانين ضخمين في الهواء الطلق بين الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساراكوزي والمرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند والذي تشير التوقعات إلى أنه المرشح الأكثر حظا وذلك قبل أسبوع تماما من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وفى احتفالية كبيرة دعا فيها ساركوزي الأغلبية الصامتة إلى الحضور غطى العلم الفرنسي بألوانه الأزرق والأبيض والأحمر ساحة الكونكورد بباريس، بينما انطلقت الحفلات الغنائية في ساحة «شاتو دو فينسان» القريبة منها انتظارا لوصول فرانسوا هولاند، ومن المتوقع حضور الآلاف من أنصار المرشحين فى كل من التجمعين رغم سوء الأحوال الجوية والرياح الشديدة البرودة حيث يتوقع أن يلقي كل من المرشحين خطابا فى نفس الوقت.
وأكد الأمين العام للحزب الرئاسي الاتحاد من أجل حركة شعبية «جان فرانسوا كوبي» أن أكثر من مئة ألف شخص قد وصلوا إلى ساحة الكونكورد في الساعة 12.00 تغ، أي قبل ساعتين من الخطاب الذي سيلقيه ساركوزي دون أن يتسنى التأكد من هذا العدد.
وكان مرشح اليسار الراديكالي للانتخابات الرئاسية «جان لوك ميلانشون» قد دعا السبت عشرات الآلاف من أنصاره على أحد شواطئ مرسيليا جنوب شرق إلى «التخلص كليا من حكم اليمين» ومن حكم الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي.
وقال ميلانشون (60 عاما): "نحن نكتب صفحة في تاريخ اليسار، الشعب جاء وسيصفي حساباته". متوجها إلى أنصاره الذين أخذوا يهتفون: "مقاومة مقاومة". ويلوحون بالرايات الحمراء تحت أشعة الشمس الدافئة على شاطئ برادو في مرسيليا.
وقد سحر الخطيب المفوه والوزير الاشتراكي السابق منذ بداية الحملة ناخبي «يسار اليسار» بشعار حملته «خذوا الحكم!» وبنداءاته إلى الشعب وهجماته العنيفة على الليبراليين الجدد، كما حيا ميلانشون «الخلاسية» وشعوب المغرب، أشقاءنا وشقيقاتنا رافضا فكرة «صدام الحضارات المريضة نفسيا».
من جانبها أعلنت «مارين لوبن» مرشحة اليمين المتطرف أن الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي «لا يملك أي فرصة للفوز». ورفضت تقديم توصيات لأنصارها في الجولة الثانية المقررة في 6 أيار (مايو) المقبل.
واعتبرت «مارين لوبن» التي ترجح الاستطلاعات نيلها بين 13 و17 في المئة من الأصوات، ما يمنحها فرصة احتلال المرتبة الثالثة على حساب مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، أن «ساركوزي» خان الفرنسيين بنسب تاريخية، ولا يخجل من ذلك ويكرر الاحتيال نفسه ظنًّا منه أن الفرنسيين أغبى الأغبياء.
وكانت «مارين لوبن» التي خلفت العام الماضي والدها «جان ماري لوبن» في قيادة الجبهة الوطنية اليمـيـنية المتطرفة، الحملة الانتخابية مـستنـدة بقوة إلى حزب تخلص، جزئيًّا على الأقل، من شعاراته المعادية للسامية والكاثوليكية المتعصبة. وهي ثابرت في تحسين صورة الحزب وحاولت أن تضفي عليه بعض الجدية في مجال الاقتصاد مع الاهتمام بانشغالات الفرنسـيين، مـثل البطالة وتراجع الصناعة.
على صعيد آخر أثار شريط فيديو أظهر شابة شقراء تبوح في أغنية بحبها لـ «ميلانشون» ضجة على الإنترنت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، قبل أن يتبين أنها مزحة نفذتها وكالة اتصالات «باساج بييتون» لأغراض ترويجية.
وتجاوز عدد مشاهدي الشريط الذي أظهر فتاة شقراء تتحبب إلى رجال يرتدون أقنعة تمثل وجه مرشح اليسار الراديكالي، 500 ألف على موقع «يوتيوب» وحده.
وأعاد هذا الشريط إلى الأذهان صور «أمبرلي إيتينغر» الفتاة المهووسة بالرئيس الأمريكي «باراك وباما» التي جرت مشاهدة أشرطتها ملايين المرات على الإنترنت لدى انتخاب «باراك أوباما» وأيضاً بـ «جيش فتيات بوتين» المؤلف من روسيات جميلات يعترفن بحبهن لـ «فلاديمير بوتين».