جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في قصر «الصنوبر» في بيروت (مقر السفير الفرنسي لدى لبنان)، على هامش زيارة يجريها إلى لبنان عقب الانفجار الذي وقع بمرفأ العاصمة، الثلاثاء الماضي.
وقال ماكرون، إن «فرنسا ستنظم مع الولايات المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، خلال الأيام المقبلة، مؤتمرا عالميا لدعم اللبنانيين».
وأضاف: «كنت صريحا مع القادة اللبنانيين وأنتظر منهم أجوبة شفافة على أسئلتي التي تناولت ميادين عدة (لم يذكرها). سأعود إلى لبنان في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل، وأنا على علم أنه بالإمكان القيام بهذه القفزة الكبيرة»، دون مزيد من التفاصيل.
وتابع: «أموال (سيدر) موجودة وهي بانتظار الإصلاحات في الكهرباء والمياه وكل المؤسسات ومكافحة الفساد».
و”سيدر” هو مؤتمر اقتصادي عُقِدَ بباريس، في أبريل 2018، بمشاركة 50 دولة، بهدف دعم اقتصاد لبنان، وتعهدت خلاله دول مانحة بقروض بلغت قرابة 12 مليار دولار.
في السياق، شدد ماكرون على ضرورة «إعادة بناء نظام سياسي جديد في لبنان».
وأكد أن «فرنسا لن تعطي شيكا على بياض لسلطة فقدت ثقة شعبها».
وأردف: «لا يمكنني أن أحلّ مكان الحكومة والرئيس إلا أن المسؤولية على هؤلاء كبيرة وهي باعادة بناء ميثاق لبناني جديد».
من ناحية أخرى، قال ماكرون، إنه «في الساعات المقبلة هناك طائرات فرنسية جديدة ستأتي إلى لبنان مع فرق طوارئ للمساعدة في البحث عن المفقودين والتحقيق في القضية».
وخلف انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع الثلاثاء، ما لا يقل عن 137 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح إضافة إلى عشرات المفقودين تحت الأنقاض، ونحو 300 ألف مشرد.
كما تسبب في دمار مادي واسع طال المرافق والمنشآت والمنازل، وقُدر حجمه بنحو 15 مليار دولار، وفق تقديرات رسمية مرشحة للزيادة.
وأعلنت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، إجراء تحقيق يستغرق خمسة أيام، لكن رؤساء أحزاب ورؤساء حكومات سابقون ومفتي لبنان يطالبون بإجراء تحقيق دولي.
ووصل الرئيس ماكرون لبنان، صباح الخميس، وقام بجولة في مرفأ بيروت ومنطقة “الجميزة” المتاخمة والمتضررة جراء الانفجار.
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجر احتجاجات شعبية منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.