طالب عميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة، السبت، إثيوبيا إلى عدم إقحام بلاده في صراعاتها الداخلية، غداة إعلان الجيش الإثيوبي تسلل مسلحين عبر الحدود السودانية لتخريب سد النهضة.
وقال أبو هاجة: “السودان وجيشه لا يتدخل في القضايا الداخلية للجارة إثيوبيا، وندعو القيادة الإثيوبية للعمل على حل صراعاتها بعيدا عن إقحام السودان فيها”.
وأضاف: “تابعنا تصريحات منسوبة للجيش الإثيوبي تتحدث عن دعم القوات المسلحة السودانية لمجموعات مسلحة حاولت تخريب (سد النهضة)، نحن نؤكد أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة”.
وفي وقت لاحق السبت، طالبت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إثيوبيا “بالكف عن العدوانية في التعامل مع السودان والتي درجت عليها طيلة الفترة الماضية”.
كما طالبت الوزارة إثيوبيا “بوقف تكرار الادعاءات التي لا يسندها واقع ولا منطق ضد السودان تحقيقا لمصالح وأغراض شخصيات ومجموعات محددة”.
وقالت إن السودان “يسيطر على كامل أراضيه وحدوده المعترف بها دوليا مع الجارة اثيوبيا، وأنه لن يسمح باستغلال أراضيه من أي جهة، وأنه لا نية له في غزو أرض الغير أو الاستيلاء عليها”.
والجمعة، أعلن الجيش الإثيوبي، تسلل مجموعة مسلحين من قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي عبر الحدود السودانية، حاولوا تخريب سد “النهضة”.
وأضاف الجيش، أن قواته اشتبكت مع المجموعة ما أسفر عن مقتل 50 مسلحا، وإصابة 70 آخرين.
وفي يونيو الماضي، تمكنت قوات “الجبهة الشعبية” من استعادة السيطرة على عاصمة إقليم تيغراي (شمال)، ما وجه ضربة موجعة إلى الحكومة الإثيوبية التي نفذت في نوفمبر الماضي، حملة عسكرية في الإقليم ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
أعلن الجيش الأثيوبي إنه قتل أكثر من 5600 من متمردي تيغراي في معارك تيجاري ولم يحدد الفترة التي قتل فيها هؤلاء المتمردون.
وأضاف الجنرال أن قواته أصابت 2300 آخرين من المتمردين، وأسرت 2000 منهم.
وذكرت الأمم المتحدة أن الملايين في أثيوبيا أصبحوا عرضة للمجاعة بسبب النزاع المسلح هناك.
واتهم الجنرال جبهة تحرير شعب تيجراي بمحاولة تقسيم البلاد، عندما تسلل مقاتلوها إلى إقليمي أمهرة وأفار.
وقال إن وحدة تابعة للجبهة حاولت السيطرة على حميرة على الحدود بين تيغراي وأمهرة، ولكنهم “أبيدوا على بكرة أبيهم”، على حد تعبيره.
ولم يصدر أي رد من جانب جبهة تحرير شعب تيغراي.
وقد اندلعت الحرب العام الماضي بعد شهور من المشاحنات بين حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد والمسؤولين في جبهة تحرير شعب تيغراي الحزب الأبرز في الإقليم.
وأرسلت الرئيسة القوات المسلحة إلى تيغراي للإطاحة بحكومة الإقليم بعد اتهام الجبهة بشن هجمات على مواقع للجيش.
ويعتقد أن الآلاف قتلوا في المعارك، واضطر الملايين إلى النزوح عن ديارهم، ولجأ بعضهم إلى السودان.