اغلقت البورصة المصرية اليوم الاربعاء علي ارتفاع وسط تجاهل تام للاحداث السياسية والاضطرابات التي تسود الشارع المصري واتي هذا الارتفاع بدعم من مشتريات المؤسسات المحلية التي شكلت حائط صد للمبيعات الأجنبية والعربية.
وعلى صعيد حركة المؤشرات القياسية، صعد مؤشر البورصة الرئيسي "EGX30" الذي يضم اكبر 30 شركة مقيدة بنسبة 1.47 % ليصل إلى 5,576.01 نقطة.
وصعد مؤشر "EGX20" محدد الاوزان النسبية 0.73 % من قيمته مسجلا 6,423.85 نقطة.
وارتفع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "EGX70" بنحو 1.46% ليصل إلى 457.54 نقطة.
وكسب مؤشر "EGX100" الاوسع نطاقا 1.25% مسجلا 780.77 نقطة.
وعلق محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار قائلا انه من الواضح في تداولات جلسة اليوم ان المتعاملين اصبحوا اكثر تفاعلا مع مثل هذه الاحداث خاصة بعد إقرار الحكومة منح القوات المسلحة سلطة الضبطية القضائية واعلان حالة الطوارئ في مدن القناة التي شهدت اضطرابات دامية على مدى أيام.
واضاف عادل "قرار حظر التجول أعطى رسالة سلبية للعالم أجمع بوجود توترات كبيرة داخل مصر بالاضافة لقرار الضبطية القضائية لعناصر الجيش موضحا ان السوق سيعاني من الضغوط حتى توصل القوى السياسية لتوافق."
وقال ان هناك تراجع في الشهية البيعية للمتعاملين خاصة الافراد منوها الي أن هناك محاولة لاقتناص الصفقات من السوق حتى الآن عند المستويات السعرية الحالية للاستفادة من الانخفاضات السعرية و اضاف قائلا " الجميع يريد الاطمئنان أولا على مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي قبل أن يضخ استثمارات جديدة " .
واوضح الخبير الاقتصادي ان نقص السيولة وانخفاض قيم التداولات قد مثل عائق أمام تفاقم المبيعات خلال الجلسة موضحا ان استقرار الاوضاع داخل السوق سيرتبط في الاساس باستقرار الاوضاع في الشارع السياسي المصري مشيرا الي ان حالة الترقب الحذر قد سادت التعاملات تحسبا لما يمكن حدوثه في الأيام المقبلة وهل سيتم امتصاص غضب الشارع أم سيتفاقم الوضع اكثر من ذلك .
وأردف "مواجهة المؤشر الرئيسي لمستويات دعم هامة قد يعطي للسوق دفعة في الجلسات القادمة لتحجيم الخسائر مشيرا الي ان هناك حذرا واضح يعكسة انخفاض أحجام التداولات وان السوق يتعطش خلال الفترة الحالية لظهور انباء جديدة او حدوث استقرار يحفز السيولة علي العودة مرة اخري كقوة محركة .
وختم عادل إن حدوث أعمال عنف مؤخرا "يعني ان تعافي السوق والتداولات سيأخذ وقت أطول مما يتمنى الجميع بينما يقتنص المتعاملون العرب والأجانب الأسهم بأسعار رخيصة وسط توقعاتهم المستقبلية بخصوص تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر " و اضاف قائلا " يعيش المتعاملون في سوق المال المصرية حالة من القلق والترقب وعدم القدرة على اتخاذ قرار الاستثمار وسط شح شديد في السيولة في ظل الاوضاع الحالية " .
يأتي هذا الارتفاع بعد هبوط قوي للمؤشرات امس وسط حاله من التوتر السياسي في الشارع بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدن القناة الاسماعيليه وبورسعيد والسويس والتي راح ضحيتها العشرات ونتج عنها فرض الرئيس محمد مرسي لحالة الطوارئ في المدن الثلاث وحظر التجوال والتي تسببت في سخط عام في المدن الثلاث .
وايضا في ظل حالة رفض تام من المعارضه ممثله في جبهة الانقاذ الوطني للحوار الذي عرضة الرئيس بعد فرض حالة الطوارئ وتشترط المعارضة تشكيل حكومة انقاذ وطني واقالة الحكومة الحاليه حتي تجتمع بالرئيس .
وبالتاكيد تنعكس هذه الاحداث علي الاوضاع الاقتصاديه وابرزها البورصة المصريه التي شهدت خلال الايام الماضية صعودا وهبوطا ومبيعات مكثفه من الاجانب ولكنها اليوم تجاهلت هذه الاحداث وياتي هذا بينما صرح وزير المالية الدكتور المرسي السيد حجازي بان المفاوضات مستمرة مع صندوق النقد الدولي برغم الاوضاع السياسية .