يواصل معتقلي سجن جوانتانامو إضرابهم عن الطعام للشهر الثالث علي التوالي وتواصلت معهم حملات للتضامن في عدة مناطق في بريطانيا، فيما وقع عدد من المعتقلين السابقين في جوانتانامو علي مذكرة تطالب بتوفير محاكمات عادلة وإغلاق المعتقل فورا.
وأفاد موقع الجزيرة.نت أن منسقة "حملة لندن جوانتانامو" عائشة منيار قالت إن إضراب المعتقلين بجوانتانامو عن الطعام جاء لتلبية مطالب واضحة وبسيطة، وهي أن تحترم السلطات الأمريكية حقوق الإنسان وأن تنهي الاحتجاز لأجل غير مسمى بدلا من وقوعها في مزيد من الانتهاكات مثل التغذية القسرية للمعتقلين، معتبرة أن هذا الإضراب يشكل "انعكاسا محزنا لحالة العالم".
وذكر المعتقلون المفرج عنهم من جوانتانامو أن الإضراب عن الطعام الذي دخل شهره الثالث ينبغي أن يكون بالفعل حافزا للرئيس الأمريكي باراك أوباما لإنهاء هذا "الفصل المخزي"، الذي ألحق "بالغ الضرر" بهيبة الولايات المتحدة في العالم.
وأوضحوا في مذكرتهم أن نحو ثلثي السجناء البالغ عددهم 166 مرضى، بعد أن أضعفهم 11 عاما من الاحتجاز القسري والمعاملة اللا إنسانية، ولكنهم اختاروا هذه الطريقة المؤلمة لجلب انتباه العالم، مشيرين إلى أنه تمت تبرئة 86 معتقلا، وإلى أن قرارات إطلاقهم صدرت من قبل عدد من كبار فرقة العمل المعنية بإدارة أوباما.
وشدد المعتقلون المفرج عنهم من خلال هذه المذكرة على ضرورة إعادة المعتقلين إلى بيوتهم وأبنائهم، مؤكدين أن على أوباما أن يعي كلمات كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين خلصوا في تقريرهم إلى أن الاعتراف علنا بهذا الخطأ الجسيم مهما كان متأخرا قد يخفف من العواقب الوخيمة ويساعد المعتقلين على رتق بعض الضرر الذي لحق بسمعتهم في الداخل والخارج.
كما حثت المذكرة -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- فرق الطب الأميركية على ألا تتواطأ في تنفيذ تقنيات التغذية القسرية، موصية بتحسين ظروف وأوضاع المعتقلين حالا وإنهاء عمل اللجان العسكرية ومحاكمة جميع المتهمين بما يتفق ومعاهدات جنيف، على أن يتم إطلاق سراح المعتقلين الذين صدرت قرارات ببراءتهم فورا.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه ينبغي على الإدارة الأميركية أن تنهي الاحتجاز التعسفي لأجل غير مسمى، وأن تباشر بإطلاق سراح المعتقلين في جوانتانامو فورا.
من جانبها دعت منظمة "سجناء الأقفاص" المجتمع الدولي للتحرك لمساعدة أكثر من 100معتقل يخوضون معركة الشرف والكرامة بأمعائهم الخاوية لقرابة ثلاثة أشهر في ظل صمت دولي مريب. في حين شبّه "مركز جوانتانامو للعدالة" معتقلي جوانتانامو بالمنسيين في قبور الأحياء، إذ إنهم يموتون دون ذنب اقترفوه سوى أنهم عرب ومسلمون.
وأشار المركز الحقوقي إلى أن هؤلاء المعتقلين تُركوا لمواجهة مصيرهم في غوانتانامو "الوحشي" الذي يمثل أسوأ ما توصلت إليه "حضارة وأفكار الدولة الأميركية وأساليب حلفائها الذين عملوا بجريمة التسليم الاستثنائي وتعذيب المعتقلين".
أما المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا فقالت إن المعتقلين في غوانتانامو يواجهون "خطر الموت" بسبب امتناعهم عن الطعام فترة طويلة وقيام إدارة السجن بعملية التغذية الإجبارية عبر الأنف في "عملية تعتبر تعذيبا للمعتقل وتشكل خطرا على حياته".
وقالت إنه "آن الأوان لإغلاق هذا المعتقل الذي واجه فيه المعتقلون على مدار أعوام كل صنوف التعذيب والمعاملة المحطة من الكرامة والدين.. لقد آن الأوان للضغط أكثر من قبل المؤسسات الدولية لإطلاق سراح المعتقلين".
واعتبرت المنظمة في تصريح للجزيرة نت أن الحقيقة الصادمة أن الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الأسرى لا تبذل أي جهود لفك أسرهم، فاليمن على سبيل المثال له الكثير من المعتقلين الذين يجب التحرك سريعا لإطلاق سراحهم.
كما قال الباحث في الشأن الأمريكي في منظمة العفو الدولية روب فرير، في تصريح للجزيرة.نت، إن المعتقلين يعاملون كما لو أنهم لا يملكون حقوق إنسان، حيث يلقى بهم في غياهب النسيان على بعد آلاف الأميال عن أسرهم، ويُترك مصيرهم لأهواء السياسة الداخلية في الولايات المتحدة.