شهدت الدول العربية العديد من الاغتيالات خلال عام 2013، وشملت عمليات القتل لشخصيات شهيرة عدة دول عربية، على رأسها تونس باغتيالين، ثم سوريا ومصر ولبنان.
وإذا كان العام 2013 قد شهد كثيرا من عمليات القتل وإسالة الدماء خاصة في مصر وسوريا، فإن خمس عمليات قتل من بين هذه العمليات يمكن وصفها بأنها عمليات اغتيال لشخصيات شهيرة.
أولى هذه العمليات كان اغتيال الناشط السياسي اليساري التونسي شكري بلعيد في 6 فبراير، وهو محام وأمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الأحرار، وأحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية في تونس، وأثار اغتياله جدلا واسعا في البلد الذي يبني ديمقراطيته بعد ثورة أطاحت برئيسه الهارب زين العابدين بن علي وأطلقت ثورات الربيع العربي، ورغم أن أحزابا وتيارات سياسية حاولت الإشارة بأصابع الاتهام إلى خصومهم في سبيل توظيف الحدث سياسيا.. فإن التحقيقات كشفت عن تورط عناصر متطرفة لا شأن لها بالتيارات السياسية الحاصلة على أغلبية التأسيسي (حزب النهضة التونسي).
غير أن اغتيال بلعيد لم يكن الوحيد خلال هذا العام، فقد أعقبه اغتيال سياسي تونسي آخر هو محمد براهمي في 25 يوليو وكان براهمي عضوا في المجلس التأسيسي عن حزب التيار الشعبي، وأمينا عاما سابقا لحزب حركة الشعب ذي التوجهات القومية الناصرية.
وقد أدت هذه الاغتيالات في تونس إلى حركة احتجاج شعبية واسعة طالبت برحيل الحكومة التي يتزعمها حزب النهضة، وانتهت بعقد اتفاق للحوار الوطني يقضي باستقالة الحكومة وتأسيس حكومة انتقالية تتولى إنهاء كتابة الدستور والإشراف على انتخابات جديدة في البلاد.
أما في سوريا، فقد كان الاغتيال الأبرز من نصيب رئيس اتحاد علماء الشام د.محمد سعيد رمضان البوطي بتفجير قنبلة أثناء إلقائه درسا دينيا في مسجد الإيمان بدمشق في 21 مارس، وهو ما تبادل بشأنه طرفا النزاع في سوريا الاتهام بالتورط فيه، حيث أكد النظام تورط المعارضين في مقتل الرجل الذي أعلن دعمه مرارا لنظام بشار الأسد، بينما قال المعارضون إن النظام نفسه هو من قتل البوطي لإلصاق التهمة بهم وتشويه صورتهم.
وفي مصر قتل أهالي قرية بالجيزة حسن شحاتة، رجل الدين المصري الذي عرف بتحوله إلى المذهب الشيعي، بعدما هاجم مجهولون منزلا كان يجتمع فيه شحاته مع عدد من أتباعه في قرية زاوية أبو مسلم المصرية للاحتفال بمناسبة دينية شيعية في 24 يونيو، وتم قتله ببشاعة في شوارع القرية على مرأى ومسمع المارة.
ولم ينته 2013 إلا باغتيال أخير في لبنان، حيث أودى تفجير سيارة مفخخة وسط بيروت في 27 ديسمبر بحياة محمد شطح وزير المالية اللبناني السابق وأحد قيادي تحالف قوى 14 آذار، في وقت تحتدم فيه الأزمة السياسية في البلاد على خلفية تدخل حزب الله في الصراع الدائر في سوريا.
