شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مجندو الدقهلية.. ضحايا التخبط الأمني

مجندو الدقهلية.. ضحايا التخبط الأمني
    "أنا ابني مات ومقلش لي أسمي ابنه ايه" بهذه الكلمات تمتم عم محمد من بين دموعه ، وهو والد...

 

 
"أنا ابني مات ومقلش لي أسمي ابنه ايه" بهذه الكلمات تمتم عم محمد من بين دموعه ، وهو والد لمجند لم يتجاوز عمره ٢٣ عاما -ولم يمض على زواجه سوى شهرين-  ولقي مصرعه في انفجار مديرية أمن الدقهلية الأخير.
 
فقد اُستهدفت محافظة الدقهلية خلال الستة أشهر الأخيرة بـ ٣ أعمال ارهابية  راح ضحيتها حوالي ٢٠ مواطنا معظمهم من المُجندين لأداء الخدمة العسكرية، وحوالي ١٤٠ مصابا، دون الإعلان عن أسماء متورطين أو إحراز تقدم في التحقيقات.. أو حتى أبسط وسائل التأمين المتمثلة في كاميرات مراقبة مثلا.
 
ففي رمضان الماضي انفجرت قنبلة مزروعة بالقرب من مبنى مديرة الأمن، ثم فُجعت الدقهلية نهاية أكتوبر الماضي باستهداف كمين مدخل المنصورة من ناحية كوبري طلخا العلوي من قبل مجهولين قاموا بإطلاق النار عليه، ثم كانت الطامة التي هزت المنصورة في انفجار مديرية الأمن الأخير والذي أودى بحياة العديد وخلف الدمار بجميع المباني المحيطة بالمكان.
 
ورغم تكرر العمليات الإجرامية واختراقها لأعمق النقاط الأمنية إلا أن المجندين لم يلحظوا من حكومة الانقلاب متمثلة في وزارة الدخلية ووزارة الدفاع جُهداً وسعيًا للحفاظ على أرواح المواطنين فضلاً عن المجندين لأداء الخدمة العسكرية كمثل الذي يحظى به رموز الانقلاب، حيث إنه إلى الآن لم تُحدد هوية المُنفذين ولا يوجد أي تقدم في التحقيقات القائمة بشأن العمليتين الإرهابيتين السابقتين كما صرح بذلك مصدر أمني داخل مديرية أمن الدقهلية، كما لم يتم اتخاذ أي إجراءات احترازية ككاميرات مراقبة وغيرها لتأمين الأماكن الحيوية في المحافظة.
 
وبشأن التفجير الأخير فرغم إعلان ما يُسمى "جماعة أنصار بيت المقدس" مسئوليتها عن الحادث وعن حوادث سابقة وتوعدها بتنفيذ عمليات لاحقة، إلا أن حكومة الانقلاب اقتصرت اجراءاتها لاستغلال الحادث سياسياً دون النظر لحرمة الدم وتوفير الأمن للمواطنين المنوط بها تحقيقه، فألصقت الحادث منذ الدقائق الأولى له دون أي تحقيق أو إثبات بجماعة الإخوان المسلمين، ولم نجد إلى الآن أي إجراءات تؤدي لكشف سر ما يُدعى "جماعة أنصار بيت المقدس" أو القائمين عليها، والتي وعدت بنشر فيديو مصور لعملية التفجير كعادتها في كل عملياتها السابقة.
 
يقول الحاج سيد أحمد "والد أحد المجندين بقطاع الأمن المركزي بالمنصورة" أنه تم اختيار ابنه ضمن مجموعة قامت بالاشتراك في عملية فض رابعة، ثم تساءل .. هل ابني دخل الجيش ليُحرز لفريق ما في البلد مكسبا سياسيا على فريق آخر؟!! .. وهل ابني دخل الجيش المصري ليقتل في أبناء بلده؟!! .. وما دية ابني إذا راح ضحية إحدى هذه العمليات الإرهابية والحكومة نائمة لا تبحث سوى عن الانتقام من معارضيها؟!!..
 
ويُعلق الأمين منصور "قسم أول المنصورة" بأن حياتهم دائماً أصبحت مهددة وفي خطر، وأن من يموت في هذه العميات الإرهابية لا دية له، ولا نعلم في سبيل أو مصلحة من تذهب حياته هدرًا!!..
 
ويذكر العسكري عصام "المجند بقطاع الأمن المركزي بالمنصورة والذي يؤدي خدمته ضمن مجموعات تأمين المديرية" أنهم متأكدون من أن القائمين على التفجيرات من داخل قطاع الأمن لمصلحة طرف يجهلونه، إذ يستحيل الوصول لهذه الأماكن دون مساعدة مسئول كبير داخل القطاع، وأنه لن يتم الإفصاح أو محاسبة الخائنين لأن "الكبار مصلحتهم واحدة وبيداروا على بعض"..


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023