شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إعتذار .. هل سيكون له ما بعده؟

إعتذار .. هل سيكون له ما بعده؟
    بيان أصدرته جماعة الإخوان المسلمون تلاه بيان من طلاب...

 

 
بيان أصدرته جماعة الإخوان المسلمون تلاه بيان من طلاب الإخوان المسلمون كلاهما يحوي إعتذار عما قالوا أنها أخطاء إرتكبت في حق الثورة و شركائها و الوطن,ضجة جلبتها هذه الإعتذارات في وقت ملتهب أصلا بحكم إقتراب الإستحقاق الثوري بحلول الذكرى الثالثة لثورة لم تكتمل و تم الإلتفاف عليها ,و لتحليل هذه البيانات لابد من التطرق لأربع نقاط رئيسية: 
 
السياق و الدوافع و ردود الأفعال و ما سينتج عن التعاطي معه .
السياق السياسي للإعتذار جاء بعد إعتذار لأحمد ماهر من محبسه تلاه إعتذار آخر من حركة 6 أبريل ثم تلا البيان إعتذار آخر لحزب الوسط فيما بدا أن الجميع قد أدرك انه يراد له أن يتم تصفيته كلا على حدة فهؤلاء إرهابيون و الآخرون عملاء و ممولون من الخارج و في أحيان اخرى أحدهما طابور خامس للآخر و أدوات التصفية جاهزة بجهاز أمني باطش و قضاء أحكامه تأتي من أدراج العسكر لا من ضمير المنصة, تحت قصف يشنه إعلام بلا هوادة و الهدف واحد فقط الإجهاز على ثورة أقضت مضاجعهم و عقاب كل من شاركوا فيها.
 
لا تزال بيانات الإعتذار مغازلة بين شركاء الثمانية عشر يوم فرقاء الأعوام الثلاثة لا ترتقي إلى مرحلة الحوار حول المسار القادم و التقدم من أرضية التودد إلى حوار يؤدي في حالة نجاحه إلى ولادة كيان جديد هو جبهة وطنية جامعة تقف في وجه نظام عسكري إنقلابي, معضلة الإستقطاب الحاد هي المعوق الأساسي للتوحد بين الفرقاء , فلا قواعد الإخوان المسلمين كلهم راضون عن هذا البيان و مبررهم في ذلك انهم خاضوا معركة -في رأيهم- بسواعدهم فقط و فقط و هذا يملك من الصحة الكثير لكنه يغفل مواقف شخصيات ثورية قامت بدعم الحراك عبر إدانة للإنتهاكات و مهاجمة النظام و وصفه بالإنقلاب العسكري و جهود حقوقية لآخرين في توثيق و فضح إنتهاكات الدولة العسكرية ضد الحراك المتواصل منذ ستة أشهر, و على الجانب الآخر لا تبدو القوى الثورية متقبلة لفكرة التحالف مع نظام عملوا لعام كامل على إسقاطه بل و سبق العام إستقطاب حاد نتيجة الإختلاف على المسار أدى إلى إتهام الإخوان بخيانة الثورة و وضع الإخوان في سلة واحدة مع العسكر و الفلول.
 
يجب على الإخوان و مؤيديهم أن يعوا أن التحالفات لا تبنى عبر إملاء شروط مسبقة وخاصة في ظل أزمة ثقة مترسخة لدى الطرفين, و أن السياسة تتطلب الإلتقاء على أهداف مع فرقاء فهي مبنية أصلا على المصالح , و في هذا الصدد لابد من التطرق لنقطة هامة دون حساسية مفرطة ألا و هي هل من الممكن القبول بإسقاط الإنقلاب دون عودة الشرعية كاملة أو دون عودتها أصلا؟ بمعنى إستحداث نظام جديد يكون الماضي فاعل فيه لا مكون له و إبداء مرونة واسعة في طرح التصور لمرحلة ما بعد إسقاط الإنقلاب و الأفضل الإتفاق على إرجاء هذا الحديث كله لما بعد إسقاط النظام.
 
و على الجانب الآخر يتعين على القوى الثورية الاخرى ألا تكون هذه المغازلات في حقيقتها ورقة تبرزها في وجه النظام العسكري بمنطق لي الأذرع لتحقيق مكسب سياسي لا لإنهاء حكم نظام عسكري دموي و التراجع عن التعاطي مع الإخوان بوضعهم في نفس السلة مع العسكر و الفلول و الكف عن نبرة التخوين في التعاطي مع الإخوان و ان يدركوا أن بقاء هذا النظام هو في حقيقته نهاية عاجلة لهم و ان المعركة لابد أن تكون صفرية و لا يمكن للمشهد أن يؤول لوجود القوى الثورية مع العسكر في أي شكل.
 
و في جميع الأحوال إن إستدعاء مشهد الثورة الاولى بأحلامها و نقائها و وحدتها لابد أن يكون نصب أعين كلا الطرفين و أن يدركوا أن الصراع في حقيقته معركة قد تكون الأخيرة بين الثورة و الثورة المضادة و في حال خسارتها – لا قدر الله- سيكون الإجهاز على كل من شارك في الثورة و سحقه. 
 
فهل سيعلو حب الوطن على التيبس الفكري و المراهقة السياسية أم سيدفعنا قصور النظر و المعيشة داخل خلافات الماضي إلى إهداء الفرصة الذهبية للنظام لتصفية الثورة ؟

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023