لا زالت الأزمات تطارد الإعلامي الساخر باسم يوسف مقدم برنامج "البرنامج" بسبب تناوله لقضايا سياسية حساسة، كان آخرها ما قدمه في حلقة الجمعة من سخرية من جهاز طبي لعلاج الايدز وإلتهاب الكبد الوبائي أعلنت عنه القوات المسلحة منذ عدة أيام.
وبعد فاصل طويل من التهكم والسخرية الشديدة على هذا الجهاز، قال يوسف – خلال الحلقة – إن الجهات المسؤولة عن الاختراع يجب أن تحاسب إذا لم تفي بوعدها في علاج جميع المرضى في مصر، متهما تلك الجهات ببيع الوهم للمصريين والاستخفاف بعقولهم".
وأضاف: "من يقول أني أشكك في الجيش، عليه أولا أن يحاسب المستشار العلمي للرئيس منصور الذي قال إن هذا الجهاز فضيحة علمية لمصر".
كما تناولت الحلقة بالسخرية زيارة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لروسيا والاحتفاء المبالغ فيه من الإعلام المصري بنتائجها التي تبين لاحقا عدم صحتها.
محاكمة عسكرية
وفى رد فعل عنيف على تلك السخرية، أكد اللواء إبراهيم عبد العاطى مخترع الجهاز المثير للجدل أنه سيقاضي باسم يوسف أمام القضاء العسكرى والقضاء المدني السبت.
وأعلن "عبد العاطى" – فى تصريحات لصحيفة "اليوم السابع"، تحديه لمقدم "البرنامج" بتقديم 200 مريض تم شفاؤهم وسيذهب بهم للمحكمة حتى يثبت صحة جهازه.
ونقلت الصحيفة عن دكتور شكري بدر – أحد أعضاء الفريق البحثى الذي اخترع الجهاز – قوله إن باسم يوسف قدم نعشه في هذه الحلقة.
وفتحت السلطات القضائية تحقيقاً الخميس في بلاغ يطالب بوقف "البرنامج" متهما باسم يوسف وقنوات إم بي سي بإهانة رموز الدولة وإهانة الشعب المصري والسخرية من الجيش.
وقالت مصادر قضائية إن النائب العام تلقى خلال الأسابيع الماضية – منذ بدء الموسم الثالث للبرنامح – عشرات البلاغات ضد باسم يوسف، أبرزها بلاغين من الصحفي مصطفى بكري وزميله عادل حمودة.
وكان العشرات من مؤيدي الإنقلاب قد تظاهروا الأربعاء أمام المسرح الذي يسجل فيه باسم يوسف حلقاته، وهددوه بالقتل في حال توجيهه انتقادات للسيسي أو القوات المسلحة، وتطور الموقف إلى مصادمات بينهم وبين أنصار يوسف.
وكان يوسف قد ترك قناة "سي بي سي" المصرية وانتقل إلى "إم بي سي مصر" بعد حلقة واحد من برنامجه في موسمه الثالث اثارت أزمة لانتقادها القوات المسلحة بشكل غير مباشر.
الأيام بيننا
من جانبه، هاجم الصحفي مصطفى بكري – المقرب من القوات المسلحة – باسم يوصف بشدة، ودعا من أسماهم "الشرفاء" في الإعلام المصري أن يوحدوا جهودهم ضد "المخطط الذي يستهدف مصر وشعبها وجيشها العظيم" على حد تعبيره.
وقال "بكري" – على حسابه على فيس بوك – : "عندما تُهان القوات المسلحة ويُهان المشير السيسي على يد هذا "الأراجوز"، فيجب أن يُلام الوليد الإبراهيمي الذي حوّل قناته إلى ماخور للألفاظ الجنسية وإهانة مصر".
وتابع الكاتب الصحفي قائلاً: "أما الاستهانة باختراع الجيش لعلاج الإيدز وفيروس سي، فأقل ما يُقال إن هذا هدفه هو التشكيك في قدرة قواتنا المسلحة التي تبنّت هذا الاختراع، ولو كان هذا الأراجواز مصريًا بالفعل لما تجرأ محاولاً النيل من الأمن القومي والجيش، وما يقوم به الأراجوز ليس سخرية، وإنما هو مجرد أداة الاستخفاف بالقوات المسلحة والتحقير من شأنها أمام الشعب المصري وأمام العالم".
وتساءل بكري: هل يعمل الوليد بن طلال مالك قنوات أم بي سي ضد السياسة السعودية؟ وهل يتعمد أن يضع حكومة المملكة في هذا الموقف المحرج"، مضيفاً "المصريون لن يصمتوا على هذا التطاول وإدارتها ولا على الشركات المعلنة والداعمة لهذا البرنامج والأيام بيننا".
وقال الصحفي نبيل شرف الدين – المقرب من الأجهزة الأمنية – إن إدارة قناة "أم بي سي" السعودية اعترضت على الفقرة التي تسخر من الجهاز، مضيفا في حسابه على "تويتر": "باسم يوسف مخصص الليلة فقرة للسخرية من اختراع الجيش لكن إدارة القناة معترضة وهو يصر على إذاعتها وحتى هذه اللحظة هناك أزمة ربما تهدد استمراره".
من ناحيتها، تبنت حركة "تمرد" نفس موقف باسم يوسف وقالت عبر حسابها الرسمي على "فيس بوك": "في انتظار وعد أكبر مؤسسة بالدولة التي وعدت الشعب المصري بعلاج "الإيدز" و"فيروس سي" من خلال جهازها الجديد"، مضيفة "إن لم يتم الوفاء بالوعد فلابد من محاسبة كل من تكلم ووعد وروج في الإعلام عن شفاء المرضي، وعد الشعب يجب تحقيقه أو محاسبة كل من وعد وأخلف".
المصدر: عربي 21
http://m.arabi21.com/Story/731329