طاردت دعوات مئات الآلاف من الممنوعين من الاعتكاف في المساجد، في العشر الأواخر من شهر رمضان، قيادات ومؤيدي الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب الدكتور محمد مرسي، إذ واصلت وزارة أوقاف الانقلاب فرض شروطها التعجيزية على المساجد المسموح بالاعتكاف فيها، وعلى المسلمين المسموح لهم بدخولها، الأمر الذي اعتبره المعتكفون بمثابة إغلاق للمساجد في وجوههم.
ووضعت وزارة الأوقاف شروطا لأداء الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، أولها أن يكون الاعتكاف بالمسجد الجامع لا بالزوايا ولا بالمصليات، وأن يكون الاعتكاف تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر أو خطيب مصرح له من وزارة الأوقاف تصريحاً جديداً لم يسبق إلغاؤه.
وأعلنت الوزارة، رصد قوائم بأسماء المساجد الجامعة، وأسماء أئمتها المشرفين على الاعتكاف وأرقام هواتفهم وأرقام بطاقاتهم الشخصية الخاصة بهم بعد ترشيح الإدارات لهم، وسرعة الاتصال بهم ولكونهم مسئولين وظيفيا عن المعتكفين.
واشترطت الوزارة، تصريح لجنة تابعة لها، بأن المكان مناسباً للاعتكاف من الناحية الصحية ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين، وبناء على تقرير يرفع من مدير الإدارة التابع لها المسجد لمدير المديرية، يسمح بالاعتكاف أو يمنع.
كما اشترطت أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافياً المعروفين لإدارة المسجد، وأن يكون عددهم مناسباً للمساحة التي يقام بها الاعتكاف والخدمات اللازمة للمعتكفين، وذلك وفقًا لرؤية لجنة وزارة الأوقاف.
ويقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف وفق سعة المكان قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل، وأن تكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد مسئولة مسئولية كاملة عن إدارة شئون الاعتكاف وعن أي خلل يحدث فيه، ولها حق متابعته من خلال التنسيق مع المشرف على الاعتكاف، وأن يتم اعتماد المسجد من قبل وزارة الأوقاف كمسجد مصرح له بالاعتكاف.
وأصدر محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الديني بالوزارة، أوامر شديدة اللهجة إلى أمة المساجد ومفتشي المناطق ومديري الإدارة ومديري المديريات، باتخاذ إجراءات حاسمة تجاه أي خروج عن أوامر الانقلاب وقراراته.
وقال الحاج محمود عمر، أحد أهالي منطقة محطة الرمل بالإسكندرية، لـ"رصد": "أنا من سكان ميدان مسجد القائد إبراهيم، وطلبت من المشرفين على المسجد السماح لي بالاعتكاف معهم، إلا أنهم رفضوا بدعوى عدم إدراج اسمي مسبقًا في الكشوف التي ذهبت إلى إدارة الأمن الوطني بوزارة الداخلية للحصول على موافقة منها".
وأضاف العربي حسنين، أحد أهالي منطقة ميدان سيدي جابر بالإسكندرية: "ندعو الله في كل فطار على من منعنا من الاعتكاف في بيه في العشر الأواخر من الشهر الكريم، إذ لم ننقطع عن هذه العبادة أنا وأخوتي الـ4 طيلة 28 سنة مضت، إلا أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، أبى إلا أن يحرمنا منها في أواخر العمر".
وتابع محمد رمزي: "اشمعنا دة اللي هايسمحولنا بيه دة حتى الدعاء في الصلاة منعونا منه، ألا لعنة الله على الظالمين والفاسدين والقاتلين ومحاربي الدين".