تشهد السجون وأقسام الشرطة، حالات قتل بشكل شبه يومي بسبب التعذيب، فقد أصبحت السجون المصرية بعد 30 يونيو أشبة بالسلخانة مع زيادة عدد الوفيات بسبب التعذيب.
ولكن هذه المرة تختلف عن المرات السابقة، فالمسجون غير سياسي وحصل علي إخلاء سبيل ويستعد لمغادرة السجن ليعود إلي منزله، لتقتله الشرطة وتتهمه بالانتحار.
"أكثر ما يحزننا حاليا أن يتهموا أخي إسلام بالانتحار وهو لم ينتحر"، بهذه الكلمات عبر شقيق المتوفى إسلام السيد عبد الله، ضحية قسم الرمل ثان عن حزنه مما وصل إليه الحال داخل السجون المصرية وتسبب في مقتل شقيقة.
قال هانى السيد شقيق المتوفى إسلام السيد عبد الله مجند الأمن المركزي الذي لقي مصرعه داخل قسم شرطة الرمل ثان بمحافظة الإسكندرية والمشتبه فى وفاته جنائياً أن كل ما يريده من الجهات المختصة الوقوف على حقيقة وفاة شقيقه بعد أن ترددت الأنباء عن قيام عناصر من قسم شرطة الرمل بالتسبب فى وفاته بعد الاعتداء عليه بالضرب وتعذيبه.
وكان محمد رمضان محامى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قد اتهم ضباط مباحث قسم شرطة ثان الرمل بقتل مواطن وإلقائه من الطابق الثانى.
يقول محمد رمضان، "ضباط قسم شرطة رمل ثان، ارتكبوا مذبحة جديدة داخل القسم، عذبوا وقتلوا أحد المواطنين وادعوا أنه انتحر"، ويضيف : إسلام السيد تم القبض عليه السبت الماضي، من قهوة بجوار منزله، بسبب (ولاعة) على هيئة مسدس، وتم عرضه على النيابة، في اليوم التالي (الأحد)، وكلفت النيابة الأمن الوطني بالتحري عنه.
وتابع: "أهل إسلام ذهبوا مساء الأحد لزيارته، لكنهم فوجئوا بأمناء الشرطة وهم يحملون جثمانه إلى سيارة الإسعاف، وقالوا إنه حاول الهرب".
وأوضح أن "إسلام" تم تعذيبه حتى الموت في قسم الشرطة، مشيرا إلى أن أهله يتعرضون لضغوط وتهديدات لعدم إبلاغ النيابة وتصعيد القضية.
و أدان الناشط الحقوقي محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، وفاة الشاب، مؤكدا أن التعذيب في السجون لم يتوقف، وأن وزارة الداخلية ملتزمة بالحفاظ على حياة المواطن وكرامته داخل أماكن الاحتجاز.
وقال "زارع" -: إن المنظمة وردها العديد من الشكاوى حول وجود حالات تعذيب فى السجون كل يوم، مطالبا النيابة بالقيام بدورها والتحقيق فى الواقعة، وفى ما يصلها من شكاوى ومحاسبة المقصرين، مشددا على أن غياب سياسة المحاسبة، والعقاب للمخطئين هى السبب فى زيادة الانتهاكات وتجاوزها.
وأكد زارع أن السجون وأوضاعها مسئولية إدارات التفتيش بوزارة الداخلية والنيابة العامة، حيث إن هناك على سبيل المثال زنازين معدة لاستقبال 20 شخصا يتواجد بداخلها اكثر من 200 شخص.
وأضاف زارع، أن درجة الحرارة فى السجون فى ظل هذا الازدحام المميت قد تصل الى 60 درجة، وهو ما يعنى أن هناك سجونا غير معدة لاستقبال هذا العدد الضخم من السجناء، بالاضافة الى وجود انتهاكات مستمرة ضد المواطنين تسفر كل يوم عن ضحايا سواء موتى او مصابين بعاهة.
من جانبه نفى اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، وفاة أحد السجناء المحتجزين بقسم ثان الرمل، نتيجة تعرضه للتعذيب، وأنه لقى مصرعه أثناء محاولته الهرب من أعلى القسم وانزلاق قدمه وسقوطه داخل المنور، مشيراً إلى أن التقرير المبدئى للطب الشرعى أكد عدم وجود شبهة جنائية أو آثار تعذيب بجسد المتوفى.