شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

14 عاما على انتفاضة الأقصى .. ذكرى تخاذل العرب

14 عاما على انتفاضة الأقصى .. ذكرى تخاذل العرب
أربعة عشر عاماً مروا ، ولم يختلف الحال كثيراً ، فحال العرب كما هو ، وكما هي ردود افعالهم ، تجاة القضية التى طالت حتى...

أربعة عشر عاماً مروا ، ولم يختلف الحال كثيراً ، فحال العرب كما هو ، وكما هي ردود افعالهم ، تجاة القضية التى طالت حتى وقتنا هذا.

 

"إنتفاضة الأقصى" التى مر عليها سنوات قد كانت صرخة فلسطينية في وجه الاحتلال أمام أعين العالم، تؤكد أنه لا صوت يعلو فوق الحق وأنه لا سبيل لتحرير الأرض سوى بهذه المقاومة الشعبية التي تجمع كافة فئات المجتمع باختلاف انتماءاتهم السياسية والفكرية، بجانب أنها عكست مدى قوة التلاحم الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني.

 

وبالرغم من مرور عدة سنوات على انتهاء انتفاضة الأقصى منذ سنوات، إلا أنها ما زالت حاضرة وبقوة في ذاكرة الشعب الفلسطيني يستلهم منها صرخاته بين الحين والآخر ضد قوى الظلم والاحتلال.

 

أربعة عشر عاماً على انتفاضة الأقصى ،ففي مثل هذا اليوم من عام 2000م، اندلعت انتفاضة الأقصي الثانية بعد اقتحام الإرهابي السفّاح رئيس الوزراء الصهيوني  الأسبق اريئيل شارون وقوات الاحتلال المسجد الأقصي المبارك، وما تبعها من هبّة وانتفاضة فلسطينية داخل الأقصي لمنعه من الوصول إلي المصلي المرواني.

 

وشهدت ساحات المسجد الأقصي، في نفس اليوم، مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد من المصلين الفلسطينيين وعدد آخر من جنود الاحتلال، وأدي ذلك الي امتداد الانتفاضة الي ربوع فلسطيني، وتوقفت فعلياً في تاريخ 8/2/2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثاً محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني أرئيل شارون.

 

وتميزت انتفاضة الأقصى مقارنة بالانتفاضة الأولى بكثرة المواجهات المسلحة والعمليات الاستشهادية في قلب كيان الاحتلال الإسرائيلي.

 

وارتقى خلال انتفاضة الأقصى ما يزيد عن (4412) شهيد فيما جرح أكثر من (48322) مواطناً، وكان من بين الشهداء الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، والقادة أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وأبو على مصطفى، وغيرهم الكثير من قادة الفصائل.

 

وانتهج الكيان الصهيوني خلال الانتفاضة سياسة تدميرية بحق الشعب الفلسطيني، فعمدت إلى تدمير البنية التحتية الفلسطينية، وهدم البيوت بالتجريف تارة وبالقصف تارات أخرى، فضلاً على عمليات الاجتياح الموسعة التي كانت تقوم بها في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

وارتبطت الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعدة شخصيات ما زالت أسماؤهم محفورة في الذاكرة العربية أمثال الرئيس الراحل ياسر عرفات، والشيخ أحمد ياسين، والطفل محمد الدرة، الذي تسببت عملية استشهاده في إضافة بعد إقليمي ودولي للانتفاضة الفلسطينية الثانية.

 

وفي ظل استمرار الانتهاكات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وتوسع عمليات الاستيطان داخل الضفة الغربية، بالإضافه إلى كثرة الاقتحامات الصهيونية إلى المسجد الأقصى، تتزايد احتمالات اندلاع الانتفاضة الثالثة خلال الفترة القليلة المقبلة

 

ولم يختلف موقف الدول العربية والإقليمية كثيرا خلال الانتفاضة الثانية عن ردود فعلها حيال العدوان الصهيوني الأخير ضد قطاع غزة، فمع انشغال معظم الدول العربية والإسلامية بحالة الارتباك السياسي في شؤونها الداخلية خاصة بعد ثورات الربيع العربي، وضعف الاهتمام العربي والإسلامي بالقضية الفلسطينية، استغل اليهود الصهاينة الموقف للتوسع فى عدوانهم ضد الشعب الفلسطيني، ومارسوا على الأراضي الفلسطينية جرائمهم وعدوانهم الغاشم، فأصبحوا يستهدفون البنية التحتية الفلسطينية، ودخل المدنيون العزل في قائمة استهدافهم المباشر من خلال تدمير المنازل والمستشفيات والهيئات والمؤسسات التابعة لوكالة الغوث الفلسطينية “الأونروا”، وهم على يقين بأن المجتمع الدولي والدول العربية لن تحرك ساكنا، ولن تتخذ إلا مواقف الشجب والإدانة والاستنكار.

 

تفاعل الشارع العربي أثناء انتفاضة الأقصى بشكل كبير لدرجة أن دولا لم تكن تعرف المظاهرات مثل دول الخليج، خرجت فيها مظاهرات تؤيد انتفاضة الأقصى، الأمر الذي أحرج الأنظمة العربية التي عقدت بعد مرور شهر على اندلاع الانتفاضة قمة طارئة في القاهرة، وخرجت ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي، وإن كان فيه دعم وإعطاء صبغة شرعية أعمق لانتفاضة الأقصى، وبالمثل تحرك الشارع الإسلامي في مظاهرات حاشدة

 

وفى خلال فترة الانتفاضة  عقد أول  مؤتمر بشرم الشيخ ، في 16 أكتوبر عام 2000، حيث حضر المؤتمر رئيس الولايات المتحدة حينها بيل كلينتون، والرئيس الصهيوني إيهود باراك، ورئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وملك الأردن “عبد الله الثاني “، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وقتها كوفي عنان، بجانب خافيير سولانا، الممثل السياسي للاتحاد الأوروبي حينها.

 

كما عُقدت مفاوضات طابا، والتي استمرت في مصر، ستة أيام، لوضع مخطط يهدف إلى تهدئة الانتفاضة، والاتفاق على أهم بنود عملية السلام، وانتهت المفاوضات مساء السبت 27 يناير 2001 بإعلان بيان مشترك، تضمن اتفاقا إطاريا لمتابعة المفاوضات بعد الانتخابات الإسرائيلية في 6 فبراير 2001، من دون التوصل إلى أي اتفاق حول المسائل الأساسية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023