شاءت الأقدار أن يكون تاريخ حادث غرق مركب السويس هو الموافق لليوم الذي يسبق حادث غرق عبارة سالم أكسبريس، والتي وقعت في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر 1991، أي منذ 23 عام، وعلى الرغم من الفرق في عدد الضحايا، إلا أن القاسم المشترك، هو تباطؤ المسؤولين، في التحرك لانقاذ الركاب.
فبالأمس، غرقت مركب صيد، في البحر الأحمر، كان على متنه 40 صيادا مصريا، عقب اصطدامه بسفينة بضائع قادمة من المجرى الملاحي العالمي لقناة السويس، وارتفع عدد ضحايا غرق مركب الصيد المصري، بالبحر الأحمر ، إلى 11 غريقا تم انتشال جثثهم، فيما تم إنقاذ 11 آخرين بعضهم في حالة حرجة، وفقد 18- بحسب نقيب الصيادين بمحافظة السويس، في تصريح للأناضول.
وأوضح نقيب الصيادين، أن رسائل إغاثة وصلتهم فجر الأمس، من صيادين عاملين في رحلات صيد بالبحر الأحمر، قالوا فيها إن "مركبا للصيد يدعي (بدر)، غرق وكان على متنه 40 صيادا"، مشيرا إلى أن سفينة بضائع قادمة من (المجرى الملاحي العالمي) لقناة السويس، دهست مركب الصيد الصغير، في منطقة الزيديات، ما أسفر عن غرقه".
ومنذ 23 عام، غرقت سفينة "سالم إكسبريس"، وأسفرت عن مصرع 476 فى مشهد صارخ لما وصل إليه إهمال الدولة وقتها خاصة بعد ما نشر عن تفاصيل محاولات الإنقاذ وتباطؤ المسئولين وقتها لتخلف هذا العدد الكبير من الضحايا، حيث أنه فى الحادية عشر من مساء يوم 15 ديسمبر 1991 ، وحينما وصلت العبارة إلى ميناء سفاجا، فوجئ ربان السفينة "حسن مورو" بجنوح السفينة إلى اليمين بعد أن اصطدمت بالشعب المرجانية ليتصل بعدها بالإنقاذ ويخبرهم أنه على بعد 16 كيلو متر من ميناء سفاجا ويتعرض للغرق.
ولم يتحرك أحد إلا بعد ثلاث ساعات كاملة من الحادث بعد أن قام ميناء سفاجا بالاتصال بأول مسئول يخبره فيها بغرق السفينة لتبدأ أول عملية إنقاذ فى الساعة الثامنة صباحا، أى بعد تسع ساعات من بداية غرق السفينة بعد أن دفعت القوات المسلحة بثلاث قطع بحرية للإنقاذ بجانب طائرات جوية لتبدأ عملية الإنقاذ بعد أن تم ترك العالقين فى السفينة طيلة تلك المدة فى درجة حرارة 5 مئوية كما أشارت التحقيقات.
وقبل حادث غرق سفينة "سالم أكسبريس" وقع حادثين غرق، كانت الأولى 25 ديسمبر 1976م، حيث غرقت سفينة حجاج مصرية في البحر الأحمر بعد اشتعال النار فيها ومقتل 100 شخص، تلاها في مايو 1983، حيث وقع اشتعال حريق في عبارة مصرية في النيل ما أسفر عن مقتل 357 شخصا.
إلا أنه عقب حادث "سالم إكسبريس"، وقع حادثين في عامين متتاليين، كانت الأولى في أكتوبر 2005، والتي غرقت خلالها عبارة السلام 95 في البحر الأحمر بعد حادث تصادم مع سفينة شحن قبرصية، ما أسفر عن مقتل شخصين وجرح 40 وإجلاء معظم الركاب البالغ عددهم 1466.
أما عام 2006، وقع حادث غرق، كان من أكبر الكوارث التي وقعت في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، ، حيث شهدت مصر فجر الجمعة، الثالث من فبراير، غرق عبارة السلام فى مياه البحر الاحمر أثناء توجهها من ميناء ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا وعلى متنها 1415 شخصاً ، منهم1212 مصريا, أغلبهم من أسر العاملين المصريين بالسعودية وكانوا عائدين إلي مصر لاستئناف الدراسة ومصريين عائدين بعد آداء فريضة الحج , و117 أجنبيا ، إضافة إلى أفراد طاقمها البالغ عددهم 104 أشخاص.
وقد تحدث عدد من الناجين عن الظروف التى غرقت فيها العبارة فأكدوا إنه بعد الابحار بساعتين من ميناء ضبا تصاعد دخان كثيف من غرفة المحركات، وإن طاقم السفينة طلب من الركاب الصعود الى السطح حتى يتمكن من اخماد الحريق، موضحين أن العبارة استمرت في رحلتها باتجاه سفاجا وهي تتأرجح في المياه بعد إندلاع الحريق حتى غرقت.
وعلى الرغم من وقوع أكثر هذه الكوارث في عهد المخلوع حسني مبارك، وكانت سببا في اندلاع ثورة 25 يناير، إلا أنها لازالت تقع في عهد قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، مع تباطؤ المسؤلين وتراخيهم، دون تقدير بأن أرواح المصريين غالية.