"الهند للهندوس" شعار قديم للهندوس، ظهر مجددًا، بحماية حكومة هندوسية متطرفة، يرأسها "ناريندرا مودي"، لها باع طويل في اضطهاد المسلمين، خاصة محرقة في مدينة أحمد أباد بولاية غوجرات، راح ضحيتها ثلاثة آلاف مسلم.
وخرجت حركة هندوسية، مقربة من الحزب الحاكم في الهند، لإجبار المسلمين والمسيحيين على اعتناق الهندوسية، وهو ما أثار جدلا واسعا في هذا البلد.
وقال رئيس الحركة إن الهند "أمة هندوسية" وتم إرغام الكثير من الهندوس على اعتناق ديانات أخرى.
وتعهد موهان بهاجوات، رئيس حركة "راشتريا سوايامسيواك سانغ"، وهي أقوى الجماعات الهندوسية في الهند، بمواصلة حملة لدفع المسلمين والمسيحيين للتخلي عن دياناتهم وإقناعهم باعتناق الهندوسية استمرارا للجدل الدائر حول هذه المسألة الحساسة، والتي أدت إلى تعطل أعمال البرلمان وهددت برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يتبعه رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وقال بهاجوات إن الهند "أمة هندوسية" تم فيها إرغام الكثير من الهندوس على اعتناق ديانات أخرى. وتمثل حركته الجناح العقائدي لحزب رئيس الوزراء.
وصرح بهاجوات في كلمة، الليلة الماضية، قائلا "سنعيد من ضلوا الطريق إلى سواء السبيل، فهم لم يذهبوا من تلقاء أنفسهم. بل تم إغراؤهم على الذهاب."
وجاءت تعليقاته بعد أن قال حزب "بهاراتيا جاناتا"، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء مودي، إنه لا يؤيد إرغام الناس قسرا على ترك دياناتهم واعتناق ديانات أخرى ودعا إلى إصدار قانون لمنع هذه العملية.
وأغلب سكان الهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة من الهندوس، ويقترب تعداد مسلمي الهند من 300 مليون كما توجد بين سكانها نسبة صغيرة من المسيحيين.
الإعلام يواجه "مودي"
إعلاميًا يتعرض مودي لانتقادات بسبب تباطؤ خطاه في كبح جماح الجماعات المتشددة التي اتهمت بالترويج لبرنامج عمل تهيمن عليه قضايا الهندوس ويشمل إغراء المسلمين والمسيحيين لاعتناق الهندوسية.
وشكا مجموعة من المسلمين هذا الشهر من أنهم تعرضوا للخديعة وحضروا مراسم "تحويل الديانة" التي أجرتها جماعات هندوسية. وكان كاهن هندوسي أصبح نائبا برلمانيا يعتزم إجراء مراسم من هذا النوع لعدد من الهنود يوم عيد الميلاد غير أن هذه الترتيبات ألغيت بعد تدخل رئيس الوزراء.
وقال بهاجوات "نحن لا نريد تحويل أحد عن ديانته… لكن يجب أيضا ألا يتم تحويل الهندوس عن ديانتهم." وأضاف أن على من لا يؤيدون تحويل الناس من دين إلى آخر أن يعملوا على سن قانون يمنع ذلك.
المسيحيون والهندوس
وعلى صعيد متصل لم يسلم أهل الديانة المسيحية من الاعتداءات الهندوسية، ليكتمل شعار "الهند للهندوس" بالقضاء على الإسلام والمسيحية، وخلال الشهور الماضية يتزايد التوتر والمواجهات باعتداءات الندوس على المسيحيين في ولاية تشهاتيسغاره، الواقعة في وسط الهند، بخاصة في منطقة باستار.
وتقف الحكومة الإقليمية موقف المتفرج مما يحدث ولا تحرك ساكنًا، والشرطة تراوغ بشأن ظروف الاعتداء أو الملاحقات المحتملة.
البرلمان يشتعل
مني برنامج الإصلاحات التي يعتزم رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي تطبيقها بانتكاسة يوم الاثنين مع اندلاع احتجاجات داخل البرلمان وفي الشوارع بسبب حملة أطلقها متشددون هندوس على صلة بحزب مودي لتحويل المسلمين والمسيحيين عن دينهم واعتناق الهندوسية.
وألقى نواب المعارضة بأوراق واحتشدوا في وسط مجلس الولايات (الغرفة العليا بالبرلمان) مما أدى إلى تعليق الجلسة ومنع الحكومة من طرح مشروع قانون لزيادة المشاركة الأجنبية في قطاع التأمين.
وكان مودي يأمل الحصول على موافقة البرلمان على مشروع القانون ومرسوم آخر لاصلاح قطاع الفحم قبل انقضاء الدورة البرلمانية الشتوية يوم الثلاثاء.
لكن تعليقات لزعيم حركة راشتريا سوايامسيواك سانغ الهندوسية اليمينية قال فيها إن الهند "أمة هندوسية" أثارت عاصفة من الانتقادات مما بدد أي فرصة لمساندة المعارضة لمشروعات القوانين التي طرحتها الحكومة على مجلس الولايات الذي لا تتمتع فيه بأغلبية.
وقال نيتيش كومار وهو زعيم للمعارضة من ولاية بيهار لمئات الأشخاص في احتجاج في نيودلهي "هذه محاولة لتقسيم المجتمع" في اشارة لمساعي تحويل مواطنين من ديانة لأخرى. وتابع "الحكومة عاجزة عن حل قضايا جوهرية بالنسبة لبلادنا لذا ترغب في تقسيم المجتمع وتشتيت انتباه الناس."
ويواجه مودي انتقادات لتباطؤ خطاه في كبح جماح الجماعات المتشددة التابعة لحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الذي يتزعمه ويقول منتقدون إن هذه الجماعات أصبحت أكثر جرأة في سعيها لفرض أجندة تهيمن عليها قضايا الهندوس وهو ما يهدد الأسس العلمانية للهند.
ويعتنق نحو خمس سكان الهند البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة ديانات أخرى غير الهندوسية. والتحول لديانة أخرى مسألة حساسة وتقول جماعات هندوسية إن الكثير من الهندوس الفقراء أجبروا على مر عقود من الزمان على التخلي عن معتقداتهم أو تعرضوا لاغراءات لاعتناق الاسلام أو المسيحية.