في تصعيٍد جديد للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" لمح مسؤلون أمريكيون عن احتمالية اجتياح بري ضد التظيم ونشر قوات برية فى العراق لمحاربة ما اسموه بـ"المتطرفين"، حيث أعلن الجنرال الأميركي "جيمس تيري"، أمٍس الاثنين، أن أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" مستعدون لنشر حوالي 1500 عنصر في العراق لمساعدة بغداد على محاربة المتطرفين.
وتعهد أعضاء التحالف، الذين اجتمعوا الأسبوع الماضي في المنطقة، بإرسال حوالي 1500 عنصر لتدريب القوات العراقية ومساعدتها، إلي جانب المستشارين العسكريين الأميركيين المتواجدين في العراق، كما أعلن هذا المسؤول الكبير في التحالف في الكويت، ولم يحدد الجنرال الأميركي الدول التي سترسل عناصر أمن.
ومن جهٍة أخرى، أشاد بإعلان الحلفاء رغبتهم بإرسال مدربين ومستشارين خلال الاجتماع الذي عقد في 2 و3 ديسمبر الحالي وإن كانت تفاصيل هذه المساهمة لا تزال قيد البحث.
وقال الجنرال: "لا نزال نعمل على ذلك، وأريد أن أعطيهم الوقت للتشاور مع عواصمهم وتحديد سبل المساهمة، لكنه أشار إلى أن القسم الأكبر من العناصر سيكلف تدريب القوات العراقية على "بناء قدرات شراكة".
وهناك حاليًا حوالي 1500 عنصر أميركي في العراق لضمان أمن السفارة الأمريكية وتقديم الاستشارات للجيش العراقي وقوات البيشمركة، وقد وافق الرئيس الأميركي "باراك أوباما" على نشر 1500 عنصر إضافي لتعزيز جهود التدريب والاستشارات.
وكان الجيش الأميركي قد شن 148 ضربة منذ 8 أغسطس في شمال وغرب العراق من بداية إعلان الحرب ضد تنظيم "داعش"، فيما نشر أكثر من 800 مستشار عسكري وجندي لحماية السفارة الأميركية في بغداد ومساعدة الجيش العراقي.
وأكد ممثلو 60 دولة الأعضاء بالتحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" التزامهم بالتعاون للقضاء على التنظيم الذي وصفوه بـ" الإرهابي"، في إطار استراتيجية مشتركة ومتعددة الجوانب وطويلة المدى بدأت تؤتي ثمارها بحسب ما أعلنه المشاركون في الاجتماع الوزاري الأول لدول التحالف.
واتفق المشاركون في اجتماع دول التحالف ضد "داعش" الذي عقد في "بروكسل"، الأربعاء الماضي، بناًء على دعوة من وزير الخارجية الامريكي "جون كيري"، على تضافر الجهود في دعم العمليات العسكرية وتدريب قوات الجيش العراقي ووقف تدفق العناصر الأجنبية للإنضمام إلى صفوف "داعش" وكذلك وقف مصادر التمويل الخاصة بالتنظيم الإرهابي والمشاركة في أعمال الإغاثة الإنسانية ومواجهة أفكار داعش العقائدية.
وبالرغم من إعلان المشاركين في اجتماع" بروكسل" في بيانٍ مشترك إن الحملة الدولية لمواجهة تنظيم داعش بدأت تؤتي نتائج إيجابية، مشيرين إلى توقف تقدم عناصر داعش في العراق وسوريا، إلا أن التحالف الدولي قد أعلن احتمالية اجتياحه البري للعراق.
وفي إطار ذلك، تحشد الولايات المتحدة الأمريكية كميات كبيرة للغاية من المعدات الحربية والسلاح فى الكويت، استعدادًا لهجوم برى محتمل ضد التنظيم فى العراق وسوريا، حيث أكدت العديد من التقارير الغربية أن الولايات المتحدة حشدت حتى الآن 31 ألف سيارة مصفحة ضد الألغام، ومعدات إلكترونية ومعدات حربية أخرى لخوض الحرب البرية.
وأوضحت التقارير الغربية أن الهجوم البرى المرتقب والمكثف على "داعش" سيقع مع بداية الربيع المقبل فى 2015، وبالتعاون مع قوات "البشمركة" الكردية الناشطة فى منطقة الحكم الذاتى بشمال العراق، ورغم تعهد الرئيس الأمريكى "باراك أوبام"ا، عدة مرات بألا يطأ الجنود الأمريكيون أرض العراق مرة أخرى، إلا أنه يستمر مؤخرًا تدفق القوات الأمريكية إلى الكويت والعراق، وقبل أسبوع فقط أبلغ "تشاك هيجل"، وزير الدفاع الأمريكى السابق، عن إرسال أكثر من 1000 مستشار ومرشد عسكرى لأرجاء العراق، وسينضم هؤلاء إلى 1700 جندى أمريكى هناك.
كما كشف موقع "يو أس نيوز" الأمريكي إن واشنطن قامت بسحب 3100 مدرعة مضادة للألغام من أفغانستان وأودعتها بمخازن في الكويت.
وأشار الموقع إلى وجود قرار أمريكي بشحن جزء من هذه المدرعات لداخل العراق لمواجهة الدولة الإسلامية دون تحديد الكمية المزمع شحنها.
وبدأت عمليات تخزين المدرعات الأمريكية والعتاد والذخيرة القادمة من أفغانستان منذ يونيو الماضي داخل مستودع استراتيجي بأحد الموانئ الكويتية.
وقال أحد الضباط الأمريكان إن القيادة المركزية في نهاية المطاف سوف تتخذ القرار بشأن كيفية شحن المعدات إلى العراق، فيما سيتم التخلص من البقية أو إرسالها إلى الولايات المتحدة.
من جانبه قال قائد قوة المهام المشتركة الأمريكية الجنرال جيمس تيري إن "فريق العمل يركز على إعادة بناء الجيش العراقي والحرس الوطني لتولي المسؤولية القتالية".
وأشار تيري إلى أن التركيز سيتم على الموصل والأنبار وتحديدًا الرمادي وبيجي باعتبارها مجالات رئيسية لعمل قواته وانتزاعها من سيطرة الدولة الإسلامية.