شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“سيد بلال” .. أيقونة الثورة التي أُسدل عليها الستار

“سيد بلال” .. أيقونة الثورة التي أُسدل عليها الستار
"سيد بلال".. أربع سنوات مرت على حادثة مقتله، بعد اسدال الستار على قضيته العام الماضى...

"سيد بلال".. أربع سنوات مرت على حادثة مقتله، بعد اسدال الستار على قضيته العام الماضى وتزامن ذكرى مقتله هذا العام مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير.

"بلال" والبالغ من العمر إبان استشهاده 30 عامًا ، أب لطفل عمره سنة وشهران، يحمل مؤهل "دبلوم صناعي"، وكان يعمل في شركة بتروجيت حتى عام 2006 حين اعتقل وأودع سجن ليمان أبي زعبل، ثم عمل "براد لحام" بعد خروجة.


 كان أحد أيقونات ثورة 25 يناير، وضحية أخرى من ضحايا التعذيب في سلخانات جهاز أمن الدولة عن جريمة تفجير لم يفعلها، واتضح بعد ذلك انها من تدبير وزير داخلية "مبارك"، لكنه سقط سهوًا ولم يكن له نصيب من الدموع التى تدمع على خد الوطن، ولم يصبه الحظ فى شمعة واحدة من تلك التي توقدها القوى الوطنية و"بوتيكات" الثورجية !

اختطف "بلال" من قبل قوات الأمن من منزلة بحي اللبان غرب الإسكندرية، ليتعرض لأبشع أنواع التعذيب داخل مقر أمن الدولة بمنطقة الفراعنة وسط المحافظة وعلى بعد بضعة أمتار من مقر القنصلية الأمريكية.

وبذلت محاولات لإجباره على الاعتراف بحادثة تفجير كنيسة القديسين ليلة رأس السنة الميلادية عام 2011، والذي كشفت تداعيات ثورة الخامس والعشرين من يناير أن رجال حبيب العادلي هم من كانوا خلفها للتغطية على فضيحة انتخابات 2010 الأكثر تزويرا.

وفي الساعة السابعة صباحا يوم الخميس السادس من يناير، أبلغت أحد المركز الطبية وسط الإسكندرية، أسرته بوفاته بعد أن ألقى به مجهولون أمام المركز وهو في حالة إعياء شديد من وطأة التعذيب، لتستلم الأسرة الجثة وبها جروح ثاقبة في جبهة الرأس وسحجات متعددة بالساعدين الأيمن والأيسر وبالقدمين، إضافة لسحجات وزرقان عند الخصر والعانة.

قام الإعلام حداداً، ونبح في كل قنواته على ضحايا ، تفجير كنيسة القديسين، والتى بات المتهمين فيها مجهولين حتى هذه اللحظة ، لكنها تناست واحدًا منهم، إنه "سيد بلال"، ذاك الشاب السلفي كما يصنفه البعض، والذى مات أثناء التحقيق معه ومحاولة استنطاقه بالقوة للحصول على معلومات بشأن جريمة الكنيسة.

وكأن إلصاق كلمة "سلفي" باسمه يكفي مبررًا كي يموت أثناء تعذيبه وفقًا لاتهام أسرته للشرطة، لكن أحدًا من الذين اعتبروا الفاعل فى مذبحة الكنيسة "فكأنما قتل الناس جميعًا" لم ينتبهوا له، ولم يتوقفوا ولو بالسؤال عند ملابسات موته المفجع، رغم أنه أيضًا يعد نفسًا قتلت بغير نفس.

ويروي "خالد الشريف" محامي "سيد بلال" وصهره ماحدث من اعتقال وقتل لـ"سيد بلال" فيقول: "إن الضابط حسام الشناوي هاتف سيد بلال صباح الثلاثاء 4 يناير وطلب منه الحضور في المساء من أجل استجوابه في قضية ما، ولما حضر سيد بلال إلى مقر أمن الدولة بشارع الفراعنة بالإسكندرية ذهبوا بمرافقته إلى منزله بغية تفتيشه حيث بعثروا محتوياتها واستولوا على القرص الصلب الخاص به.

وفي السابعة من صباح الخميس ورد اتصال من مركز زقيلح الطبي إلى أهل سيد يفيدهم بالحضور لاستلام جثة سيد بلال حيث وجدوا بها جروحًا ثاقبة في جبهة الرأس وسحجات متعددة بالساعدين الأيمن والأيسر وبالقدمين إضافة لسحجات وزرقان عند الخصر والعانة".

وذكرت المستشفى أن مجهولين ألقيا بجثة سيد بلال أمام المستشفى قبل أن يلوذوا بالفرار، وأن دقات قلب سيد بلغت 170 دقة في الدقيقة، في حين بلغ ضغطه 30 على 50.

وحررت أسرة "سيد بلال" محضر اتهام لجهاز أمن الدولة بتعذيب ابنها حتى الموت أمام النيابة العامة وأرفقت معه التقرير الطبي، حيث شرعت نيابة الإسكندرية في فتح تحقيق موسع واستدعاء كل الضباط الذين وردت أسمائهم في المحضر للتحقيق.

في حين هددت قيادة أمنية كبيرة في الإسكندرية "إبراهيم بلال"، شقيق سيد، وصهره محاميه "خالد يوسف" باعتقالهما إذا لم يتنازلا عن اتهام جهاز أمن الدولة، إذ اجتمع بهما وعرض عليهما قرار اعتقال دون فيه اسميهما وسينفذ القرار إن هما لم يسقطا اتهامهما لجهاز أمن الدولة بقتل سيد،لكن أسرة سيد أصرت على مواصلة الدعوى وحثت على سرعة إصدار التقرير الطبي للجثة حتى يتمكنوا من المطالبة بسرعة محاكمة الجناة.

وبعد مرور ثلاث أعوام ونصف على مقتل "سيد بلال"، أمرت محكمة جنايات الإسكندرية بإخلاء سبيل "محمد الشيمي"، الضابط المتهم بقتل الشاب السلفي، بعد قبول محكمة النقض بالقاهرة الطعن المقدم من هيئة الدفاع، وذلك بعد الحكم عليه بخمسة عشر عاماً سجنًا وعشرة آلاف جنيه غرامة، منذ ما يقارب العام، وإعادة نظر القضية أمام دائرة أخرى بمحكمة جنايات الإسكندرية.

"سيد بلال" الذي ينتمي لـ"الدعوة السلفية" في الإسكندرية وأدى صلاة الجنازة عليه شيخها "ياسر برهامي"، إلا أنّ الدعوة لم تستنكر قتله آنذاك، واكتفت بإحياء ذكراه كل عام، بل ولم يظهر لها صوتاً ولا ذكراً اليوم بعد أن حكمت المحكمة ببراءة قاتليه، فلا بيان استنكاري، ولا وقفات احتجاجية، ولا مطالبات بإعادة الحكم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023