كان ضروري إني أجيلكم علشان أقول لكم كل سنة وانتم طيبيبن، وأرجو ألا أكون قطعت صلاتكم.. فمصر على مر آلاف السنين علمت العالم الحضارة والإنسانية، والعالم منتظر الكثير من مصر في الأيام والظروف التي تمر بها».
«من المهم إن الدنيا تشوف المصريين، ومينفعش حد يقول غير كلمة المصريين، نحن قادرون أن نعلم العالم الإنسانية والحضارة، ومن المهم أن ينظر العالم إلى هذا المشهد الذي يعكس وحدة المصريين الحقيقية، ونؤكد للعالم من هنا أننا جميعًا مصريون فقط، وسيحب بعضنا البعض بجد دون أي تفرقة لأن هذه حقيقة المصريين».
بهذه الجملة افتتح قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، زيارته لمقر الكاتدرائية المرقصية بالعباسية، لتقديم التهنئة لأقباط مصر عشية احتفالهم بعيد الميلاد 2015.
ويقول متابعون إن هناك أسبابًا لتودد السيسي للكنيسة خلال هذه المرحلة وليس الهدف منها الوحدة الوطنية كما يدعي.
انقلاب ساويرس
بدأت الأزمة عقب تلقي السيسي تقريرًا من جهاز الأمن الوطني يؤكد فيه أن رجل الأعمال نجيب ساويرس يدير شبكة من العلاقات مع الأحزاب وبعض رجال الأعمال يوظف فيها المال السياسي وصحف وفضائيات، لتنفيذ انقلاب ناعم على السيسي، عقب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وحذّر الأمن الوطني في تقرير قدمه لرئاسة الجمهورية بحسب الكاتب الصحفي عادل صبري، من توظيف نجيب ساويرس علاقته الوطيدة، ببعض القادة العسكريين السابقين والعاملين في المخابرات العامة ممن تركوا الخدمة حديثًا وقيادات سابقة بالحزب الوطني، في تنفيذ خطته للانقلاب الناعم، من خلال سيطرته على الأغلبية داخل البرلمان المرتقب، وبدء حالة من المواجهة السياسية مع السيسي تنتهي بإعلان البرلمان سحب الثقة من الرئيس وإقصائه من منصبه بطريقة قانونية.
وطلب التقرير الذي تلقاه السيسي منذ شهرين، مصحوبًا بتقرير أمن عام آخر قدمه وزير الداخلية محمد إبراهيم، ضرورة تأجيل الانتخابات البرلمانية المرتقبة، لحين انتهاء السيسي من تشكيل ظهير سياسي بديل من قيادات بالقوات المسلحة والشرطة وممثلي العائلات، أو صدور إعلان دستوري يعدل بعض مواد الدستور التي يمكن استغلال بعض نصوصها في إحداث انقلاب على رئيس الدولة.
وركز تقرير محمد إبراهيم على مخاوف الأمن من إجراء الانتخابات على وجه السرعة في ظل فشل التحالفات السياسية التي يجريها الدكتور كمال الجنزوري مستشار رئاسة الجمهورية، مع العائلات وقبوله عناصر من قيادات نظام مبارك، وتسرب قائمة للأقباط قدمتها النائبة السابقة مارجريت عازر باسم الكنيسة المصرية، لم يمررها بابا الكنيسة بنفسه للجهات الأمنية ومؤسسة الرئاسة، اتضح أنها وثيقة الصلة بتشكيلات القوائم التي يجهزها نجيب ساويرس للسيطرة على الأغلبية البرلمانية في المجلس المرتقب.
دعم مالي
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، زيادة معدل الفقر في مصر إلى 26.3٪من إجمالي السكان، وفقًا لمقياس الفقر القومي خلال عام 2013 ، 2014 وفي نفس العام تضمنت قائمة مجلة "فوربس" لأغنى أغنياء العالم لنفس العام سبعة مصريين بثروات بلغت1881 مليارًا و550 مليون دولار, من بينهم رجل الأعمال ناصف ساويرس المركز الخامس عربيًا و182 عالميا بثروة6.5 مليار دولار, وجاء شقيقه المهندس نجيب في المركز الـ11 عربيًا و589 عالميًا وأنسي ساويرس الذي بلغت ثروته من2.9 مليار.
وتسيطر عائلة ساويرس على 3 شركات هي "أوراسكوم للاتصالات" و"أوراسكوم الفنادق" و"أوراسكوم للمقاولات".
كما أطلق نجيب قناة أو تي في التي تم افتتاحها في 31 يناير 2007 وقناة أون تي في مباشر التي تم افتتاحها في 6 أكتوبر 2008 وهو مساهم بارز في جريدة المصري اليوم كما يمتلك موقعي "مصراوي" و"فيتو".
وقد أصدر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى قرارًا جمهوريًا بشأن تعيين أعضاء بمجلس أمناء صندوق (تحيا مصر).
وينص القرار على أنه يضم لعضوية مجلس أمناء الصندوق ستة أعضاء من الشخصيات العامة وذوي الخبرة من بينهم "نجيب أنسي ونجيب ساويرس".
وتبرع رجل الأعمال نجيب ساويرس، بـ3 مليارات جنيهًا
إرضاء الغرب
قال قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إنه يتوقع دعمًا أوروبيًا كبيرًا لمصر في الفترة المقبلة خاصة بعد أن أوضحت مصر وجهة نظرها في العديد من القضايا.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا في روما، أنه بحث مع الجانب الإيطالي العديد من القضايا المشتركة وعلى رأسها سبل مواجهة خطر الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية.
وأكد السيسي: نتوقع من رئاسة إيطاليا أن تكون جسرًا لتوصيل وجهة نظر مصر لدول الاتحاد.. ونتوقع تعاونًا، وهناك تفهم إيطالي للحالة المصرية وأتوقع دعمًا أوربيًا قريبًا لمصر.
وقال السيسي: اتفقنا على التحرك بجدية تجاه قضية الإرهاب، وهناك تفهم حقيقي للإرهاب في المنطقة، وخريطة الإرهاب في المنطقة تتزايد وهذا يحتاج إلى مواجهته بشكل شامل.
كما قام عبد الفتاح السيسي بزيارة الفاتيكان، تلبية للدعوة الموجهة إليه من البابا "فرانسيس"بابا الفاتيكان.
وأشاد السيسى بما قال إنه مواقف بابا الفاتيكان والجهود التي يبذلها من أجل الدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنساني، والتي تُعد أهدافًا مشتركة تفسح المجال بشكل أوسع لتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين الجانبين، ونشر الفكر التنويرى المعتدل، ومواجهة الأفكار المغلوطة التي تسعى إلى هدم المجتمعات.
كما شارك سامح شكري وزير الخارجية في حكومة الانقلاب بباريس في المسيرة الصامتة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تنديدًا بالاعتداءات التي تعرضت لها فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية.
حشد طائفي
شكل حضور البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية في مشهد الثالث من يوليو 2013، بجوارقائد الانقلاب عبدالفتاح السياسي، في رأي الكثيرين، استعادة للحضور السياسي للكنيسة القبطية.
وقد رأى الكثيرون في هذا الحضور مشاركة صريحة من قبل الكنيسة في الانقلاب الذي جرى ضد الرئيس المنتخب، وأن الكنيسة لعبت دورًا مهمًا في التمهيد له خلال حشد وتحريض أتباعها على المشاركة في مظاهرات 30 يونيو وما سبقها من مظاهرات
وشاركت الحركات القبطية "اتحاد شباب ماسبيرو"، "أقباط بلا قيود" ، "أقباط من أجل مصر"، قد أعلنت عبر وسائل الإعلام مشاركتها بقوة في تظاهرات 30 يونيو.
وقال رئيس الطائفة الإنجيلية، صفوت البياضي، إن "القيادات الكنسية اتفقت على أن قرار المشاركة يخص الأقباط الذين يتمتعون بنضج سياسي باعتباره حرية شخصية".
جاء ذلك بعد اجتماع تم بدير الأنبا بيشوي بوادي النظرون برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة الأرثوذكسية، وحضره سياسيون أقباط للمرة الأولى في اجتماعات المجلس.