شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في ذكرى مولده.. “ناصر” عظيم المجد والأخطاء

في  ذكرى مولده.. “ناصر” عظيم المجد والأخطاء
وصفه الشاعر العراقي، الجواهري، بأنه كان «عظيم المجد والأخطاء». وقال عنه فى رثائه...

وصفه الشاعر العراقي، الجواهري، بأنه كان «عظيم المجد والأخطاء». وقال عنه فى رثائه أحمد فؤاد نجم أيضًا بأنه «عمل حاجات معجزة، وحاجات كتير خابت». فهكذا كان عصر عبدالناصر: مليئًا بالمجد والأخطاء، بأعمال رائعة كثيرة وأخرى فاشلة.

 

في يوم 15 يناير وُلِدَ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هو جمال عبد الناصر حسين الابن الأول لأسرة متوسطة الحال، وُلد في الاسكندرية لأبوين من أصول صعيدية، فالوالد كان من أسيوط بينما كانت الأم من المنيا.

 

التحق "ناصر" بالكلية الحربية عام 1937 ومنها انطلق لصفوف الجيش وكان من المؤسسين لحركة الضباط الأحرار التي أدت في النهاية للإطاحة بالحكم الملكي وتأسيس الجمهورية.

 

وفي يوم 24 يونيو سنة 1956 وصل ناصر للسلطة بعد انقلاب عسكرى على رئيس الجمهورية آنذاك اللواء محمد نجيب

 

نادى ناصر بمجموعة من المبادئ والشعارات والتي مهدت له الطريق لتزداد شعبيته وبالتالي ازدادت معها ديكتاتوريته، شعبية ناصر كان سببها مجموعة من المبادئ الإصلاحية وحلمه القومي الكبير بالوحدة العربية التي استطاع أن يحقق جزءًا منها بالفعل، عندما أعلن قيام الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا عام 1958.

 

ولكن نظرًا لسياساته القمعية وإنهاك الجيش في حروب كثيرة لا طائل منها فقد جاءت نكسة 67 قاسمة لمصر كلها.

 

الطاغية جمال عبد الناصر

في مقال للمحلل الاقتصادي جلال أمين قال فيه "كان حكم عبدالناصر شموليًا واستبداديًا ولكنه كان أيضًا حكمًا وطنيًا. ضيّق الخناق على من يختلف معه في الرأي ولكنه رفع مستوى الأمل. والثقافة تنهض بزيادة جرعة الحرية كما ترتفع بزيادة جرعة الأمل. إنني أذكر قولا ساخرا سمعته من كاتب يساري مرموق، في أثناء ممارسة عبدالناصر لتضييق الحريات ولمقاومة الاستعمار والرجعية في نفس الوقت: "يا ليت عبدالناصر يسمح لنا بأن نموت من أجله".

 

إن الحديث عن عصر عبدالناصر وما لحق به من ظلم واضطهاد يذكرنا بعصرنا هذا وما به من ممارسات قمعية وحكم ديكتاتوري عسكري أخمد كل الأصوات إلا صوته، فقائد الانقلاب نفسه طلب من وسائل الإعلام أن تكون بوقًا داعمًا لسلطته كما كانت في عهد عبد الناصر.

 

الناصريون ينفرون من نسبة أي خطأ لعبد الناصر. كما أن العكس أيضا صحيح، أي أن كارهي عبد الناصر لا يحبون أن يُنسب لعبد الناصر أي عمل عظيم، ولكن تظل المسألة في حدود سرد الوقائع التاريخية لتعبر هي نفسها عن حقيقة ما كان في عهده من ظلم واضطهاد ممزوجًا بمشروعاتٍ قومية حقيقية. تمامًا مثلما وصف صلاح عيسى -وهو من أبرز المثقفين الذين تعرضوا للاضطهاد أيام عبدالناصر-  يتساءل في نهاية مقال له عن تفسير هذه الظاهرة الغريبة: "ازدهار الإبداع وحريته في عهد عبد الناصر الشمولي".

 

ويقول البعض إنه في السياسة الخارجية رجال عبد الناصر حققوا ما عجز عنه الإنجليز طيلة 60 عاما هو انفصال السودان يقول سلوين لوبد -أعلن حكام مصر الجدد تنازلا لم يصدر من حكومة مصرية من قبل وهو حق السودان في تقرير المصير، كما أدخلنا عبد الناصر في حرب اليمن ولا طائل لنا منها إلا تشرذم جيش مصر وساءت الحالة الاقتصادية، مات عبدالناصر وثلث البلاد (سيناء) وقع في أيدي الاحتلال الإسرائيلي.

 

كما ارتكب جرائم ضد الإنسانية كإعدام سيد قطب والشيخ محمد فرغلي وعبد القادر عودة وحبس زينب الغزالي وحميدة قطب فضلا عن فظائع التعذيب التي ذكرها أكثر من مؤلف عن فترة حياته أيام عبدالناصر.

 

إنجازاته

كان ارتفاع مستوى الآمال في عهد عبد الناصر ليس فقط بسبب نجاحه في تحرير الإرادة المصرية من سيطرة الأجنبي (الذي بدأ بتأميمه قناة السويس في 1956)، ولكن أيضًا بسبب ما فتحه من أبواب الأمل أمام الطبقات التي كانت محرومة من أي مساهمة في الحياة الاجتماعية والثقافية. وجد المثقفون ولمبدعون في الأمرين قوتين دافعتين للتعبير الصادق عن النفس، فأنتجوا أعمالا أدبية وفنية باهرة، على الرغم من تضييق الخناق على النشاط السياسي.

 

وفاته

وفي يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية. ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء، لكن ناصر توفي بعد عدة ساعات، ووفقًا لطبيبه، الصاوي حبيبي، كان السبب المرجح لوفاة عبد الناصر هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة.

 

بعد الإعلان عن وفاة عبد الناصر، عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي، وحضر جنازة عبد الناصر في القاهرة في 1 أكتوبر من خمسة إلى سبعة ملايين مشيع، كما حضر جميع رؤساء الدول العربية، باستثناء العاهل السعودي الملك فيصل، وبكى الملك حسين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات علنًا، وأغمي على معمر القذافي من الاضطراب العاطفي مرتين، وحضر عدد قليل من الشخصيات غير العربية الكبرى، منها رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيجين ورئيس الوزراء الفرنسي جاك شابان دلماس.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023