شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

التفجيرات.. من ناصر للسيسي والهدف واحد

التفجيرات.. من ناصر للسيسي والهدف واحد
المكان: مجمع محاكم جرجا التابع لمحافظة سوهاج. الزمان: أول أمس. الموضوع: العثور على عبوة ناسفة...

المكان: مجمع محاكم جرجا التابع لمحافظة سوهاج.

الزمان: أول أمس.

الموضوع: العثور على عبوة ناسفة في محيط المحكمة.

الأحداث: أحد خبراء المفرقعات يمسك بعبوة ناسفة، وبقربه مجموعة من الأهالي ورجال الجيش والشرطة والكلاب البوليسية، وبيده جهاز يشبه "إريال الراديو"، يقوم بتفكيك العبوة الناسفة بطريقة بدائية دون ارتداء الواقي المعتمد في تفكيك العبوات الناسفة، لتظهر خيارتان، فينتاب الجميع حالة من الضحك الهيستيري.

ذلك سيناريو بات مكررا يوميا، من محافظة لأخرى، منذ أن تولى عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، إدارة البلاد، ففي مصر مئات التفجيرات السلبية شهريا، منها ما هو بلاغ كاذب، وفي كثير من الأحيان سخرية من المواطنين، فمنذ أيام ذكرت قوات الأمن أنها عثرت على جسم غريب بالقرب من منطقة الإسعاف بمنطقة وسط البلد، تبين في النهاية أنها كيبورد كمبيوتر موصول بملف كهربائي.

انفجارات هائلة وتحركات سريعة لسيارات الإسعاف، والمواطنون في كل الشوارع للبحث عن مصدر الصوت وسط سيل من الشائعات بمكان الانفجارات، وشائعات أخرى بأعداد متفاوتة من القتلى والجرحى، لتحرق هذه الشائعات البلاد بدلا من القنابل الوهمية التي لم يتم العثور عليها.

ووسط تلك التفجيرات الوهمية أحيانا ما يحدث تفجير واقعي يسقط عددا من المواطنين، وبالعودة لتاريخ التفجيرات منذ أيام جمال عبد الناصر، تبدو فكرة التفجيرات نفسها نفذت في مصر حسبما ورد في مذكرات زكريا محيي الدين، عضو مجلس قيادة الثورة، التي صدرت تحت عنوان "الآن أتكلم"، وعبد اللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة الثورة في مذكراته، والرئيس محمد نجيب أول رئيس لمصر ورئيس مجلس قيادة الثورة.

وبحسب مذكرات الثلاثة فإن عبد الناصر هو المنفذ للتفجيرات حينما خرجت جموع المصريين تنادي بالديمقراطية وعودة العسكر إلى الثكنات في ما عرف بأزمة مارس 1954، وقعت بعض التفجيرات لإخافة الشعب من الديمقراطية حسب مخطط عبد الناصر وتجعله يدرك أن الديمقراطية معناها الفوضى.

يقول الرئيس محمد نجيب في مذكراته التي صدرت تحت عنوان "كنت رئيسا لمصر": "وقعت ستة انفجارات في ذلك اليوم، لكن في أماكن متفرقة منها السكة الحديد والجامعة وجروبي، ولم يقبض على الفاعل، وقد عرفت بعد سنوات أن هذه الانفجارات كانت بتدبير من جمال عبد الناصر، كما اعترف البغدادي في مذكراته، وذلك لإثبات أن الأمن غير مستقر، ولا بد من العودة بالبلاد إلى الحالة غير العادية".

العميد طارق الجوهري، الخبير الأمني، وقائد حراسة منزل الرئيس محمد مرسي حلّل من جانبه ظاهرة القنابل الوهمية، بأنها جزء من الحرب المخابراتية القذرة.

وقال الجوهري لـ"رصد" إن كل مَن قرأ كتاب الحرب القذرة، وكل من قرأ تاريخ عبد الناصر يعلم علم اليقين أن التفجيرات المصطنعة هي أحد الأساليب المخابراتية تارة لتعبئة الرأي العام في حالة اصطناع عدو داخلي وهمي وتارة للتغطية على أحداث بعينها.

وأضاف الجوهري: "فالعسكر على مر تاريخهم لا يستمدون شرعيتهم من الشعب بل من عدوه، سواء كان عدوا خارجيا أو داخليا، ودائما ما يفتضح أمرهم إذا اضطرته أحداث ما أن تتوقف تلك التفجيرات، فلا يستحي أن تبدو التفجيرات من صنيعة خاصة في مصر".

وأشار الخبير الأمني إلى أنه مع توجيه إعلامي سرعان ما يتوارى التحليل والمنطق، والأمر يتجلى في توقف تلك التفجيرات في الزيارات المهمة والمؤتمرات وأعياد النصارى.

وتابع الجوهري: "ستجد تلك التفجيرات تتنوع حسب إرادة توجيه الرأي العام فتارة تجدها ذات تنوع جغرافي، وتارة تجدها دون إصابات، وتارة تجدها تطال العسكريين وتارة تطال المدنيين، وتارة تجدها بدائية وتارة احترافية كل يصطنع لما صنع له".

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023