تقدم 14 من مقاولي الباطن لشركة "المقاولون العرب" ببلاغ إلى جهاز الكسب غير المشروع، يطالبون الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال برد 32 مليونا و155 ألف جنيه قيمة مستحقاتهم عن أعمال الإنشاءات والديكورات والأعمال المكتبية لشقق ومكاتب وفيلات، ويتهمونهم بالنصب عليهم وتنصلهم من رد هذه المبالغ.
والمقاولون الذين تقدموا بالبلاغ، بحسب "اليوم السابع"، هم: "مكتب الحميد للمقاولات، والشركة الهندسية للمقاولات «بيتكو» وشركة «سويسكو» للهندسة والمقاولات والورشة الفنية للألومونيوم وشركة «سوتيك» للمقاولات، وشركة الماسة للمقاولات العمرانية وشركة إنترناشونال «كيميكال» وشركة حسن هاشم للمقاولات و«بيد تيم» للهندسة والمقاولات وشركة القيصر للمقاولات وشركة روان للمقاولات العامة وشركة عباد الرحمن للمقاولات ومكتب شادى شوقى للمقاولات ومكتب أحمد عبدالفتاح للمقاولات، وأفصح ثلاثة منهم فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» عن تفاصيل وأسرار جديدة، جاء على رأسها تكلفة الأعمال الخاصة بتلك الإنشاءات والتى تحملت الدولة معظمها بحكم أنها منشآت تابعة للمخابرات العامة، ويتم صرف فواتير تكلفتها من ميزانية مؤسسة الرئاسة، لكنها، وبحسب قولهم، لم تكن مجرد إنشاءات عادية بل تطرقت إلى طلبات خاصة بأسرة نجلى الرئيس وزوجاتهم.
وكشف المقاولون الثلاثة: طارق محمد، مالك «الشركة الهندسية للمقاولات» وطارق شوقى، أحد مقاولى الباطن فى عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك وصاحب «مكتب الحميد للمقاولات» وماجد فوزى، مالك «الشركة المصرية للتجارة والمقاولات» أنهم عملوا فى مراكز اتصالات رئاسة الجمهورية منذ أوائل التسعينيات، بتكليف من شركة «المقاولون العرب» ونفذوا مهام داخل حرم إقامة رئيس الجمهورية، وداخل المقر نفسه، وتم اختيارهم بواسطة بعض الأصدقاء الذين كانوا يعملون بالقصور الرئاسية، الذين شكلوا حلقة الوصل بينهم وبين مؤسسة الرئاسة، وتم التحرى عن شركاتنا من كل الجهات الأمنية لهذا كان يتم الاكتفاء بعدد قليل من الشركات التى كانت تنفذ إنشاءات فيلات أسرة مبارك نظرا للسرية التامة التى كانت تحظى بها الإنشاءات، بالإضافة إلى العوامل الخاصة بأمن رئيس الجمهورية وأفراد أسرته، أما الفيلات، فبدأنا العمل فيها فى عام 2007، وكانت أعمالنا تتم معظمها إما فى فيلا علاء مبارك بالقطامية أو فى مزرعة النصر المملوكة لعلاء وجمال مبارك أو فيلات شرم الشيخ، وذلك على فترات متباينة، وكنا نبيت فى هذه الأماكن لفترات طويلة على أساس أننا محل ثقة فى التواجد بمقرات الرئاسة.
وأكد المقاولون بداية تأخير الشيكات ومستحقاتهم، بعد وفاة نجل علاء مبارك، مما تسبب فى تأخر دفع الفواتير، وبعد فترة تكرر تكليفهم بأعمال، فنفذوها على رجاء الحصول على كل مستحقاتهم، وهو ما لم يحدث، وأضافوا: كنا نقوم بأعمال خاصة بأبناء رئيس الجمهورية ومن المستحيل وقتها أن نطلب منه مقدما مدفوعا نظير أعمال طلبها منا، ففضلنا الاستمرار فى العمل على أساس أن تلك الأموال مضمونة ولن تضيع أبدا وبعد أن اتخذنا قرارنا بالسؤال عن كيفية عودة أموالنا المدفوعة لم يرد علينا أحد من مهندسى الرئاسة أو شركة المقاولون العرب وأثبتنا تلك الفواتير فى بلاغنا لنيابة الأموال العامة وجهاز الكسب غير المشروع، وتم الاستماع إلى أقوالنا بشأنها، ولم ينكر أحد من مهندسى الرئاسة صحة ما ذكرناه. وكشف المقاولون أنهم كانوا يجلبون معظم المواد المستخدمة فى تلك الأعمال من الخارج من «باكستان وإيران وأوربا»، وعن أسباب صمتهم الطويل، قال المقاولون، إنهم كانوا يأملون فى الحصول على حقوقهم بطرق ودية، عبر عدد من المحاولات أجروها مع أسرة الرئيس المخلوع ومع شركة المقاولون العرب، بلا جدوى حتى اندلعت الثورة وفوجئنا بعدها بتنصل شركة المقاولون العرب من الفواتير الخاصة بنا، ولم نجد جهة نطالبها بحقنا حتى ذهبنا إلى جهاز الكسب غير المشروع ونيابة الأموال العامة، وتابعوا: لم يكن يجرؤ أحد على أن يرفض عرضا بالعمل فى فيلات وقصور الرئاسة، لأن ذلك سيضعك موضع شبهة أمنية وستلاحق بعدها، فلو رفضنا لكنا ضحية من ضحايا ابنى الرئيس التى لم يسمع عنها أحد، فقررنا العمل بهذه الأعمال كبقية الإنشاءات التى شاركنا فيها، لكننا فوجئنا بطلبات كبيرة من ابنى الرئيس بصفة متوالية حتى قامت ثورة 25 يناير.
وأضاف المقاولون أن من بين الطلبات الكثيرة التى كان يطلبها علاء مبارك وزوجته هايدى استيراد أحواض للحمامات الخاصة بفيلا علاء مبارك بالقطامية من الخارج مطلية بمياه الذهب وبلغ سعر الواحد منها 5 آلاف يورو، بالإضافة إلى إنشاء أسانسير خاص بخادمة زوجته.
وعن منزل مبارك بمصر الجديدة أكد المقاولون أنه تم إنشاء جناح كامل به بعد زواج جمال مبارك، وتخصيص حمام لابنته بلغت تكلفته وقتها 5 ملايين جنيه، وكان ملحقا بجناح جمال مبارك بالطابق الثانى من مقر إقامة الرئيس.
أما عن مبارك وسوزان، فكشف المقاولون أنه لم يكن لهما الكثير من الطلبات، لكن من ضمن الإنشاءات التى تم تخصيصها لهما حمام سباحة مغلق كان يعمل على تثبيت درجة حرارة المياه وعزل البخار تم استيراده من دولة ألمانيا، وكانت تدار الماكينة الخاصة به من مقر الشركة بألمانيا، بالإضافة إلى صالة جيم باهظة التكلفة.
وتابع المقاولون: نذكر أنه تم تكليفنا بإنشاء قصر فاخر خاص بحسنى مبارك وبلغت تكلفته 150 مليون جنيه، وكنا نعلم من المسؤولين برئاسة الجمهورية مثلما أبلغونا أنه كان يتم إعداد هذا القصر حتى ينتقل الرئيس مبارك للعيش فيه، بعد أن يتقلد جمال مبارك منصب رئيس الجمهورية، فكان من المقرر أن تتم الدعوة إلى انتخابات رئاسية فى 2011 يدخل فيها جمال مبارك ضمن المرشحين ثم يتم إعلان فوزه، واستمرت أعمال الإنشاءات الخاصة بتلك الفيلا قبل التنحى بأيام.
ولفت المقاولون إلى واقعة تتعلق بإعداد جمال مبارك لتولى السلطة بعد والده، بقولهم: نذكر وقت المشكلة التى نشبت بسبب مباراة مصر والجزائر للترشح لكأس العالم وبعد المكالمة التى خرج فيها علاء مبارك مع الإعلامى خالد الغندور وبكى فيها وأبكى المصريين جميعا وجلب تعاطفهم وزادت شعبيته وقتها، بسببها ثارت سوزان مبارك واتصلت بعلاء وأبلغته بغضبها، وقالت له: «أنت إزاى تعمل كده أنته كده حرقت أخوك جمال» وكانت خارج القصر وعند علم علاء بعودتها استقل سيارته وخرج خارج القصر حتى لا يصطدم بها.
ولفت المقاولون إلى أنهم هدموا فيلا وبنوها من جديد وأنشئ بداخلها مكتب سرى وكانت داخل أحد الأماكن الخاصة بمؤسسة الرئاسة وأضافوا: كنا نعتقد أنها للرئيس مبارك، لكننا فوجئنا بعدها أنه تم تخصيصها لجمال مبارك، وكان يحضر بها اجتماعاً أسبوعاً هو وزكريا عزمى بمفردهما، وكان باب هذا المكتب لا يفتح إلا ببصمة العين الخاصة بهما، وهذا المبنى هو الذى تم احتجاز الرئيس محمد مرسي به بعد أحداث 30 يونيو.