شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

معهد “بروكينجز” يحذر من سيناريوهات ما بعد “عاصفة الحزم”

معهد “بروكينجز” يحذر من سيناريوهات ما بعد “عاصفة الحزم”
طرح إبراهيم شرقية، نائب مدير معهد "بروكينجز" الدوحة، تساؤلا عبر مقاله المنشور بموقع...

طرح إبراهيم شرقية، نائب مدير معهد "بروكينجز" الدوحة، تساؤلا عبر مقاله المنشور بموقع المعهد، حول نهاية عاصفة الحزم؟ وهل أعدت السعودية للخطوة القادمة بعد "الحزم"؟ وهل سيعيد ذلك النظام للمشهد السياسي في اليمن؟.

 

واستعرض شرقية، تحذيرات ونقاط في مقاله ربما تكون بداية خيط بالقضية؛ حيث طالب السعودية بـ"التفكير بعنايةٍ" في كيفية وضع نهايةٍ لعاصفة الحزم، بحيث لا تسفر عن تفاقم حالة عدم الاستقرار في اليمن.

 

وأشار شرقية إلى أن السعودية اتخذت كل الإجراءات السليمة تمهيدا للضربة، بداية من موافقة الجامعة العربية، ومجلس التعاون الإسلامي، انتقالا لمناشدة الرئيس اليمني هادي منصور، إلا أنه حذر المملكة من أخذ الترحيب اليمني بتدخلها أمراً مسَلَّماً به. مشيرا إلى "حساسية اليمنيين من التدخل في شؤونهم"، مشددا على ضرورة طمأنة اليمنيين بأن هذا التدخل السعودي لن يُسفر عن استبدال سيطرة الحوثيين بوصاية السعوديين.

 

ولفت شرقية النظر إلى نجاح المملكة في وقتٍ قياسي، في بناء تحالفٍ قوي من عشر دولٍ للمشاركة في الحرب ضد الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وتأمين الشرعية لهذه الخطوة.

 

وأوضح أنه منذ بداية انقلاب الحوثيين ضدَّ الحكومة المركزية في سبتمبر 2014، نجحوا في توسيع نطاق سيطرتهم و إلحاق الهزيمة بخصومهم مع غياب أي مقاومةٍ عسكرية لهم تقريباً، وتوسعوا في صنعاء وأبرموا اتفاق "شراكةٍ اقتصادية" مع إيران.

 

وتابع: "ومع ذلك، أخفق الحوثيون وفشلوا فشلاً ذريعاً في اللعب وفقاً للقواعد، وأثاروا نفور واستعداء معظم اللاعبين الإقليميين باستثناء إيران، فقد رفض الحوثيون دعوة السعودية لإجراء مفاوضاتٍ في الرياض، كما رفضوا دعوات الأمم المتحدة لعقد محادثات سلامٍ في الدوحة، وتجاهلوا كل بيانات مجلس الأمن السابقة واستعدول كافة الأحزاب باستثناء تحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح".

 

وأكد المحلل السياسي أنه "نظراً لهذه الظروف، فإنَّ التدخل السعودي في اليمن كان مرجوا بواقع الاحتجاجات الجماهيرية في المحافظات اليمنية"، لافتا النظر إلى أن "عاصفة الحزم" أسفرت عن بناء تحالفٍ إقليمي بعيد عن حدود التغلغل الإيراني في البلدان العربية أو ما يسميه القادة الإيرانيون "السيطرة على العواصم الأربعة"، دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء.

 

وأردف: "ستقدّم إيران  للحوثيين دعماً سياسياً ودبلوماسياً غير محدود، وستدعمهم بالأسلحة إلى حد ما، ومع ذلك، فإنَّ من غير المحتمل أن تخوض إيران حرباً بالنيابة عن الحوثيين في اليمن".

 

ورغم ما سبق تساءل شرقية: "ما هي الخطوة التالية لعاصفة الحزم؟"، متابعًا: "يجب ألا تأخذ المملكة العربية السعودية نجاحاتها في بناء تحالفٍ إقليمي ضدَّ الحوثيين أمراً مفروغا منه. فإزالة طرفٍ من السلطة هو أسهل بكثير من إعادة بناء الدولة وجمع مكونات الطيف السياسي معاً مرة أخرى".

 

وطالب بضرورة استخلاص الدروس من فشل الولايات المتحدة في إعادة بناء الدولة في كلٍّ من العراق وأفغانستان، مشددًا على أنه "لا يمكن تصور استنساخ تجربة مماثلة لاجتثاث البعث في الحالة اليمنية على الإطلاق، فالحوثيون، على الرغم من سلوكهم المتمرد، يظلون طرفاً أصيلاً في السياسة اليمنية ويجب على المملكة العربية السعودية الانخراط بجديةٍ معهم لإيجاد حلٍّ شاملٍ في اليمن".

 

وشدد شرقية على ضرورة أن تكون المملكة العربية السعودية حذرة للغاية في ألّا تدمّر مؤسسات الدولة في خضم عملية إزالة الحوثيين من السلطة، فتدمير المؤسسات من المرجح أن يؤدي إلى حالةٍ مطولة من عدم الاستقرار وليبيا مثال واضح على ذلك.

 

وتابع: "وعلاوة على ذلك، ينبغي على المملكة التعامل والتواصل مع تلك الألوية من الجيش اليمني الموالية لصالح، نظراً لأنّ بعض هذه الألوية قد تعهدوا بالولاء له في ظل غياب بدائل فضلى".



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023