توصلت، أمس الخميس، مجموعة "5+1" وإيران، إلى اتفاق أوليّ حول الملف النووي الخاص بطهران، في مدينة لوزان السويسرية. فيما عُرف باتفاقية لوزان.
وتضمنت الاتفاقية الإطارية، تدابير محددة، تضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني، من خلال تقييد عمليات التخصيب، ووقف النشاطات في منشأة فوردو، وضمان عدم إنتاج البلوتونيوم في مفاعل أراك.
أمريكا في موقف "الفاشل"
ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الاتفاق بالتاريخي، بينما رفضه بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، واصفًا إياه بالكارثي.
من جانبه، دعا آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، إلى إظهار حسن النوايا من قِبل الغرب، ليتم التوقيع على الاتفاق بشكل نهائي، بحلول نهاية يونيو من العام الجاري.
ووافقت طهران خلال الاتفاق، على عدم تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو المحصنة داخل جبل، لمدة لا تقل عن 15 عامًا، كما سيتم إخلاء منشاة فوردو من المواد الانشطارية لنفس المدة على الأقل.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفارسية، فسييبقي الاتفاق على هذه المنشأة، لكنه يحظر إجراء عمليات التخصيب فيها. وسيسحب منها ثلثا أجهزة الطرد المركزي.
كما وافقت إيران بموجب الاتفاق الإطاري، على أن تكون منشأة نطنز، المنشأة الوحيدة للتخصيب، على أن ستزود بـ 5060 جهاز طرد مركزي من الجيل الأول نوع "أي أر – 1"، لمدة 10 سنوات، فيما تسحب أجهزة الطرد المركزي الأخرى وتوضع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحسب الشرق الأوسط، قال أحد كبار المسؤولين الأميركيين، من مركز المفاوضات، إن "كل ما يدور حوله النقاش هي الأمور القابلة للقياس؛ من حيث عدد أجهزة الطرد المركزية المسموح بها، ومقدار البلوتونيوم الذي يمكن لمفاعل آراك النووي إنتاجه، ومقدار اليورانيوم الذي يمكنهم الاحتفاظ به".
وأضاف المسؤول، أن أمريكا "تبحث عن الرمزية، وتجنب الخروج بمظهر المتراجع"، حتى إذا كان ذلك يعني الدخول في أنشطة التخصيب النووية المكلفة وغير الفعالة، والتي ترجع بفوائد اقتصادية أو استراتيجية ضئيلة، ما يعني استمرار إيران في إنتاج السلاح النووي.
الخطر المحدق بالأمة العربية
من جانبه اعتبر أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة، في تصريح لـ"رصد" أن الاتفاق المبدئي "إنجاز للمفاوض الإيراني الذي ظل صابرًا"، مشيرًا إلى أن الاتفاق، قد لا يدخل حيز التنفيذ بصورة فعلية، إلا مع نهاية يونيو، وخلال هذه المدة "قد تحدث مفاجأة غير سارة لأي من الطرفين، تؤدي إلى عدم توقيع الاتفاق النهائي"، حسب قوله.
وأشار "نافعة" إلى أنه "على العرب أن يقلقوا"، موضحًا: "هذا الاتفاق يُعد جرس إنذار للعالم العربي بضرورة التوحد على الصعيد السياسي والاقتصادي، لأنه وبمجرد توقيع هذا الاتفاق بشكل نهائي تصبح إيران القوة الإقليمية الأكثر نفوذًا في المنطقة".
من جانبه قال المحلل السياسي، عاطف غمري، لـ"رصد"، إن توقع هذا الاتفاق الإطاري "يُعد نقلة نوعية في تاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية، التي شهدت توترات وأزمات عديدة خلال السنوات الماضية، بسبب طموحات إيرانية في الحصول على اعتراف أمريكي بنفوذها في بعض الدول العربية، منها لبنان وسوريا والعراق".
وأكد "غمري" أن القلق العربي من التوصل إلى اتفاق مبدئي حول النووي الإيراني، "يبدو مبررا"، بخاصة وأن الولايات المتحدة "تبني علاقاتها على أساس مصالحها الخاصة، لا على أساس المبادئ العليا، وبالتالي قد تطلق يد إيران في المنطقة".
وعقب توقيع الاتفاق، خرج الإيرانيون في مسيرات احتفالية؛ إذ إنه بموجبه تُرفع العقوبات المفروضة على إيران، ما يعني خروج إيران من العزلة السياسية والاقتصادية.