ستة أشهر مضت منذ أن أعلنت قوات الجيش، البدء في عمليات إخلاء الشريط الحدودي بعمق 500 متر، كمرحلة أولى تبعها 500 متر كمرحلة ثانية.
ومع تردد أنباء عن بدء المرحلة الثالثة، فإذ بعناصر ما يعرف بتنظيم ولاية سيناء، يعلنون أمس الخميس، فشل الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش، بعملية جديدة استهدفت خمس كمائن في نفس التوقيت، راح ضحيتها 15 قتيلًا وعشرات الجرحى، بينهم مدنين.
خسائر القوات المسلحة في هذه العملية، لم تكن فقط قتلى ومصابين، فحسب ما أكده شهود عيان من سكان المناطق المحيطة بالكمائن التي تم مهاجمتها، فإن المسلحين تمكنوا من اختطاف مدرعتين، وهو ما أكدته تصريحات تنظيم ولاية سيناء عبر حسابه على "تويتر"، وسط تكتم من قبل القوات المسلحة.
لكن ما أكده أهالي المنطقة، أن القصف العشوائي الذي تلا العملية من قبل طائرات الأباتشي، وF16 كان لتمشيط المنطقة بحثًا عن المدرعات المختطفة، والذي لم يطل سوى المدنيين.
كذلك شهدت الأسابيع الماضية، زيادةً في عدد الأكمنة التابعة لولاية سيناء، والتي أكد شهود عيان أنها تبعد مسافة لا تزيد عن 500 متر، عن كمائن الجيش، ما يجعل الأهالي في حيرة؛ عاجزين عن تفسير الأمر.
وقال "ع. أ" (من عائلة أبوشيخة)، إن "كمين الجورة لا تتوقف قذائفه العشوائية، والتي لطالما أصابت مدنيين، ولكن ومنذ حوالي شهر قام مسلحو ولاية سيناء، بعرض عسكري بالكروزات والرايات السوداء على مسافة لا تزيد عن 300 متر".
وأضاف: "لم يطلق الكمين ولو قذيفة واحدة. لقد أصبح وضعنا أسوأ من الغابة، فعلى الأقل في الغابة الكل يعرف من المفترس ومن الأليف إنما نحن عاجزون عن فهم ما يدور حولنا ومعرفة من العدو ومن الصديق".
"ع. م" السويركي، من سكان قرية التومة المهجرة، أوضح أن "المسلحين يسيطرون على قرى جنوب الشيخ زويد، فهذه المناطق بعد أن رحل عنها سكانها جراء القصف العشوائي بالأباتشي، فأصبحت خالية من السكان والجيش يعجز عن التواجد فيها بشكل دائم، بل إن المسلحين يقومون بإيقاف أي شخص غريب والتحقيق معه عن سبب تواجده".
حرب تحيطها الكثير من علامات الاستفهام والغموض، بدأها الجيش منذ 18 شهرًا ضد مجموعة مسلحين. كان من أبرز إنجازاته خلالها تمدد العناصر المسلحة، ليصبحوا ما بات يعرف "ولاية سيناء". فكم المساحة لاتي يحتاج الجيش تهجير أهلها ليصبح قادرًا على القضاء على المسلحين؟ وإلى متى يستمر أهالي مدينتي رفح والشيخ زويد في دفع فاتورة الأمن القومي وحدهم؟