شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مغردون ونشطاء: بعد البشر جاء دور الكتب.. مرحبًا بكم في عصر الحرق

مغردون ونشطاء: بعد البشر جاء دور الكتب.. مرحبًا بكم في عصر الحرق
في مشهد ليس غريبًا عن ذاكرتنا التاريخية، وما قام به التتار في العراق أو اليهود في المسجد الأقصى، أو محاكم التفتيش في الأندلس، قامت لجنة من وزارة التربية والتعليم، بحرق عشرات الكتب الإسلامية في فناء إحدى المدارس.

في مشهد ليس غريبًا عن ذاكرتنا التاريخية، وما قام به التتار في العراق أو اليهود في المسجد الأقصى، أو محاكم التفتيش في الأندلس، قامت لجنة من وزارة التربية والتعليم بحكومة إبراهيم محلب، بحرق عشرات الكتب الإسلامية في فناء إحدى المدراس، بزعم أنها “تحض على العنف والتطرف وتخرب عقول الطلاب”.

وقالت بثينة كشك، وكيل وزارة التربية التعليم بالجيزة، إن لجنة “إعدام الكتب في المدارس” قامت الأسبوع الماضي بحرق أكثر من 80 كتابًا، “ممنوع تداولها في مصر داخل مدرسة فضل الخاصة” بمحافظة الجيزة.

وفي تصريحات صحافية، أرجأت “كشك” حرق الكتب، إلى أن من بينها كتب لسيد قطب وغيره من مفكري جماعة الإخوان المسلمين، زاعمة أنها شملت كتبًا من دولة قطر، دون أن تذكر عناوينها، كما زعمت أن المدرسة تابعة لجماعة الإخوان، وأنها تستخدمها لـ”حسابها الخاص”.

كتب بعيدة عن التطرف

وبمراجعة الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي للكتب قبل حرقها، تبين أنها كتب في السيرة النبوية، والحضارة الإسلامية، وأخرى عن مكانة المرأة في الإسلام، وكذا عن أهمية الصلاة، وأخرى لمفاهيم تربوية للنشئ، وغيرها، بعناوين موضوعات لا تبدي أي علاقة بينها وبين “العنف والتطرف”.

لكن رغم ذلك، فإن وكيلة وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، أكدت أن حكومة محلب تحفظت على المدرسة، وكافة المدارس التابعة لجماعة الإخوان ماليًا وإداريًا؛ “سعيًا إلى تربية التلاميذ تربية سليمة، بعد أن تبيّن أنه لا يرفع فيها علم مصر، ولا يردد الطلاب النشيد الوطني”، حسب زعمها.

ونشرت مدرسة «فضل» قائمة بأسماء 75 كتابًا استبعدتهم مديرية التربية والتعليم بالجيزة من مكتبة مدرسة «فضل» الحديثة، باعتبار «تُخالف المواصفات الوزارية ومتواجدة بالمكتبة»، وهي: «الإسلام وأصول الحكم، مؤلفه على عبدالرازق، وأحداث النهاية مؤلفه محمد حسان، وعدو الإسلام مؤلفه جلال دويدار، وجمال الدين الأفغاني مؤلفه عثمان أمين، منهج الإصلاح الإسلامي مؤلفه شيخ الأزهر الأسبق عبدالحليم محمود، منهاج المسلم مؤلفه أبوبكر جابر الجزائري، هذه هو النبأ العظيم مؤلفه الدكتور زغلول النجار».

وقامت المدرسة، في صفحتها على «فيس بوك» بالاعتذار لأولياء أمور الطلاب، وقالت في بيان لها: «نعتذر للسادة أولياء الأمور والتلاميذ عما بدر من المسؤولين بمديرية التربية والتعليم، بمخالفة تعليمات الوزارة، وإحراق كتب التراث على اعتبار أنها كتب تحرض على العنف والكراهية والإرهاب».

ليس لها علاقة بالإخوان

الأهالي وأولياء الأمور، بدورهم، أكدوا أن لا علاقة للمدرسة بالإخوان من جانب، ومن جانب آخر، نفوا مزاعم الوزارة الخاصة بعدم رفع العلم المصري، أو عدم ترديد النشيد الوطني، مشيرين إلى أنه في العام الماضي، نظمت المدرسة احتفالا بعيد الأم، خرجت منها تظاهرة متؤيدة للجيش والحكومة، بل أُجبر الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على ارتداء ملابس بألوان العلم.

عصر الحرق

من جانبهم، أثارت هذه الواقعة غضب نشطاء، إذ علّق عليها الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي، قائلًا: “إحنا المفروض في بلد إسلامية، والدستور بتاعها بيقول كده، هل تجرؤ  منك له أن تحرقوا كتب تخص ديانات أخرى؟”.

وأضاف “أبوخليل”، أن “هؤلاء المجرمين ادعوا أن الكتب تحض على الإرهاب وأن المدرسة تتبع الإخوان، وامسكوا بعلم مصر ظلمًا وعدوانًا لاستدعاء كاذب للوطنية وأنهم في مهمة من أجل مصر. هؤلاء المجرمين لابد أن يعاقبوا وأولهم هذه المجرمة بثينة كشك التي تضع درع تكريم وزارة الداخلية على مكتبها بصورة مستفزة”.

بعض رواد “فيس بوك” كان لهم تعليق على الواقعة، فهذا عبدالله رمضان، يقول: “إحراق الكتب في القرن 21 على يد البغال”، مضيفًا: “محارق الكتب بعد محارق البشر.. مرحبًا بكم في عصر الحرق”.

وربط خالد فريد سلّام بين الماضي والحاضر، قائلًا: “هذا تكرار لمشهد إحراق كتب ابن رشد وغيرها على مر التاريخ، تعبيرًا عن الفكر الظلامي للمتطرفين”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023