شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جحيم أهالي شمال سيناء بين مطرقة داعش وسندان قوات الأمن

جحيم أهالي شمال سيناء بين مطرقة داعش وسندان قوات الأمن
يعيش أهالي مدينتي رفح والشيخ زويد ما بين مطرقة الجيش وسندان ولاية سيناء منذ بدء العمليات العسكرية التي يزداد معها عناصر "ولاية سيناء " قوة وتمدد يدفع ثمنها الأهالي من دماء أبنائهم

تحل بعد أيام قليلة ذكرى تحرير سيناء في 25 إبريل ، بذكريات مفعمة بالتضحيات والنصر، لكنها في هذا العام تحل علي واقع مرير ، إذ يعيش أهل شمال سيناء واقعا مفخخا بالتفجيرات تطل منه رائحة الدماء..فبين مطرقة “ولاية سيناء” التي تضرب أهدافا للجيش يسقط فيها مدنيون وسندان قوات الأمن بدكهم البيوت أوالقذائف العشوائية..يقبع جحيم الحياة لأهالي سيناء. 

فمنذ أيام قليلة فجر مسلحو تنظيم “ولاية سيناء “مدرعة بمنطقة كرم القواديس، قتل فيها 6 من قوات الجيش، وبعد ساعات شن التنظيم هجوما على قسم شرطة ثالث بمدينة العريش بسيارة مفخخة، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من قوات الجيش والشرطة والمدنيين المتواجدين بالقسم وكان من بين القتلى رئيس مباحث قسم ثالث العقيد شريف مناع.

وذكر شهود عيان من أهالي المنطقة أن الانفجار كان قويا جدا وأحدث أضرارا بالغة في المباني السكنية في محيط القسم، وهو ما أكده أحد السكان قائلا: “منزلي سقطت كل شرفه وتصدعت جدرانه وأصبح لا يصلح للإقامة فيه بل لو حدث أي انفجار بسيط بجواره سينهار في الحال”.

قبل ذلك بأيام.. قامت قوات الجيش بإطلاق عدد من القذائف علي منطقة العكور بقرية الظهير جنوب شرق مدينة الشيخ زويد مما أدى لاستشهاد 13 فردا من أبناء عائلة “فالح الهبيدي “وجيرانه.

رواية أهالي المنطقة لـ”رصد” أكدت أنه بعد سقوط عدد من القذائف على منزل فالح الهبيدي أقبل جيرانه لمساعدة الجرحى فسقطت قذائف أخرى مما زاد عدد الضحايا، وقال “أ.م “: من قبيلة الرياشات من سكان حي الكوثر  بمدينة الشيخ زويد واصفا المشهد في منطقته قائلا: “لم يعد الأمر يتوقف علي الرصاص العشوائي بل أصبحت القذائف تصل لمنطقتنا”.

وأضاف: “يكاد لا يمر يوم حتى تسقط القذائف ومنذ أسبوع سقطت قذيفة ببيت يبعد عدة أمتار عن بيتنا وأصيب صاحب البيت و ظل يصرخ طوال الليل مستغيثا ،ولم تذهب له سيارة الإسعاف بل نقله الأهالي سيرا على الأقدام لمشفى الشيخ زويد”.

وتابع : “كثير من زملائي في العمل من أهل الوادي سيعودون لمحافظاتهم عقب انتهاء الدراسة وحتى نحن أصحاب الأرض أصبحنا نفكر في الرحيل ولكننا لا ندري الي أين”.

وتزامنت البلاء الذي تعرضت له عائلة الهبيدي ، مع إصدار نشرته “ولاية سيناء” بعنوان “رسالة “عرضت فيه مقتل المجند “أحمد فتحي سلام” على يد عناصر ولاية سيناء ، قاموا بأسره في عملية مهاجمة كمين العبيدات الخميس الماضي، وعرض الإصدار أيضًا عملية ذبح الشاب ” علي السعيد علي” من قبيلة السواركة دون أن يشير الإصدار لسبب ذبحه.

“شريط الفيديو” أثار جدلا واسعا بين أهالي شمال سيناء ما بين خوف من انتقام قوات الأمن ،والذي يطول بعضه مدنيين، والحزن على طريقة موت المجند وتعاطفهم مع شهادته ورسالته التي وجهها لوالدته.

الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي، فقال “ر.م”  من عائلة الشاعر: “انتهاكات الجيش جعلتنا نكرهه ولا نتعاطف مع ما يحدث له وكنت أعتقد أن ولاية سيناء هم أداة مخابراتية لإيجاد مبرر لما يحدث ولكن عقب سماعي لإصدار ولاية سيناء الأخير وشاهدت ما فعلوه مع المجند أحمد أدركت أنهم حقيقة ووجدت نفسي رغم غضبي من الجيش أتعاطف معه وأصبحت أخاف ولاية سيناء”. 

كما أصدرت عائلة الشاب “علي السعيد” والذي تم ذبحه في الإصدار بيانا استنكرت فيه طريقة الذبح وتسائلت فيه عن دليل اتهام عناصر ولاية سيناء لابنهم بأنه جاسوس.

وأكدت العائلة في بيانها أنه مات قبل ذبحه من شدة تعذيبه ليعترف بأشياء وأحداث لم يرتكبها، مؤكدين أن “علي” بريء مما تم نشره.

وتداول شباب من سيناء هاشتاج بعنوان “علي السعيد ليس خائن” يستنكرون عملية الذبح الغير آدمية، بدون دليل وتسائلوا عن دليل ذبحه، واستنكروا عمليات القتل والذبح التي ترتكبها ولاية سيناء ضد الأهالي بزعم أنهم عملاء للجيش وللموساد دون تحقيق أو محاكمة عادلة.

من  جانبه قال أحد أبناء قبيلة الإرميلات يدعى “م.ح”: “الأهالي يخافون عناصر ولاية سيناء كما يخافون الجيش فهم سبب الخراب اللي عايشين فيه وكثيرا ما يعتلون منازل الأهالي ليطلقوا عدة طلقات علي الكمائن ويفرون تاركين أصحاب المنزل يواجهون مصيرهم، أما في مواجهة طلقات وقذائف الجيش والتي يرد بهاعلى قصفهم أو الحل الأسوأ أن يقوم الجيش بإخلاء المنزل وتفجيره”.

وأضاف: “قذائف الجيش لم تدمر المنزال وتحصد الأرواح فحسب بل تصيب المدارس فكثير من المدارس توقفت الدراسة فيها بسبب تعرضها للقصف من قبل الجيش وكان آخرها قصف مدرسة قبر عمير الخميس الماضي عقب مهاجمة مسلحين ولاية سيناء للكمين فلم تصيب قذائفهم المسلحين بل دمرت المدرسة”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023