يقول الإعلام المصري إن وسائل الإعلام الإسبانية تحتفي بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإسبانيا، في حين أن الأمر ليس بهذا الشكل الذي يدعيه الإعلام المصري الذي كان أن يجزم بنجاح الزيارة قبل حصولها..
والواقع أن الصّحافة الإسبانية خصّت هذه الزّيارة بجملة من المقالات في إطار روتيني تمامًا وهو عرض نشاط الحكومة الشهري اجتمعت في مجملها على أنّ الضّيف المصري هو رئيس اعتلى الحكم على إثر انقلاب و مع هذا فإنّ الحكومة الاسبانية ستدرس معه سبل التعاون في المجال الاقتصادي بين البلدين ودراسة المناخ السياسي المتوتّر بمنطقة البحر المتوسّط.
فقد ذكرت ” الباييس” أشهر الصحف الإسابانية ومن أوسعها انتشارًا حرفيّا أن ” المشير عبد الفتاح السيسي رئيس مصر سيقوم بزيارته الأولى رسميّا إلى إسبانيا 30 أبريل حسب ما أكّدته مصادر دبلوماسية. وسيستقبله الملك فيليب السادس ورئيس الحكومة ماريانو راخوي. العسكري ، وقد وصفته بـ “البطل” الذي انقلب على أوّل رئيس منتخب ديمقراطيًا الإسلامي محمد مرسي حيث علّق البدلة العسكريّة ليترشّح لانتخابات رئاسية انتصر فيها بنسبة 93% ونزع على إثرها الشرعية عن الإخوان المسلمين وعزلهم بقتل مئات وتسليط عقوبات الإعدام على آخرين ” ، وكان وصف “البطل الذي أتى إلى السلطة بانقلاب دموي” الذي استخدمته الصحيفة مثار تندر من قبل المتابعين لها حيث عدوه تناقضًا صارخًا..
من جهة أخرى خصّصت ” الباريوديكو” القسم الأول من مقالها الطويل الأسبوع الماضي على الأهداف الاقتصادية من الزيارة بالبحث في تنمية الاستثمارات بين البلدين وتعزيز سبل التعاون الثنائي للوقوف في وجه الإرهاب في منطقة البحر المتوسّط ، وقد وصفت الصحيفة السيسي بأنه “رئيس المجلس العسكري الذي انقلب على رئيسه”.
أما صحيفة “لافانغوارديا” في مقالها الموجز هذا الأسبوع، فقد استعرضت أهمّ البرامج الاقتصادية من وراء هذه الزّيارة، وذكرت أن السيسي – إضافة إلى النقاط المذكورة سابقًا في بقية الصّحف – سيجمعه لقاء مع رؤساء أهم الشركات الـ15 الاسبانية بحضور وزير الاقتصاد و ولكنها وصفته أيضًا بأنه “منقلب” على الرئيس محمد مرسي.
وقد أسهبت أوّل جريدة إلكترونية في إسبانيا ” ايستريّا ديجيتال” في موضوع الانقلاب ونقلته بأدقّ تفاصيله، بل مضت تسرد أنّ نجاح الانقلاب وثبات السيسي إلى الآن على كرسي الحكم هو بجهود حسني مبارك وتثمينه لقيمته السياسية على حد تعبير الصحيفة الإلكترونية، آخرها تدخّله هاتفيًا على التلفزيون المصري للتأكيد على أهمية وجوده رئيساً لمصر، وأنه رجل المرحلة، مؤكّدًا – مبارك – على أن معضلة الإرهاب لا يواجهها إلّا رجل بتكوين عسكري.
فيما أكدت الصحف الإسبانية أن اهتمام الحكومة بالاستثمار في مصر ليس لقوة الاقتصاد المصري، وإنما بسبب استغلال الظروف السيئة التي تمر بها البلاد والحصول على فرص استثمارية ضخمة بأقل مجهود ممكن، بينما أظهر الإعلام المصري صورة مغايرة تماما لطبيعة ما نشر في الصحف الإسبانية حيث نقل للجمهور المصري أن الصحافة الإسبانية هللت بمقدم السيسي إلى إسبانيا.