رأى خبراء سياسيون وإعلاميون، أن وسائل الإعلام المصرية المحسوبة على النظام الحالي تمارس ضغوطا على النخبة التي شاركت في 30 يونيو ودعمت الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، بدعم من رجال نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وذلك في إطار الصراع الدائر حاليا بين قوى 30 يونيو وبعضها البعض.
جيهان رجب، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، وصفت الصراع الحالي بأنه صراعا بين رجال أعمال الحزب الوطني ونخبة 30 يونيو.
وقالت جيهان رجب لـ”رصد” إن شيئا ما يحضّر له وخاصة أن هؤلاء الاعلاميين يتبعون معظمهم لرجال أعمال ممن عرف أنهم حزب وطني قديم وهنا تظهر لنا بعض الصور فالصحيح هو صراع بين رجال حزب وطني ونخبة ٣٠ يونيه.
وأضافت: “لا مجال لتصديق إعلاميين غيروا مبدأهم فجأة، وبعد استضافة مبارك وحديث عز وزيارة سالم في قنواتهم تبدأ الصورة تتسع للرؤية”.
وتابعت: “وأرى أنه قريبا جداً سيحدث شيء ما، ورغم ذلك فنحن لا ننتظر منهم خيرا ولا نعول على أفعالهم كثيراً لان هدفنا واضح وجلى وهو عودة المسار الديمقراطي كاملا بلا تنازلات والعودة لمطالب ثورة يناير”.
وأكدت أنه لا تنازل عن ذلك وإن كنا ننتظر حلحلة الأمور فالشعب لن يتحمل كثيراً كل هذه الضغوط.
صراع باطن
الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة سوهاج، قال صراع باطن بين نخبة 30 يونيو والاعلام، رغم أن النظام الحالي ليس مع هذه الأبواق الإعلامية التي تهز المجتمع وتصر على إظهار حالة الاستقطاب المجتمعي.
وأضاف حارص لـ”رصد” أن نخبة 30 يونيو ليست على رأي أو موقف واحد، كما أن بعض الإعلاميين وليس كلهم غير مقتنع في الفترة الحالية بالرأي والرأي الآخر.
وتابع حارص أن بعض الإعلاميين يرغب في أن يسود الإعلام رأي واحد، وليست المشكة هنا بقدر أسلوب التعبير عن الرأي وأسلوب النقد.
ورأى حارص أن بعض إعلاميي السلطة والنظام يضرون الدولة أكثر من أن يفيدوها حتى ولو كانت نواياهم سليمة، مضيفا: “فهم يفتقدون للأسلوب التربوي والعلمي البناء في هذه المرحلة، فالصراخ والسب والشتائم لا تقنع أحدا وتهز استقرار المجتمع وأرى أن الدولة يقظة في الفترة الأخيرة لمراجعة الأساليب الإعلامية”.
فقدان المهنية
وهاجم ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، كلا من الإعلام والنخبة السياسية، واتهم كلاهما بتبني الفكر عدم الحيادي وتبني الأنماط الحادة في التناول الإعلامي، والمعالجة السياسية، التي يرضي عنها نسبة كبيرة من الجمهور.
وقال عبدالعزيز لـ”رصد”، إن الإعلام افتقد مهنيته منذ أحداث 30 يونيو، وراح يتناول الموضوعات الشائكة بطريقة مضللة، محملا الأزمة التي تعيشها البلاد بجانب الإعلاميين، إلى النخبة والسياسيين، والأجهزة الأمنية، والمشرعين، وملاك القنوات الإعلامية، وكذلك الجمهور الذي يشجع هؤلاء الإعلاميين.
ورأى عبدالعزيز أن أزمة حدثت في أعقاب 30 يونيو، بين الإعلام والنخبة، قائلا إن هناك حاجة في تفعيل مواد الدستور فيما يتعلق بإنشاء المفوضية الوطنية للإعلام.
وطالب عبدالعزيز بضرورة بعد الإعلام عن التحيز لأي طرف من الأطراف مطالبا بألا يكون هناك أي تدخل من أي جهة أو سلطة سياسية أو إدارية أو أمنية في حرية الإعلام.
السبوبة تحكم
صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، قال: مصالح شخصية باتت تحكم العلاقة بين الإعلام والنخبة الحالية، وعلى أساسها يتم تكرار الضيوف في البرامج وعلى صفحات الجرائد.
وأضاف “العالم” لـ”رصد” إن من بين المعدين والمذيعين من يحصل على رواتب من الشخصيات العامة ورؤساء الشركات والأحزاب والمرشحين والأطباء.
وربط العالم بين الأحداث السياسية الأخيرة والهجوم على النخب المؤيدة للنظام الحالي في وقت ما، والتي باتت تشكل معارضة له في الوقت الراهن.