رغم التصريحات السابقة لمستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، المثيرة للجدل حول أبناء عمال النظافة الذين لا يمكنهم العمل بالقضاء، والتي استقال على أساسها، أعاد المستشار رفعت السيد، رئيس محكمة جنايات القاهرة الأسبق، نفس التصريحات، قائلًا: “نتحدث بجزء من العقل، هل يستطيع عامل النظافة تعليم أولاده بـ300 جنيه مرتب دون أن يمد يده، شئنا أو لم نشأ نعلم أن عامل النظافة يربي أولاده من الشحاتة”.
وتساءل السعيد: “هل سمعنا بعامل نظافة لا يشحت؟ وهل الولد اللي متربي على الشحاتة يستطيع أن يقود مصير الناس؟ فالعِرق دساس!”، وفقًا لحوار أجرته معه صحيفة “الشروق”.
ودافع السعيد عن تصريحات وزير العدل السابق بأن محفوظ صابر قال كلاما مقتصرا أثار الدنيا ضده، ولم يبرهن بالمعلومات التي تؤكد كلامه ولم يفصّلها للناس.
وأوضح أن البروتوكول الذي كان يتم من خلاله الالتحاق بالمؤسسة القضائية في مصر، باختيار أوائل كليات الحقوق للالتحاق بالنيابة العامة ومجلس الدولة وهيئة قضايا الدولة، من خلال مكتب تنسيق تتولاه النيابة العامة، بمقتضاه يتم توزيع الحاصلين على درجة “الامتياز” و”جيد جدًا” على مجلس الدولة، ثم على النيابة العامة ثم هيئة قضايا الدولة.
وتابع أنه “لم تكن هناك مقابلات من مجلس القضاء للمرشحين بالعمل بالنيابة، وإنما كانت تجرى تحريات بمعرفة النيابة العامة والشرطة، ومن ليس عليه ما يعيبه بشخصه أو أسرته أو بيئته فإنه يعين في النيابة العامة”.
وأكمل: “من هنا يأتي الفصل فمن تجد النيابة أنه غير لائق أسريًا تقوم بترشيحه لمجلس الدولة أو هيئة قضايا الدولة والنيابة الإدارية ويبعد تمامًا عن النيابة العامة”.
وأوضح السعيد، أنه “كم من التظلمات قدمت لهذا السبب، وبعدما استقلت كل هيئة قضائية بطلبات الراغبين بالانضمام إليها واختيار من تراه مناسبًا للعمل بها ظهرت فكرة المقابلات الشخصية وكشف الهيئة ليتم الرفض القطعي لأسباب تتعلق بالأسرة وبيئة النشأة”.
“الالتحاق بالسلك القضائي يشبه اختيار زوج للابنة أو زوجة للابن”، هكذا قال رفعت السيد، مستشهدًا بالحديث الشريف “تخطب المرأة لجمالها أو لحسبها ونسبها ومالها أو لدينها.. فاختر ذات الدين سلمت يداك”، مضيفًا “لو متقدم إليّ واحد أبوه وكيل وزارة علشان ياخد بنتي، وواحد أبوه عامل نظافة، وواحد أبوه تاجر مخدرات.. أختار مين؟”.
ورأى السعيد أنها وظائف حساسة تختلف عن غيرها، مضيفًا “في فرق بين إني أتشعبط في الأوتوبيس وأروح الشغل أو أروح المكتب بتاعي بعربية، هيبة القاضي جزء من عمله”.
وأكد أن “جيله من المتقدمين إلى النيابة العامة عقب تخرجه عام 1961، لم يضم أي من أبناء البسطاء”، متهمًا أبناء الطبقة الفقيرة بإفساد القضاء حينما تم في عهد جمال عبد الناصر اختيار البعض من المعاهد الاشتراكية ومنظمة الشباب الاشتراكي للالتحاق بالقضاء، فما كان منهم إلا أن أسهموا في دخول القضاء في السياسة من خلال انضمامهم للتنظيم الطليعي وكتابة التقارير عن زملائهم، وترتب على ذلك فصل قضاة مصر جميعا في مذبحة القضاء عام 1969، قائلًا “هذا هو التاريخ كما يروى، وهذا هو أثر أبناء الفئات الفقيرة حين انضمت للقضاء”.
ورغم تصريحات وزير العدل السابق بحق “عمال النظافة”، قال نقيب الزبالين شحاتة المقدس، إنه “سامح وزير العدل على تصريحاته، وسيسامح أي وزير يخطئ في حق الزبالين من أجل مصر، ولمنع أي شامت في الدخول للضرب في الحكومة النشيطة”، بحسب تعبيره.
وأضاف المقدس، خلال مداخله هاتفية في برنامج “90 دقيقة” المذاع على قناة “المحور”، أنه حزين على تقديم المستشار محفوظ صابر لاستقالته عقب التصريحات التي أعلنها عن عدم تعيين أبناء الزبالين في النيابة والقضاء.
وأوضح أنه لن يسمح لأعداء الوطن بالتدخل في شؤونهم، واصفًا تصريحات البرادعي التي أعلنها بعد تصريحات وزير العدل بأنها ضرب في الرئيس وحكومة إبراهيم محلب، قائلًا: “انسى يا برادعي إحنا ناس محترمين وسنبنى مصر مع عبد الفتاح السيسي”.
شاهد الفيديو:
