شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فتنة التمويل الأجنبى

فتنة التمويل الأجنبى
  ما بين سيف المعز وذهبه؛ تخوض مصر معارك سياسية واقتصادية على مر التاريخ، وهى لعدة مزايا بلد مستهدف، فإذا لم...

 

ما بين سيف المعز وذهبه؛ تخوض مصر معارك سياسية واقتصادية على مر التاريخ، وهى لعدة مزايا بلد مستهدف، فإذا لم تفلح محاولات الاستمالة لنظام الحكم فيها للدول المستفيدة كانت الاساطيل والجيوش تقوم بدورها لاحتلال البلاد ونهب مقدراتها، وقضية التمويل الأجنبى التى أثارت الرأى العام مؤخراً هى حلقة فى سلسلة لن تتوقف ولن تنتهى.

والقضية وما جرى بها من (شو إعلامى) رفعت معنويات المصريين إلى العنان فلأول مرة مصر تحيل 19 أمريكياً للقضاء وتعهدات بأن يحاكموا وفقاً للقانون المصرى، ويأتى السياسيون الأمريكيون والعسكريون وفداً يتلوه آخر لمحاولة حل المشكلة، وبعد أن يحالوا للمحكمة يصدم المصريون جميعاً فى رحيل هؤلاء الأمريكان من مطار القاهرة فى وضح النهار وتحت سمع وبصر جميع المصريين!!!

لم يعِ غالب المصريين حقيقة أن هؤلاء المتورطين فى قضية التمويل الأجنبى إنما هم أداة للولايات المتحدة الأمريكية لجمع المعلومات عن المجتمع المصرى ولهم برامج وخطط واضحة لاختراق المجتمع وجذب بوصلة الثورة المصرية لمنحى تريده أمريكا بغض النظر هل ينفع ام يضر المصريين.

لذلك ضغطت أمريكا بكل وسائلها (سيف المعز وذهبه) لمنع محاكمة وخروج رعاياها من مصر وعودتهم لأمريكا وهو ما تحقق لهم بغض النظر عن أن هناك صفقة أو خنوع، فالمسألة أكبر من ذلك وهى افتقادنا السيطرة على أمننا القومى بجدارة واقتدار، ولهذا أسباب كثيرة أشير لبعضها:

النظام الديكتاتورى الذى حكمنا ردحاً من الزمن خلف وراءه جيوشاً من الفاسدين الذين يتحكمون فى مقدرات الشعب المصرى ويتخذون القرارات وهؤلاء متورطون فى فضائح مالية وسياسية لو فتحت ملفاتها لشاب لها الولدان، وهؤلاء موجودون فى مفاصل الدولة المصرية كافة، ويدافعون عن ذواتهم ومصالحهم بكل ما أوتوا من قوة ويخشون أن يأتى يوم تكشف فيه السرائر، ساهم هؤلاء وغيرهم فى امتداد التغلغل الأمريكى وغيره فى المجتمع المصرى بل وكانوا أدوات المساعدة له فى ذلك بوضوح.

إذاً القضية لها جذور وأسباب وما هذه القضية التى أثيرت إلا جزء قليل من ظاهرها أما جذورها فمازالت موجودة ومازالت هذه الآلة الجهنمية التى تعمل على جمع المعلومات والتغلغل فى المجتمع المصرى تعمل بلا هوادة، ويكفيك أن تتابع البرامج التليفزيونية وترى جيش المدافعين عن التمويل الأجنبى لتعلم أن المستعمر لم ينتهِ ولم يرحل، فما كشف هو أقل القليل وما خفى كان أعظم.

أما متى ينتهى هذا العبث، فالمشوار طويل ويحتاج إلى إرادة لا يتطرق إليها ضعف وعمل دؤوب لا ينقطع فى سبيل أن نحقق طفرة علمية وعملية تضع لنا قدماً فى شارع الحياة وإفادة المجتمع العالمى، وهذا يتأتى فقط بانتهاج طريق العلم والعمل بتقديم أبحاث علمية ترتقى بالأسرة العالمية وتقديم مخترعات حديثة تيسر الحياة وتقديم حضارة ثقافية يستلهمها المليارات، فالطريق للتحرر واضح ولكن متى نضع قدماً عليه، هذا هو السؤال المطلوب الإجابة عليه، وإلا فنحن على مواعيد متجددة وقريبة مع قضايا جديدة تطعن فى الكرامة المصرية.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023