بدأ “تنظيم الدولة” في التوسع في العراق وسوريا، منذ نحو عام نصف، لتسيطر على مساحات شاسعة من الدولتين، قبل أن تبدأ في سلسلة من الخسائر في المساحات والأفراد، بشكل كبير، مع استمرار التحالف الدولي في قصف مواقعها في كل من العراق وأفغانستان.

“رصد” ترصد في هذا التقرير أبرز الخسائر التي وقعت لـ”تنظيم الدولة” مؤخرا.
كوباني
بعد معارك عين العرب (كوباني)، التي استمرت أربعة أشهر، التي حقق فيها المقاتلون الأكراد المدعومون بالغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة نصرا كبيرا كبدت التنظيم 2000 مقاتل،  خسر التنظيم أرضا أمام القوات الحكومية السورية والقوات الكردية السورية في أماكن أخرى.

وتٌعد منطقة كوباني امتدادا جغرافيا وبشريا لوادي سروج  في كردستان الشمالية (جنوب شرق تركيا)، وهي أصغر المناطق الكردية الثلاثة في روج آفا (Rojava). وتتشكل من مركز المدينة، كوباني، وحوالي 350 قرية.

اعترف مقاتلون في تنظيم “داعش”، مؤخرا ولأول مرة، بهزيمتهم في بلدة “كوباني” عين العرب السورية، ولكنهم تعهدوا بمعاودة الهجوم من جديد على البلدة.
ونقلت شبكة “أيه بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية عن بعض مقاتلي “داعش” قولهم عبر شريط فيديو “إن الغارات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة كانت السبب الرئيس في انسحاب عناصر (داعش) من بلدة كوباني”.

ويقول أحد مقاتلي داعش – رفض الكشف عن هويته – في شريط الفيديو “إن الغارات الجوية لقوات التحالف التي تتواصل ليلًا ونهارًا دمرت كل شيء تقريبًا، لذلك اضطررنا إلى الانسحاب من كوبانى”.
تكريت

في مايو الماضي تمكنت القوات التابعة للحكومة العراقية من طرد “تنظيم الدولة” من مدينة تكريت،  إذ باتت الجماعات المسلحة الشيعية التي تجوب حاليًا شوارع المدينة التي تحمل آثار الدمار.

وفي أعقاب استعادة السيطرة على المدينة، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، الجيش، إلى وضع حد لعمليات النهب التي ترتكبها عصابات إجرامية على حد قوله. 

ويحمّل الكثير من السكان الجماعات المسلحة الشيعية مسؤولية عمليات النهب تلك، حيث من المعتقد أن تلك الجماعات تنتقم من المدينة التي هي مسقط رأس صدام حسين.
الحسكة
انسحب “تنظيم الدولة” في يوم الأربعاء 27 مايو الماضي، من منطقة المبروكة غربي مدينة رأس العين في محافظة الحسكة، بعد مواجهات مسلحة مع وحدات حماية الشعب الكردية.

وسيطرت القوات الكردية على المبروكة بعد معارك عنيفة مع التنظيم  حاول فيها الأخير استخدام المفخخات لوقف تقدم الوحدات دون جدوى، بينما أغار طيران التحالف على مواقع التنظيم تزامنًا مع المواجهات في ريف الحسكة، فيما بدا أنه تنسيق كامل بين الوحدات والتحالف.

بيجي
لم يستطيع التنظيم السيطرة على منطقة بيجي، بعد فشله في  تفكيك المعدات والأنابيب الرئيسية في المصفى النفطي من الجزء الذي تسيطر عليه.

وبيجي، مدينة عراقية تقع في محافظة صلاح الدين تبعد عن شمال بغداد بحوالي ۲۱۰ كيلومتر في وسط الطريق المؤدي إلى الموصل، وبها أكبر مصفاة نفط في العراق المسماة بمصفى الصمود (مصفى بيجي).

وقد سيطر “تنظيم الدولة” على المدينة لفترة اقتربت من 7 أشهر بعد انسحاب القوات العراقية منها وهروب الشرطة المحلية منها.

التعطش للانتصارات

وقال محمد أبوسياف، الجهادي السابق والخبير في شؤون الجماعات المسلحة، أن تنظيم الدولة الإسلامية يعاني من نقص كبير في أسلحة الدفاع الجوي، الأمر الذي كبده خسائر كبرى بعد غارات التحالف الدولي، وأصبح متعطشًا للانتصارات التي غابت نحو نصف عام كامل.

وأضاف أبو سياف في تصريح لـ”رصد”: “تنظيم الدولة، بات تحت حصار مقاتلات التحالف التي تعمل دون أن تسمح لذلك التنظيم بالتحرك بحرية، لافتا الى أنه لولا الطائات الحربية لما استطاعت الاكراد أو قوات الحشد الشعبي أو قوات الأسد منع تقدم التنظيم”.

وأشار إلى أن التنظيم الأن بات في مأزق نفسي كبير، ويحتاج إلى التعويض عن الهزائم التي لحقت به لذا فإن العمليات المسلحة في سيناء وبغداد وتونس جزء من الاشباع النفسي لهم.