روت زوجة واقعة تعرضها للتحرش الجنسي على يد أمين شرطة، أثناء تواجدها داخل مجمع التحرير؛ لتخليص بعض الأوراق الخاصة بزوجها، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ظنًّا منه أنها سورية، كما روت تفاصيل مماطلة قوات الأمن معها عندما أصرت على تحرير محضر بالواقعة.
أكدت الزوجة -بحسب تصريحاتها لموقع “البداية”- ضرورة أن تصر كل فتاة أن تأخذ حقها إذا تعرضت لواقعة تحرش أي كان من قام بها.
وأفادت بأنها تراجعت عن تحرير محضر ضد المتحرش، بعد توسل أسرته وزملائه، وتأكيدهم أنه بالفعل سيتعرض للضرر في مستقبله الوظيفي، وتناقشت هي زوجها واتفقا على تغريمه مبلغًا ماليًّا والتبرع به لصالح السوريين اللاجئين في مصر.
الواقعة
تقول الزوجة عن تفاصيل الواقعة: رحت مجمع التحرير مع زوجي لتجديد إقامته على أساس أنه متزوج بمصرية، سحبنا ورقة التقديم على طلب إقامة زوجي كان بيملاها، وأنا كنت واقفة على جنب جمبه، لما لاحظت إن في واحد واقف متتبعني أو بيبص لي، بصيت له في عنيه بصة “عايز إيه احترم نفسك”، ولاقيته بعدها بثواني جيه وقف ورايا، بس ما عملش حاجة.. زوجي ملا الورق وأنا اتلهيت ونسيت الحوار تماما مع الزحمة والوقفة على الشباك علشان نقدم الطلب، بعتونا على شباك تاني، واحنا ماشين في الطرقة الزحمة جدا في طريقنا للشباك التاني، زوجي قدامي وأنا ماسكة في شنطة ضهره علشان ما نتهش من بعض، شعرت بمن يمد يده في منطقه حساسة.
لفيت وجيبته من ضهره، بإيدي وأنا بشتم، ولا قيته نفس الشخص اللي كان بيحوم حواليا، ورد فعله إنه كان عايز يضربني، وقال لي: جايين ترموا بلاكم علينا وتقلوا أدبكم في بلدنا يا (لفظ خارج) يا بنت (لفظ خارج) (على أساس إني مش مصرية حتى لما كنت بشتمه بالعربي، واللي خلاني أعتقد إنه افتكرني سورية مثلاً، وده اللي شجعه يعمل كده في قلب مجمع التحرير تقريبًا).. ردي عليه وديني ما سايباك إلا لما أعمل لك محضر.
ردود الأفعال
وتضيف: لاحظت إن الكل فجأة في جنبه، وإنه عمل تليفونات، وإن محدش عكشه على قفاه ولا وجه له بربع جنيه لوم، أو يعني ردود الفعل الطبيعة المتوقعة من الداخلية لما يمسكوا متحرش، بالذات في مكان زي ده..دخلوني أوضة فيها ظباط وسمعت همس كتير وناس جاية من بره تبع المتهم بتهمس في ودان الظباط.. الظباط اللي اتكلموا معايا في الأوضة كانوا اتنين.. واحد فيهم كان بيسمع مني والتاني بيتفرج علينا وساكت، الأولاني بدأ يقنعني إن خبط فيا من غير قصد، وبيلعب على حتة هو عمل إيه بالظبط على أساس إني هتكسف اقول، وأنا بجرأة الحق ما تكستفتش وقلت الفعل.
فجأة دخل شاهد ماعرفش جيه منين، اتضح انه موظف في المجمع وجاي يشهد في صف المتهم، وقال إنه خبطني في الزحمة بس من غير قصد، انهيت كلامي مع الظابط الأول اللي حاول يقنعي إنه مافيش داع للمحضر لأن مش معايا شهود ومالوش لزمة، وأنا صممت.
وتتابع: الظابط التاني اللي كان بيتفرج ابتدا يتكلم معايا ويقول إنه ماكنش يقصد وإني ظالماه وإن الظلم حرام، فقلت له أنا مني لربنا ومصرة على المحضر، فدخل في سكة إن المتهم كمان عايز يعمل محضر يقول إن أنا وجوزي ضربناه، ومعاه شهود على كده منهم ظابط في المجمع، وإن أحسن لي أفكني من الحوار، هنا حسيت بالظلم، أو إن المتهم له ناسه، فكلمت ماما، بعتت لي اخواتي اللي منهم 3 محاميين، وكلمت خالتي اللي كلمت ناسها بدورها وقالت لي أخليني على إصراري وكل حاجة هتمشي زي ما أنا عايزة.
الظابط التاني اللي كان بيقول لي على المحضر اللي عمله المتهم، ابتدى نغمة هتباتي في الحجز وهتتبهدلي وشكلك وسمعتك إيه قدام الناس، قلت له أنا ما يهمنيش الناس، أنا يهمني احترامي لنفسي، ولو المتهم شايف إن أنا اعتديت عليه يعمل المحاضر اللي هو عايزها ويجيب شهود براحته وأنا معايا ربنا.
رئيس المباحث
وتواصل: بعدها خدوني لرئيس المباحث في المجمع، والظابط ده بدأ يبص لي بعند وكراهية مش فاهمة ليه.. رئيس المباحث شخص في منتهى الاحترام، سمع مني وعرف شغلتي ككاتبة واستأذن شوية ورجع معاه لواء ، وهنا جت مكالمة التوصية للواء، والناس قالت لي اللي انت عايزاه.. خلصت ورق زوجي الأول وأصريت لأخر نفس فيا على المحضر.. والتقيت تقريبا بحوالي 6 رتب مختلفين كلهم بيكلمني بشكل ودي إني ماعملش المحضر، ماعدا واحد رتبة ودكتور في القانون الشهادة لله قال لي أعمل محضر طبعا بعد ماحكيت اللي حصل.
عملت المحضر أخيرًا وبعدها وهما بيطلبوا عربية الترحيلات واللي كانت ميكروباص، عرفت من الرائد اللي جيه ياخدنا لقسم قصر النيل لتقييد المحضر إن المتهم أمين شرطة حراسات في وزارة الخارجية،و في القسم الرائد كان بيقنعني بلاش أكمل علشان كده أنا دمرت مستقبل الراجل وإنه بغض النظر عن القضية اللي هتروح النيابة وترسى على ولا حاجة لعدم وجود شهود، كده كده الداخلية هتبهدله وترقياته وكاريره هيتدمر. وإن هو غلبان ومش صايع بدليل انه اعترف في المحضر إنه خبطني بدون قصد.. إلخ.
نيابة قصر النيل
وأردفت الحقيقة معرفتي لكونه أمين شرطة خليتني أصمم زيادة لأن ده شغلته الحماية مش التعدي على الغير، وطبعا كم الرتب وطلبات التنازل الودية اللي شفتها دلوقتي فهمت كان ليه.. والمحضر اتقيد ورحنا على نيابة قصر النيل حققوا معايا ومعاه، وده كان أسوأ جزء في اليوم، خاصة في تحقيق النيابة لما كنت مضطرة أشرح قدام حوالي سبع رجالة ايه اللي عمله بالظبط، والوكيل يعيد ويزيد في الحوار بصورة حسستني بالإهانة.
ولما خرجت ابتدا قرايبه يتكلموا مع اخواتي ويتحايلوا عليهم أتنازل وأنا فضلت مصممة، فلجأوا للكلام معايا مباشرة، البيه متجوز وعنده أربع عيال، ووقف قدامي يعتذر وعينيه كلها دموع.. أنا عيطت صعبان عليا أهله وصعبان عليا نفسي وكل اللي زيي في نفس الوقت ومش عارفة أعمل إيه.. الضغوط زادت بالذات لما اخواتي كمان طلبلوا مني اتنازل لأن كده كده دمرت مستقبله المهني ومالهاش لازمة القضية، زوجي الوحيد اللي كان مصمم إني أمشي في القضية ولما شرحت له أهله بيقولوا إيه، قال لي احنا ممكن نأدبه هو شخصيا بس مش لازم نئذي أهله لو اللي هنكمل فيه هيسبب فعلا أذى ليهم.
الاعتذار
وتستطرد: اقترح زوجي إني أتنازل مقابل خدمة يقوم بيها للمجتمع لمدة عدة أشهر، قلت له الكلام ده عندكم برة مش هنا، وقال لي إن السجن مش هيوصل له التقويم اللي هو محتاجه، وهنا فكرت في موضوع التقويم ده، ولا قيت إن الحل تقويم مادي على الأقل هكون ضامنة إنه يحصل، وهيوجعه ويعمله ما يفكرش يعمل ده تاني، وكان العادل من وجهة نظري مبلغ 5000 جنيه يتم التبرع بيهم للاجئين السوريين اللي هو افتكرني منهم وقرر يستبيحني على الأساس ده، وخدت 4000 جنيه من أهله بعد الفصال.
وختمت: ماكنش ينفع تصالح في جناية هتك عرض، وكان لازم أغير اقوالي فقلت إني مش متأكدة إنه كان عن عمد اللي عمله المتهم، وده وجعني جدا وخلاني أعيط، خاصة لما الوكيل قال لي ما فيش تصالح في الجنايات لأن ده حق مجتمع، ولازم تغيير أقوال..أنا آسفة للمجتمع وآسفة لكل الستات، أنا آسفة على ضعفي بس أنا شايفة إن كده ممكن أكون خدت حقي وحق الناس اللي كان قاصد يعتدي عليهم، من غير ما أجي على أسرة كل ذنبهم إن اللي بيعولهم حيوان.. بس أنا آسفة برضو لو شايفين إن بكده قصرت وأهملت في حقكم.