استمرارا لحربه التي شنها على شمال سيناء، أطلق الجيش عملية عسكرية جديدة في ثلاث مناطق بسيناء، وقتل فيها اليوم 29 مسلحا في أول تحركاته العسكرية فجر الإثنين.
وأكد عدد من الخبراء في تصريحات لـ”رصد” أن إطلاق الجيش المصرية عملية “حق الشهيد” كخطة حربية جديدة في إطار الحرب في سيناء، لها عدة أسباب تخرج عن نطاق محاربة الإرهاب، أبرزها التطهير العرقي، وضمان استمرار الدعم الشعبي والدولي للنظام.
التطهير العرقي
ووصف عيد المرزوقي، الخبير في الشأن السيناوي، عملية “حق الشهيد” بعملية التطهير العرقي، الذي يستهدف بالأساس تفريغ مثلث العريش- رفح- العوجة من السكان، مضيفًا أن من ضمن أهدافها جلب الدعم الشعبي والصمت عن البيانات العسكرية التي يعلن بها عن قتل المئات شهريا، دون رقيب ودون تحقيق.
وأوضح “المرزوقي”، في تصريح لـ”رصد”، قائلا: “أين حقوق أكثر من ألف وخمسمئة شخص من شهداء سيناء معظمهم أطفال ونساء”، مضيفا: “لأول مرة في تاريخ مصر يتعرض جزء من الشعب إلى الحرب والتصفية”.
وأكد “المرزوقي” أن الجيش الآن يحاصر مدينتي الشيخ زويد ورفح، ويمنع خروج المواطنين من منازلهم أو فتح محالهم بعد مداهمة سوق الثلاثاء وهي السوق الشعبية الأسبوعية لمدينة الشيخ زويد واعتقال من فيها من الرجال والشباب حتى الباعة المتجولين المغتربين واحتجاز النساء والأطفال.
كما أشار إلى أن الجيش انتشر بشكل مكثف بالمدينتين وأغلق الطرق المؤدية لهما، وتحلق طائرات حربية مقاتلة وطائرات دون طيار بسماء المدينتين وتخوف بين المواطنين من مجزرة مرتقبة يعد لها جيش السيسي.
وكشف “المرزوقي” أن الحاكم العسكري لمدينة بئر العبد ونطاقها، العميد محمد عبد العزيز جحوش والشهير بـ”كحوش”، بهدم منازل ومحال المواطنين بقرى المدينة والتي لم يكتمل بناؤها وكذا الجدران الخاصة والمحيطة بمنازل المواطنين دون إبداء أسباب لذلك، فضلاً عن قيام ضباطه بتدشين كمائن متحركة على الطريق الدولي الساحلي “العريش- القنطرة شرق” واعتقال عدد من المسافرين واقتيادهم لمقر قسم شرطة رمانة بحجة الكشف الأمني على هوياتهم.
فرض الهيمنة السياسية
وأكد اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، أن تلك العملية لن تختلف في تحركاتها عن العمليات العسكرية العادية، لكنها مجرد تجديد دماء فرض الهيمنة السياسية، واستخدام المسمى “حق الشهيد” هو مجرد “شو” إعلامي ليس أكثر.
وأضاف “سليمان”، في تصريح لـ”رصد”، أن كل العمليات التي تمت والتي ستتم في سيناء، لم تسفر عن نتائج إيجابية، فهناك تهجير للسيناوية وليس تنمية، وهناك قتل فقط وليس اعتقال لرؤوس الجماعات المتطرفة، فالقضاء على رأس الأفعى هو الذي سينهي الأمر ومن ثم التنمية.
دعم دولي
ويقول الدكتور حسن رأفت، أستاذ الإسرائيليات والخبير الاستراتيجي، إن السيسي يمارس دور “كيم يونج” حاكم كوريا الشمالية، إذ يلجأ لتصريحات عسكرية وضربات من حين لآخر لجلب دعم عسكري، كذلك الحال فالسيسي يستخدم الضربات العسكرية في سيناء والإعلان عن مسميات جديدة لتلك العمليات حتى ينال الدعم السياسي والعسكري.
وأضاف “رأفت”، في تصريح لـ”رصد”، أن هذه العمليات تكلف الدولة 250 ألف دولار يوميًا، حيث تبدأ بطائرات استطلاع دون طيار، ومن ثم فرقة استكشاف ومتابعة، وأيضًا سرب جوي سواء طائراتf16 أو طائرات “الأباتشي” والتي تتكلف طلعة الطائرة الواحدة منها 5000 دولار.
وينشط في شمال سيناء مؤخراً، عدد من التنظيمات أبرزها “أنصار بيت المقدس”، والذي أعلن في نوفمبر 2014، مبايعة تنظيم “الدولة”، وغير اسمه لاحقا إلى “ولاية سيناء”.
ومنذ سبتمبر 2013، تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصرية حملة عسكرية موسعة، لتعقب من وصفتهم بالعناصر “الإرهابية والتكفيرية والإجرامية” في عدد من المحافظات خاصة سيناء، وأسفرت تلك الحملة عن مقتل 1500 مدني، وتهجير ونزوح 50 ألفا وتدمير 10 آلاف منزل.