شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الشاذلي.. الضابط الذي تفوق على قادته

الشاذلي.. الضابط الذي تفوق على قادته
طالب السادات بتعيينه رئيسا لأركان الجيش المصري -المنصب الرئيسي لقيادة الحرب- متخطيا 40 لواء، لكفاءته بعدما عاد بالكتيبة الخاصة به في حرب 67 دون خسائر تذكر

طالب أنور السادات بتعيينه رئيسا لأركان الجيش المصري -المنصب الرئيسي لقيادة الحرب- متخطيا 40 لواء، لكفاءته بعدما عاد بالكتيبة الخاصة به في حرب 67 دون خسائر تذكر، إنه سعد الدين الشاذلي، مهندس انتصار حرب أكتوبر، كما وصف.

النشأة
ولد الشاذلي بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في 1 إبريل 1922 في أسرة فوق المتوسطة، ومنذ نعومة أظافره ارتبط وجدانيًا وعقليًا بحب العسكرية، حيث كان الطفل الصغير يستمع إلى حكايات متوارثة حول بطولات جده لأبيه الشاذلي، الذي كان ضابطًا بالجيش، وشارك في الثورة العرابية وحارب في معركة التل الكبير.

وتلقى الشاذلي العلوم في المدرسة الابتدائية في مدرسة بسيون التي تبعد عن قريته حوالي 6 كيلومترات، وبعد إكماله الابتدائية انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ 11 سنة، وأتم المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة.

مؤسس قوات المظلات

وهو أحد مؤسسي قوات المظلات بعد حصوله على دورة متقدمة في الولايات عام 1954 وتدرج في مناصبها القيادية إلى أن تولى قيادة الوحدات الخاصة عام 1967، وقد شارك في حروب مصر المتعاقبة وفي التزاماتها العسكرية الرئيسية، ومنها اكتسب الخبرة وحقق ذاته في تولي مناصب قيادية رفيعة.

حروب ما قبل أكتوبر

وشارك الشاذلي في حرب فلسطين عام 1948 ضمن سرية حرس ملكي أرسلها القصر إلى فلسطين، وشارك في معارك حرب العدوان الثلاثي عام 1956 كمقاتل وقائد لإحدى وحدات المظلات، كما كان أول قائد مصري يكلف بقيادة وحدته للعمل في قوات حفظ السلام في الكونغو عام 1960، وقاد إحدى الوحدات الرئيسية التي شاركت في دعم مصر لثورة اليمن، وفي حرب يونيو عام 1967 قاد إحدى المجموعات الخاصة والتي أطلق عليها في هذا التوقيت “مجموعة الشاذلي”.

أفضل خطة انسحاب
وأظهر الفريق الشاذلي تميزًا نادرًا وقدرة كبيرة على القيادة والسيطرة والمناورة بقواته خلال نكسة 1967، عندما كان برتبة لواء ويقود مجموعة مقتطعة من وحدات وتشكيلات مختلفة (كتيبة مشاة وكتيبة دبابات وكتيبتان من الصاعقة)، مجموع أفرادها حوالي 1500 ضابط وفرد والمعروفة بـ”مجموعة الشاذلي”، في مهمة لحراسة وسط سيناء (بين المحور الأوسط والمحور الجنوبي).

صاحب خطة العبور

في أغسطس عام 1973، بعدما توليه منصبه كرئيس هيئة أركان القوات المسلحة، كانت الخطة هي العبور وتدمير الخط الأول من خط بارليف والتوقف بعد 10 أو 15 كيلو شرق القناة، لأن هذه هي حدود إمكانيات الجيش المصري، أما التقدم شرق هذا الخط غير ممكن لأن الجيش لم يكن يمتلك دفاعا جويا متحركا.


الشاذلي يحذر السادات من الثغرة
في 11 أكتوبر، طلب أحمد إسماعيل، وزير الدفاع، منه تطوير الهجوم إلى المضايق فرفض الأمر، وعاد إسماعيل إليه مرة أخرى يوم 12، ليطلب منه التقدم لكي يتم تخفيف الضغط على سوريا، فرفض الشاذلي ذلك تماما لتمتع إسرائيل بسلاح طيران قوي.

وقال إسماعيل له إن هذا قرار سياسي وأنه مسؤول عنه وأنت مسؤول، وتم تبليغ الأمر لقادة الجيش الثاني، ولكنهم رفضوا تنفيذ الأمر وفكروا بتقديم استقالتهم، فقال لهم: “هذا أمر عسكري واجب التنفيذ”.

أول مسؤول من القيادة العامة يزور جبهة القتال

يذكر للفريق الشاذلي جهده عند التنفيذ الفعلي لحرب أكتوبر المجيدة، حيث كان أول مسؤول من القيادة العامة يزور جبهة القتال ويعبر الضفة الشرقية للقناة يوم 8 أكتوبر يشد من أزر القادة والجنود ويهنئهم بالنصر، وفي نفس الوقت يتحقق من تفهم القوات للخطوات التالية، ويستجيب لأي مطالب عسكرية تؤدي إلى تحقيق الهدف، ذلك لأن الفريق الشاذلي كان يؤمن إيمانا راسخا بأن التلاحم بين القادة والجنود هو الطريق لتحقيق النصر، وأن مكان القائد هو الميدان وسط مرؤوسيه وجنوده.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023