أثار أوبريت “عناقيد الضياء”، الذي قُدم خلال احتفالات انتصار 6 أكتوبر، العديد من ردود الأفعال؛ حيث إن الأوبريت الديني، المُهدَى من دولة الإمارات كاتبه عبد الرحمن العشماوي الشاعر السعودي المعروف؛ الذي سبق أن كتب قصيدة هجاء ضد عبد الفتاح السيسي.
200 فنان يشاركون في الأوبريت
وشارك في أوبريت “عناقيد الضياء” قرابة 200 فنان بينهم الفنان الفلسطيني محمد عساف، والفنان الإماراتي حسين الجاسمي، والمطرب علي الحجار، وهو من إهداء الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات وحاكم إمارة الشارقة، للشعب المصري، وعبد الفتاح السيسي.
ووجه السيسي الشكر لدولة الإمارات، قائلاً عقب انتهاء أوبريت “عناقيد الضياء”، الذي يروي سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وسماحة الإسلام، إن العمل الفنيالمتميز يعكس مدى عمق العلاقات بين الشعبين المصري والإماراتي.
نص القصيدة المهاجمة للسيسي
وعقب إذاعة أوبريت “عناقيد الضياء” تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي نص القصيدة الشعرية للشاعر عبدالرحمن العشماوي التي انتقد فيها عبدالفتاح السيسي والتي جاءت كالآتي:
“ما فَاز..! ما فاز من سفك الدماء وأهدرا وعلى الجماجم والضلوع تبخترا
ما فاز من أعطى الضياع زمامه مهما ادعى فوزًا ومهما أظهرا
هل فاز فرعون الذي جعل الهوى ربًّا وأسرف في الضلال وأنكرا؟
هل فاز من فتكوا بناقة صالح مَن كان أصغرَ منهمُ أو أكبرا؟
هل فاز نمرودُ اللعينُ وجيشُه أم صار من بعد التطاول أحقرا؟
يلقى الطغاةُ نهايةً مشؤومةً في يومِ نحسٍ قَمْطَريرٍ أغبَرا
إن الذي قتل الحقائقَ مُقْبِلاً هو من ستطرده الحقائق مُدْبِرا
دع عنك ذاسينين تركض خلفها معقوفتان من الحروف لمن يرى
قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لا تنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا”
هجوم الإعلام المصري
ومن جانبه قال الإعلامي المصري إبراهيم عيسى: إن مؤلف الأوبريت الديني الذي تم عرضه خلال الاحتفال الليلي بذكرى “السادس من أكتوبر، يوم الاثنين الماضي، إخواني الهوى وعدو لدود لما وصفها بثورة 30 يونيو”، بحسب قوله.
عيسى يهاجم إذاعة الأوبرت
وأضاف في برنامجه المذاع على قناة “القاهرة والناس”، الثلاثاء، أن المؤلف هو “الشاعر عبد الرحمن العشماوي وقد سبق وكتب شعرًا يهاجم فيه عبد الفتاح السيسي والنظام المصري الحالي، متسائلاً: كيف نسمح بعرض هذا الأوبريت في مناسبة وطنية كبيرة مثل ذكرى انتصارات أكتوبر، أي نوع من الخزي هذا؟!”.
وأكد “عيسى” أن الأوبريت الديني تم عرضه بالرغم من عدم وجود علاقة بين مضمونه وبين ذكرى انتصارات أكتوبر، قائلاً: “هل نحن في مناسبة وطنية أم في احتفال ديني مثل المولد النبوي الشريف، حتى نعرض مسرحية دينية؟ هل نحن كنا في حرب دينية، فضلاً عن أن العروض خلال الاحتفال الليلي كانت تقليدية سخيفة وليس بها جديد؟”.
وطالب بضرورة أن تهتم الدولة بتبني أعمال فنية عن حرب أكتوبر المجيدة، مضيفًا: “لماذا لا يتم تخصيص مبلغ من صندوق (تحيا مصر) لتنفيذ أعمال ضخمة تؤرخ لهذه الذكرى العظيمة، خاصة أننا في حرب مع العقول حاليًا؟
عكاشة: الإعلام سبب انتكاسة السيسي
وفى سياق متصل قال توفيق عكاشة الإعلامى المعروف بقربه بالأجهزة المخابراتية في مصر: “الإعلام المصري هو السبب في انتكاسة السيسي”.
وقال عكاشة إن شعبيته قد تدهورت بسب أدائهم الذي وصفه بالكاذاب رغم وجوده هو شخصيًا وسط تلك المجموعة من الإعلاميين.
وأضاف أن الأوبريت الأخير لاحتفالات أكتوبر خير دليل “إزاى يعدى على كل الإعلاميين والمؤلفين بالطريقة دى، ويخلوا واحد “إخوانى” يحتفلنا بذكرى أكتوبر، هو احنا فشله؟”.
القرموطي: إخواني الهوى
فيما أكد الإعلامي جابر القرموطي، خلال برنامجه لمذاع على قناة “أون تي في” أمس الثلاثاء، أن مؤلف الأوبريت إخواني الهوى، وقصائده تعادي الرئيس عبدالفتاح السيسي، حسب ما نشرته جريدة المقال.
رئيس الإذاعة والتلفزيون يتبرأ منه
من جانبه، قال عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون: إن “الأوبريت ليس من إنتاج التليفزيون ولكنه هدية من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى رئيس مركز الشارقة للإعلام بالإمارات”.
وقال الأمير إن التليفزيون قام فقط بتصوير الأوبريت وليس له علاقة بكتابة الكلمات واختيار المطربين، وتساءل الأمير: “هل يجوز أن نعلق على هدية جاءت لنا؟!”.
جيش فناني الانقلاب عجز عن انتاج أوبرت له
وفى سياق آخر قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن جيوش المطربين والمطربات والاستعراضيين ممن كان يحرص عبد الفتاح السيسى على دعوتهم في مناسباتٍ عسكرية، حين كان وزيرًا للدفاع يتأهب للانقلاب، عقمت عن أن تنتج عملاً فنيًّا في ذكرى حرب أكتوبر، حتى تمنحه الإمارات “أوبريت” يليق بغزوة بدر، أكثر مما يصلح لمعركة أكتوبر.
وأضاف قنديل -خلال مقال له صباح اليوم الأربعاء، بصحيفة “العربي الجديد”- “أن السيسي قبل انقلابه على الرئيس الشرعى بشهرين دعا فيالق المطربات لحضور مشروع “تفتيش حرب” للقوات المسلحة، وكانت الصور تنطق بملهاة حقيقية، إذ بدا الضيوف وكأنهم في رحلة إلى حديقة مفتوحة، أو متحف، يلتقطون الصور التذكارية مع الضباط والجنود، فوق ظهور الدبابات والقطع الحربية، ويتبادلون النكات والقفشات، بشكل خادش لهيبة الجندية”.
وأعرب عن دهشته من فقر خيال هؤلاء المطربين المؤيدين للسيسي من إنتاج عمل فنى يتناول ذكرى الانتصار، حتى إنهم أصبحوا يستوردون الأناشيد والأغنيات، كما استوردوا الانقلاب، جاهزًا ومغلفًا، من الخارج قبل أكثر من عامين! من “بشرة خير” التي قدمها مطرب إماراتي خصيصًا لمناسبة جلوس السيسي على كرسي حكم مصنوعٍ من الدماء والأشلاء، إلى احتفالية ذكرى حرب أكتوبر، بأوبريت لا يمت للمناسبة بصلة.
وقال قنديل: إن السيسى يحرص على إظهار مِصْر التي يحكمها بأنها صنيعة الهبات والمنح والمساعدات الإماراتية، من الأرز إلى الغناء، على نحو يصيب الجميع بالدهشة من أن “هوليوود الشرق” وخزّان فنونه استبد بها القحط، حتى صارت غير قادرة، أو بالأحرى غير راغبة في الاعتماد على نفسها، حتى وهي تغنى لعيد وطني.
