وصل، اليوم الثلاثاء، عبدالفتاح السيسي، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي؛ في زيارة رسمية لمتابعة التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين.
وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن المباحثات ستركز “على سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الأصعدة”.
وقالت الوكالة إن الزيارة تأتي “في بداية جولة خارجية تشمل كلًا من الهند ومملكة البحرين”.
وأكد خبراء ومحللون، أن زيارة السيسي للإمارات تأتي للتشاور في العديد من الملفات الرئيسية والخلافات بين البلدين، وأبرزها الوضع في سوريا والموقف من اليمن، والانهيار الاقتصادي الذي تشهده مصر، وتوقف المعونات الخليجية، وموقف النظام السعودي الجديد من الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي.
الموقف من سوريا واليمن
جاء الموقف المصري من الحرب في سوريا واليمن، صادمًا لدول الخليج وخاصة السعودية التي تقود الصراع ضد بشار الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن.
وجاء الموقف المصري من الحرب في سوريا وفي اليمن، مختلفًا كليًا عن الموقف الخليجي والإماراتي، مما أثار غضب العديد من دول الخليج ومن بينها الإمارات، ومن المتوقع أن يشهد هذا اللقاء حديثًا موسعًا بهذا الشأن.
ومن جانبه، قال الأكاديمي والمفكر الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله، مستشار ولي عهد أبو ظبي، إن زيارة عبدالفتاح السيسي للإمارات، للحديث “بصراحة” عن موقف مصر من سوريا واليمن.
وأضاف “عبدالله” -عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”- “تعليقي حول زيارة رئيس مصر للإمارات: فرصة للحديث بصراحة حول موقف مصر من الملف السوري ومشاركتها في حرب تحرير اليمن”.
واتهم عبدالخالق عبد الله، النظام المصري بأنه يتخذ موقفًا غير أخلاقي تجاه التدخل الروسي في سوريا.
وقال “عبدالله” -في تغريدة له عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”-: “نتمنى من الأشقاء في مصر مراجعة موقفهم تجاه الدخول الروسي الفج في سوريا، الذي لا يتسق مع أي اعتبار سياسي أو أخلاقي”.
وتأتي تغريدة الأكاديمي الإماراتي المؤيد لمواقف حكومة بلاده الداخلية والخارجية، بعد تردد أنباء متتابعة بأن “الإمارات، ومصر، والأردن، يؤيدون التدخل الروسي في سوريا”.
وكان من أبرز من تبنى هذا القول، المفكر الكويتي عبدالله النفيسي، الذي قال إن تأييد الدول الثلاث السابق ذكرها يأتي من باب رغبتها في القضاء على التنظيمات الجهادية في سوريا.
إشراك مصر وإيران والإمارات في محادثات سوريا
فيما، أكد السفير جلال الرشيدي، سفير مصر الدائم بالولايات المتحدة سابقًا، أن زيارة عبدالفتاح السيسي قد تكون بخصوص التطورات الحادثة في الأزمة السورية، خاصة بعد طلب روسيا إشراك مصر وإيران والإمارات في المحادثات الجارية للوصول لحل للأزمة.
وقال “الرشيدي”: غالبًا ستتناول الأزمة السورية في المقام الأول، لأنه قد يكون هناك نواحي جديدة تتطلب النقاش والتنسيق بين الطرفين، خصوصًا أن الأزمة أصبحت ظائمة وتمثل عبئًا وكابوسًا ثقيلًا على المنطقة، خاصة أن بوتين أعلن أن الأسد يرحب بالجلوس مع المعارضة الحقيقية للوصول إلى حلول جذرية للأزمة.
وأضاف أنه من الصعب التنبؤ بنتائج الزيارة إلى الإمارات، خصوصًا مع عدم وجود أي تطورات أو أحداث أو مظاهر لحدث مهم على الساحة الإماراتية، وربما الأمر متعلق بالخليج، سواءً تطورات الأوضاع مع إيران وإشراكها في الأزمات في المنطقة، أو موقف السعودية من الأزمة السورية.
الانهيار الاقتصادي
ومن جانبه قال الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن حالة الانهيار الاقتصادي التي تشهدها مصر ستكون من أبرز المحاور التي ستتناولها زيارة عبد الفتاح السيسي للإمارات.
وأوضح حشمت في تصريح خاص لـ”رصد” أن زيارة السيسي تستهدف الحصول على مزيد من الدعم المادي، مشيرًا إلى أن حالة الانهيار الاقتصادي التي تمر بها مصر وخطورة ذلك على الأوضاع الداخلية هي أبرز المحاور التي ستشهدها الزيارة، ولعلها فرصة أخيرة تمنح للسيسي من محور الثورة المضادة للخروج من حالة التوتر التي تحياها مصر بشأن عدم حسم وضعية الانقلاب على كل المستويات.
وأضاف حشمت: “في النهاية هي زيارة للكفيل الثاني لدراسة الأوضاع المتناقضة التي سقطت فيها الإمارات ومصر نتيجة الرغبة في بقاء السلطة والثورة في أيديهم والإصرار على سحق عدوهم المشترك، وهو الحركة الإسلامية السنية في كل مكان بالعالم”.