جاء حادث الطائرة الروسية، ليقضي على الأمل المصري الوحيد لجذب العملة الصعبة، إذ تعد روسيا الجالب الوحيد لأكبر عدد من السياح في مصر، بعد عزوف دول الاتحاد الأوروبي من السياحة في مصر.

ويعد هذا الحادث الضربة القاضية، والذي جاء بعد أسابيع قليلة من حادث مقتل السياح المكسيكيين، ولكن الفاجعة أكبر هذه المرة، لأ عواقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء ستكون وخيمة وصعبة للغاية على قطاع السياحة إذ تعتمد مصر على الروس في السياحة هذه الفترة.

وكانت مصر قد قررت إعفاء السياح الروس من تأشيرة الدخول البالغة 25 دولارًا، في محاولة للحفاظ على تدفق السياح في ظل الأزمة الاقتصادية الروسية الحالية.

وسقطت أول أمس طائرة ركاب روسية بأراضي سيناء بمنطقه الحسنة، أودت بحياة جميع من كانوا على متن الطائرة من الروس، وعددهم 224 شخصًا من ركاب وأفراد طاقم الطائرة.

وسبق أن تسببت غارة للجيش والشرطة فى منطقة الواحات البحرية في 13 من سبتمبر المنصرم، فى مقتل 12 شخصاً بينهم 8 سياح مكسيكيين وإصابة 10 آخرين، نتيجة الاشتباه فى كونهم من العصابات الإرهابية.

ولا تعد المكسيك واحدة من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح إلى مصر، غير أن الحادث يأتى فى وقت حساس بالنسبة للقطاع الذى بدأ بالكاد فى استرداد جزء من عافيته خلال الفترة الماضية، بعد 3 أعوام من التدهور.

10 شركات طيران تتجنب التحليق فوق سيناء

وقررت 10 شركات طيران عربية وأوروبية، تجنب تحليق طائراتها فوق شبه جزيرة سيناء، شمال شرق مصر، عقب حادث سقوط طائرة روسية في صحرائها يوم السبت الماضي. 

إذ أعلنت شركات الطيران الأربع في دولة الإمارات العربية المتحدة “فلاي دبي” و”طيران الإمارات” و”الاتحاد” و”العربية للطيران”، تغيير مسارات رحلاتها لتفادي الطيران فوق شبه جزيرة سيناء المصرية. 

كما أعلنت كل من فرنسا وألمانيا تعليق رحلات شركات الطيران فيها فوق سيناء بعد سقوط الطائرة مباشرة.

عواقب وخيمة

وقال مصطفى الهواري، صاحب شركة تنظيم رحلات سياحة في الاقصر،  إن السياح الروس كانوا يمثلون 70% من الوافدين الأجانب إلى مصر، ومع احتمال أن يكون سقوط الطائرة المنكوبة تم بعملية إرهابية داخل مصر، سيؤدي ذلك إلى عزوف الروس عن التوجه إلى مصر.

وأكد “الهواري” في تصريح لـ”رصد”، أن السياحة توقفت في الصحراء الغربية حاليا، وفي مناطق شمال سيناء ولم يتبق لمصر سوى جنوب سيناء والأقصر و أسوان، في الوقت الذي تحتاج فيه مصر لكل شبر آمن.

وسقطت الطائرة قرب مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء؛ حيث قالت السلطات المصرية إن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي في محافظة جنوب سيناء المجاورة، مشيرين إلى أن المعاينة المبدئية للطائرة توضح أن عطلاً فنيًا تسبب في الحادث.

وقال عصام العكاوي، عضو غرفة السياحة، إنه في حال ثبوت تورط التنظيمات المسلحة بسيناء في سقوط الطائرة، فذلك يعني النهاية الحقيقية للسياحة المصرية التي تعتمد على روسيا كمصدر رئيسي ووحيد للسياح، مشيرًا إلى أن إجمالي دخل السياحة في مصر لم يتعدَّ 2 مليار دولار، وقبل 5 سنوات كانت السياحة في مصر تدر 14 مليار دولار للبلاد.

وأكد “العكاوي”، في تصريح لـ”رصد”، أن اتخاذ 10شركات طيران قرارًا بعدم التحليق فوق سيناء، قبل التأكد من السبب، دليل تيقن الدول في خطورة الأوضاع الأمنية في مصر وأنها خارجة عن سيطرة الجيش؛ الأمر الذي سيجبر حكومات أخرى على إعلان حظر سفر رعاياها لمصر.

وشهدت مصر خلال العامين، نحو 3 حوادث للسياحة المصرية، بخلاف حادثي الطائرة والفوج والتي منها:

تفجير حافلة سياح كوريين في طابا:

في فبراير 2014 قتل سائحان كوريان وأصيب آخرون، إثر انفجار عبوة ناسفة في حافلة سياحية بمنفذ طابا البري بجنوب سيناء.

وأدى الحادث إلى قيام العديد من الدول بحظر سفر رعاياها إلى طابا وإلى مناطق أخرى في مصر.

فقدان 8 سياح مصريين في سانت كاترين

في الشهر نفسه فقد ثمانية سائحين مصريين أثناء قيامهم برحلة في مناطق جبلية في منطقة سانت كاترين أثناء عاصفة ثلجية ما أسفر عن مقتل أربعة منهم متجمدين.

تفجير الأقصر

وفي يونيو الماضي فجر شخص نفسه  في ساحة معبد الكرنك أحد أهم الآثار الفرعونية بمحافظة الأقصر، مستهدفا حافلة من السياح أمام مدخل المعبد.