شهدت العاصمة الفرنسية باريس هجمات دامية، مساء أمس الجمعة، قتل وأصيب فيها أكثر من 300 شخصًا، وكانت السلطات الأمنية الفرنسية قد أعلنت عن انتهاء عملية احتجاز الرهائن في مسرح “باتاكلان” للفنون، مشيرة إلى أن العملية أدت إلى وقوع 100 قتيل من الرهائن، فيما تمكنت قوات الشرطة من قتل 3 مسلحين كانوا من ضمن الإرهابيين الذين نفذوا عملية الاحتجاز.
وتعد هذه العملية ضمن أسوأ عمليات لتحرير الرهائن في العالم بسبب كثرة عدد الضحايا في العملية.
وتعيد هذه العملية للأذهان عمليات سيئة أخرى تمت في عدة دول لتحرير الرهائن راح ضحيتها الكثير من الأرواح.
عملية تحرير مصريين
بعد اختطاف مجموعة من المصريين واحتجازهم بمطار لارنكا بقبرص، في 18 فبراير عام 1978، على خلفية اغتيال الأديب يوسف السباعي، وزير الثقافة آنذاك أمر الرئيس السادات بإرسال مجموعة من القوات الخاصة المصرية إلى مطار لارنكا القبرصي, لمهاجمة الطائرة المختطفة وإنقاذ من بها من رهائن، بدون علم الحكومة القبرصة.
أرسل فى اليوم التالي لعملية الاختطاف طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بغرض القبض على القاتلين وتحرير الرهائن المحتجزين على متن الطائرة القبرصية، وفي السادسة مساء طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط فى مطار لارنكا مدعيًا أن على متن الطائرة وزيرًا مصريًا حضر خصيصًا للتفاوض مع القاتلين.
هبط أحد جنود الصاعقة للاستطلاع وسرعان ما تأكد للقبارصة أن على متن الطائرة وحدة قوات خاصة مصرية مجهزة بالأسلحة فحذرت الحكومة القبرصية القوات المصرية من مهاجمة طائرة الرهائن.
كان القبارصة قد توصلوا في تلك الأثناء إلى اتفاق مع القاتلين على إطلاق سراح الرهائن مقابل الحصول على جوازات سفر قبرصية، لكن قائد قوات الصاعقة المصرية أعطى أوامره بالهجوم الشامل على الطائرة القبرصية، ومع بدء الهجوم المصري هاجمت قوات الحرس الوطني القبرصي قوات الصاعقة المصرية ودارت بينهم معركة استمرت قرابة الخمسين دقيقة وأسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية وقتل خمسة عشرة من رجال الصاعقة المصريين وجرح على ما يزيد على ثمانين مصابًا من الطرفين وتم القبض على مَن تبقى من قوات الصاعقة المصرية.
فى اليوم التالي لمعركة مطار لارنكا طلب رئيس الوزراء ممدوح سالم من الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك أن يسافر إلى قبرص ليتفاوض مع السلطات القبرصية من أجل استعادة رجال الصاعقة المعتقلين هناك وأيضًا العودة بجثث الضحايا.
أزمة رهائن مسرح موسكو
هي عملية حصار قام بها 40-50 شيشانيًا مسلحًا ينتمون لجمهورية الشيشان لمسرح موسكو المزدحم في 23 أكتوبر 2002، محتجزين 850 رهينة، ومطالبين بانسحاب القوات الروسية من الشيشان.
وقد قاد ذاك الحصار موفسار باراييف، وبعد يومين ونصف من الحصار، ضخت القوات الخاصة الروسية غازًا كيميائيًا في فتحات التهوية في المبنى، ثم اقتحمته.
قتل 39 من المهاجمين على أيدي القوات الروسية، وما لا يقل عن 129 من الرهائن “من بينهم 9 أجانب”، معظمهم بفعل المادة السامة، وقد أدينت روسيا على نطاق واسع لاستخدامها الغاز للاقتحام، ولكن موسكو أصرت على أنها لم يكن لديها مجال للمناورة في مواجهة 50 مقاتلاً مدججًا بالسلاح على استعداد لقتل أنفسهم وقتل رهائنهم.
كما أدان الأطباء في موسكو رفض الكشف عن هوية الغاز المستخدم؛ مما منعهم من إنقاذ المزيد من الأرواح، ومع ذلك، ذكرت بعض التقارير أن عقار النالوكسون تم استخدامه بنجاح لإنقاذ بعض الرهائن، وقد قُدّر عدد المتوفين في الحادث بأكثر من 170 شخصًا.