“لا نرى في شرم إلا المصريين، فخفضوا رواتبنا وفصلوا زملاءنا” بهذه العبارة عبر عمال فنادق وشواطئ شرم الشيخ، عن حال السياحة الآن، التي حتى نهاية الشهر الماضي كانت لم تكن تخلو مدينة عملهم من السياح الأجانب؛ إذ كانت قبلتهم الوحيدة حيث الشمس الساطعة والمياه الدافئة.
وجاء حادث سقوط الطائرة الروسية التي وقعت بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ليغير معالم الخريطة السياحية في المدينة التي كانت تعج بالزوار الأجانب، الذين يأتون إلى محافظة جنوب سيناء، وخاصة إلى شرم التي باتت لا يزورها اليوم سوى المصريين.
ويقول “فتحي عبد العال” ابن محافظة سوهاج، والذي يعمل في فندق “كونكورد السلام”: “الشهر الماضي كنت أعمل “شيفتين” المسائي في الفندق، وفي النهار منقذًا على الشاطئ، ورغم أن راتبي لم يتجاوز 2500 جنيه، فإن “البقشيش” هو شريان الحياة بالنسبة لي ولغيري في هذه المدينة، لكن بعد هروب السياحة فاختفى هذا الشريان”.
وأضاف، فتحي في حديثه لـ”رصد”: لا نرى الآن سوى المصريين، وبعض السياح لكنهم يمثلون 5% فقط، وموزعون على كل شرم الشيخ، وأصبح اعتمادنا فقط على الراتب الذي قررت الإدارة تخفيضه 25% وننتظر على أمل أن تتحسن السياحة مجددًا”.
أما أحمد جاب الله ذو الـ27 عامًا فيعمل سائق تاكسي، يقول:” كنت أحصل على أجرتي بالدولار، أما الآن فالشوارع فارغة، وأغلب المصريين يمتلكون سياراتهم الخاصة، وبالتالي فالحال توقف من الناحيتين، وكنت أعمل في اليوم 18 ساعة، أما اليوم فالبكاد 10 ساعات”.
وأوضح جاب الله لـ”رصد” أن السياحة الداخلية لن تغني عن السياحة الأجنبية، فبدلاً من تحصيل 10 دولارات في المشوار الداخلي، أصبحت أحصل على 20 و25 جنيهًا”.
عدد كبير من العاملين بقطاع السياحة أكدوا ضرب الموسم السياحي بمحافظة جنوب سيناء وخاصة بشرم الشيخ، عقب تداعيات قرار روسيا بحظر رحلاتها الجوية إلى مصر، وهو ما تم بالفعل مع حظر عدد من الدول لرعاياها بالسفر إلى سيناء.
يقول شاكر عبد الله، موظف استقبال بفندق “عيدا شرم”: إن عدد المقيمين في الفندق 90 سائحًا فقط، رغم أن الفندق صمم لاستيعاب 700، كما أن القوارب التي كانت تقل في السابق أعدادًا من السياح من أجل رياضة الغطس باتت راسية في الميناء.
ووقع يوم 31 من الشهر الماضي حادث سقوط وتحطم طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء؛ ما دفع روسيا لحظر رحلاتها الجوية إلى مصر ومنها، كما أعلنت بريطانيا وهولندا وإيرلندا تعليق رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ، فيما أوصت سلطات فرنسا وإسبانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى سياحها بالامتناع عن زيارة هذا المنتجع المصري، مع إعلانها نية إعادة السياح الموجودين في مصر إلى أوطانهم.
ودعت حكومة شريف إسماعيل المصريين للسفر إلى شرم الشيخ لدعم السياحة المصرية؛ الأمر الذي لم يؤد إلى نتائج إيجابية لعدم تعويض نقص العملة الأجنبية، كما قررت شركة مصر للطيران تخفيض أسعار تذاكر السفر إلى شرم.
ومؤخرًا أطلق هشام زعزوع، وزير السياحة، حملة “مصر في قلوبنا” والتي تشتمل على عروض غير مسبوقة لمدينة شرم الشيخ ودعم السياحة الداخلية إلي مدينتي الأقصر وأسوان في إطار استراتيجية للتحرك السريع لمواجهة الأزمة.
وقال زعزوع إنه سيتم تنشيط السياحة العربية من خلال تقديم برامج بأسعار جذابة وتنظيم قافلة سياحية لبعض الأسواق العربية، والتنسيق مع الخارجية لمنح مواطني دول المغرب العربي ميزة الحصول على التاشيرة عند الوصول لمصر.