يتوقع بعض الخبراء والمحللين السياسيين، احتمالية بدء حرب شاملة بين روسيا وتركيا؛ بعد أن قامت الثانية بإسقاط المقاتلة الروسية “سو- 24″؛ حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستخترق المجال الجوي لسوريا، مشددًا أنه حال وجه الطراد “موسكو” أو “إس- 400” ضربة للمخترق فستبدأ الحرب.
ونشر موقع “روسيا اليوم” تقريرًا عن السيناريوهات المحتملة عند وقوع هذه الحرب الشاملة، نقلًا عن موقع Politonline.ru الذي أجرى حوارات مع خبراء عسكريين بارزين “يؤمن” كل منهم بنهج مختلف بخصوص النزاعات الدولية المسلحة.
روسيا ستحتل منطقة المضائق التركية
يقول الخبير الروسي البارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية، ميخائيل ألكسندروف، إن روسيا في هذه الحالة ستكون مضطرة لاستخدام الأسلحة النووية فورًا لأنه “سيكون المصير الوجودي للأمة على المحك”.
وأضاف ألكسندروف “سيكون حينها من الخطأ عدم استخدام روسيا للأسلحة النووية؛ لأن الغرب وتركيا سيحاولون جرنا إلى حرب تشبه حرب شبه جزيرة القرم؛ حيث سيجري تصعيد بطيء، وستبدأ العمليات العسكرية في منطقة القوقاز وتدمير تجمعاتنا في سوريا.. الغرب بالطبع سيساعد تركيا وسينقل مجموعات قتالية إلى هناك وسينشر بعضًا من الطيران الحديث.. ستكون حينئذ حرب استنزاف وإنهاك”.
ويتابع: “من وجهة نظري، إذا ما اشتعلت الحرب مع تركيا فيجب أن تكون قوية وواسعة وسريعة، يجب علينا حينئذ البدء فورًا بضربات نووية توجه إلى البنية التحتية الأساسية للمواقع العسكرية في تركيا، ليس في المدن حيث يعيش السكان، بل على المقرات والمراكز الرئيسية للاتصالات ومستودعات الذخيرة والمطارات والموانئ، وذلك خلال الساعات القليلة الأولى من الحرب، يجب علينا تدمير البنية التحتية العسكرية بأكملها في تركيا”.
وأردف: “حتى إننا في هذه الحالة لن نحتاج لضرب الصواريخ الباليستية “لكن قد يكون من اللازم استخدام بضعة صواريخ باليستية لتدمير الدفاع الجوي التركي، وهنا سيكون كافيًا الصاروخ “إسكندر إم” برؤوس نووية، وبعد تدمير البنية التحتية العسكرية سنتجه فورًا لاحتلال مناطق المضائق”.
ويكمل الخبير العسكري القول إن “الغرب في هذه الحالة لن يكون لديه الوقت لفعل أي شيء وستكون البلدان الأوروبية في رعب يجعلها لا تجرؤ على التدخل، وسيضع الأميركيين أمام خيارين اثنين؛ إما أنهم سيبدءون حربًا نووية إستراتيجية معنا من أجل تركيا، أو لن يفعلوا ذلك.. أنهم سيختارون الحياة بالطبع، وستبدأ المفاوضات حينها، سيقولون لنا “لماذا دمرتم تركيا؟ وفي ظل ذلك سيحتل الأكراد المناطق التابعة لهم، وأرمينيا تحتل ما يحق لها، وينفصل العلويون” في تركيا.
وختم: “ستكون النتيجة أن تصبح منطقة المضائق من حصتنا، والباقي يظل في أملاك تركيا”.
استخدام الأكراد
ويقول سيرجي بيرماكوف، نائب مدير مركز تاوري للمعلومات التحليلية: “نأمل أن نتمكن من تجنب الصراع على أرض الواقع، سلاحنا النووي خيار أخير، وفيما يتعلق بالحرب الإقليمية هناك في الإقليم أدوات غير عسكرية، هناك الكثير من اللاعبين الذين هم ضد تركيا، وفي حالة نشوب صراع مسلح فسيكفي الأكراد “لتدمير المنطقة”، الأمر الذي يعني أن الحرب لتركيا تعني بدء اللعبة ليست فقط بمبلغ قيمته صفر، بل بمبلغ بقيمة سلبية”.
وأضاف “تركيا عسكريًا دولة قوية نوعًا ما، لكن ليس بما يكفي لطرح تحدٍ عسكري حقيقي لروسيا، فنحن نملك أسطولًا بحريًا قادرًا على توجيه ضربات بعيدة المدى، وليس فقط من حوض البحر الأسود.. والذي يربح في الحرب الحديثة هو مَن يمكنه استخدام مزيج من أنواع القوى ومَن يستخدم نظام قيادة وسيطرة قتالية ومعلوماتية، وروسيا في هذه الحالة متفوقة، فلديها نظامها الخاص للملاحة عبر الأقمار الصناعية “جلوناس” ولديها نظام تحكم هجومي ومعلوماتي يخبر بالوضع على مسرح العمليات العسكرية بشكل مباشر”.
ويكمل: “بالطبع، سوف يُستخدم الطيران الحربي، فهو منشور حاليًا ليس فقط على أراضي بلادنا، ولكن هناك قاعدة في سوريا، وهذا يعني أن زمن التحليق للوصول إلى المواقع على أراضي تركيا أصبح بالفعل أقل، وهكذا تركيا في وضع غير مجدٍ بسبب أنها لن تكون لديها جبهة واحدة مفتوحة، بل تهديد عسكري مباشر من عدة جبهات”.
ويتابع بيرماكوف: “أما بخصوص حلف الناتو، فتركيا عضو كامل فيه، وهذا يعني أن المادة الخامسة للحلف تنطبق بالتأكيد عليها، لكن نظرًا لقوة روسيا وإحجام الدول الأوروبية عن التدخل في النزاع والقرارات هناك تتخذ بتوافق الآراء فسيكون واجبًا على جميع دوله أن تتفق بشكل لا لبس فيه على المعتدي الذي يجب أن يعمل ضده الحلف، عندها يجب أن يكون العدوان مباشرًا، أي ضربة مباشرة ضد تركيا من بلدنا، ونحن لن نفعل ذلك”.
ويوضح “إذا ما أثارت تركيا النزاع وبدأت به، فهنا لن يكون من المؤكد أن يطبق الناتو المادة الخامسة، فالعدوان شيء والاعتداء شيء آخر، وعندما يكون البلد نفسه سبب النزاع ويجر بذلك حلف شمال الأطلسي فسيحاول الحلف التملص منه، فلا أحد على الإطلاق يريد أن يدخل في صراع مباشر مع روسيا، وذلك واضح لماذا؛ لأن التصعيد هنا يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية”.