أثار موقف الجامعة العربية من التواجد التركي في العراق موجة من الجدل الواسع على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأبدى العديد من النشطاء والسياسيين استغرابهم من إدانة مجلس “جامعة الدول العربية” على مستوى وزراء الخارجية، ما أسمته بـ”توغل قوات تركية في شمال العراق، في الوقت الذي التزمت فيه الجامعة الصمت تجاه توغل دول أقليمية أخرى داخل بلدان عربية”.
وكانت الجامعة العربية قد اعتبرت التواجد التركي في العراق أنه “اعتداء على السيادة العراقية” وطلبت من تركيا سحب هذه القوات “على الفور”.
واعتبر نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية: “أن تأييد الطلب العراقي جاء سريعًا وقويًا من ثماني دول عربية، وهذا التأييد يعكس حجم التضامن العربي الواضح مع العراق ووقوف الدول العربية إلى جانبها في المطالبة بانسحاب القوات التركية إلى الحدود الدولية المعترف بها بين الدولتين”.
الجامعة العربية لا تمثلني
على إثر هذه الجلسة والبيان الذي خرج عنها، دشن نشطاء التواصل الاجتماعي هاشتاجا تحت اسم “الجامعة_العربية_لا_تمثلني”، تعليقًا على هذا الرفض، والسماح للميليشيا الإيرانية بالعبث في الأراضي السورية، دون موقف من الجامعة.
وفي مستهل التعليقات، أكد المدون فارس المالكي أن الجامعة لا تمُثل الآن، سوى نظام عبدالفتاح السيسي في مصر.
وعلّق الإعلامي السوري فيصل القاسم قائلًا: “حان الوقت لأن تخلع الجامعة “العربية” القناع العربي عن وجهها وتكشف عن وجهها الحقيقي غير العربي”.
بينما كتب الناشط السياسي السوري، هادي العبدالله: “أغلقوا أفواههم وصموا آذانهم عن مجازر الطيران الروسي ومذابح الميليشيات الإيرانية بحق الشعب السوري.. واليوم يعترضون على وجود 150 تركيا بالعراق!”.
وقالت هداية درويش رئيسة تحرير كل الوطن الإلكترونية: “لم تتحرك لمجازر الأسد في سوريا، ولا لمجازر داعش في العراق ولا لجرائم الحوثي واتباع المخلوع صالح في اليمن”.
وانتقد الكاتب والباحث السوري أحمد أبا زيد موقف الجامعة العربية، ووصفها بجامعة العار قائلًا: “جامعة العار اجتمعت لعشرات الأتراك في العراق، بينما صمتت عن عشرات الآلاف من الإيرانيين في سوريا، هي وكالة استعمار”.
واعتبر زكي العويني أن الجامعة العربية لم تتفق على شيء سوى الحروب بين الشعوب.
وكتب رئيس تحرير موقع وجهات نظر مصطفى كامل: “حتى الآن لم تتكلم #الجامعة_العربية عن احتلال #الأحواز حتى لا يزعل الممولون وأحباء القلب في #إيران عليهم!”.
جامعة الدول العربية
يُذكر أنه مع اشتداد الضغط النازي والفاشي على الدول الأوروبية أثناء الحرب العالمية الثانية رأت بريطانيا وفرنسا أن لا تحدث مزيدا من الاضطرابات داخل مستعمراتها في البلاد العربية، فوعدت قادة تلك الدول بالاستقلال عقب انتهاء الحرب، وأعربت عن تشجيعها لأي اتجاه نحو الوحدة العربية كما جاء على لسان وزير خارجيتها أنتوني إيدن عام 1941.
وتحرك بعض القادة العرب مستغلين تلك التصريحات باتجاه إنشاء جامعة الدول العربية، فدعا مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء المصري كلا من جميل مردم رئيس وزراء سوريا والشيخ بشارة الخوري رئيس الكتلة الوطنية في لبنان الذي أصبح رئيسا للجمهورية في ما بعد إلى زيارة لمصر وتبادل وجهات النظر في ما يختص بفكرة جامعة للدول العربية التي ستنال استقلالها.
وفي سبتمبر 1943 بدأت المشاورات الثنائية بين مصر وكل من الأردن والعراق وسوريا وصدرت تصريحات ووجهات نظر كثيرة من كل من نوري السعيد من العراق وتوفيق أبو الهدى من الأردن وسعد الله الجابري من سوريا ويوسف ياسين من السعودية ورياض الصلح من لبنان، ووفد اليمن.
وكانت خلاصة المشاورات مع تلك الوفود بروز اتجاهات ثلاثة بين القادة العرب في ما يختص بمشروع جامعة الدول العربية:
1- وحدة سورية كبرى بزعامة الأمير عبدالله بن الحسين وبدعم من نوري السعيد الذي كان يرى في هذا الأمر خطة باتجاه الهلال الخصيب.
2- الاتجاه الثاني كان يرى قيام دولة موحدة تشكل أقطار الهلال الخصيب بزعامة العراق.
3- الاتجاه الثالث يدعو إلى وحدة أو اتحاد أشمل وأكبر يضم مصر وسوريا واليمن بالإضافة إلى أقطار الهلال، وانقسم أصحاب هذا الاتجاه قسمين:
قسم يدعو إلى اتحاد فيدرالي أو كونفيدرالي، أو نوع من الاتحاد له سلطة عليا تفرض إرادتها على الدول الأعضاء، وقسم آخر يرى اتحادا يعمل على التعاون والتنسيق بين الدول العربية بعضها بعضا مع احتفاظ كل دولة باستقلاليتها.