أثار إعلان حازم عبدالعظيم، الناشط السياسي ومسؤول لجنة الشباب السابق بالحملة الرئاسية لعبدالفتاح السيسي، عن تورط المخابرات المصرية بالتدخل في تشكيل البرلمان الحالي؛ جدلا بين الأوساط السياسية، حيث اعتبر البعض هذه التصريحات فضيحة للنظام.
وقال الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة إن اعتراف عبد العظيم، أكبر فضيحة للنظام المصري، مشيرًا إلى أن ذلك الاعتراف إن صح يعدُّ دليلا على تدخل الجيش في العملية السياسية بكل حذافيرها.
وأضاف حسني في تصريح لـ”رصد”: من الواضح أن هناك تفاهمات بين الجيش والبرلمان القادم، ولكن تورط المخابرات المصرية في الأمر له معنى واحد؛ أننا أمام برلمان مخابراتي.
وتابع: أتمنى أن تنتهي البلاد من إرباك الجيش ومؤسساته في العمل السياسي، حتى لا ينفجر الأمر ويتحول الصراع بين الجيش والإخوان إلى صراع بين الجيش والشعب، فالجميع يعلم أن الخروج والتظاهر سيقابله التصفية الجسدية.
وقال: “السيسي رجل دولة محدود الرؤية ولا يملك إلا أدوات التواصل الإنساني مع العقول والضمائر المرهقة، وهي أدوات لا تصلح للتواصل مع العالم الذي نعيش فيه، ولا هي تصلح لصناعة المستقبل، ولا هي تصلح حتى لبلوغ هذا المستقبل بشكل آمن”.
من جانبه أكد جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أنه أمر طبيعي أن يكون للمخابرات المصرية دور في تشكيل البرلمان، لافتًا إلى أن قائد قائمة في حب مصر رجل من المخابرات المصرية، وهو الآن أبرز نوابها.
وأضاف حشمت في تصريح لـ”رصد”: “إن كل النواب في البرلمان الجديد موالون للسيسي، وكانت الطريق الأسهل للتنسيق بينهم هي المخابرات المصرية ومندوبها سيف اليزل.
وأشار إلى أن البرلمان الجديد جاء ليكون أفواها عسكرية ومحبا للعسكر؛ لينتج عنه في المطاف نواب عسكريون وفلول الحزب الوطني، حتى لا يكون هناك شك في أن يتحول البرلمان لصوت معارض.
من جانيه، اعتبر شهاب وجيه، المتحدث بإسم حزب المصريين الأحرار، هذه التصريحات، بالكيدية لعدم اختيار عبد العظيم من ضمن المعينين في مجلس النواب، على حد قوله.
وقال وجيه في تصريح لـ”رصد”: “إن صح هذا الحديث فلماذا لم يقل ذلك في بداية الأمر، أم أنه كان ينتظر هدية من عبد الفتاح السيسي، وليس لهذا المقال معنى سوى محاولة التشويه على مؤسسات الدولة؛ كالمخابرات المصرية ومجلس النواب”.
وأكد وجيه أن مجلس النواب كان نزيها، وأن مرشحيه كانوا يعبرون عن كل الأطياف في المجتمع- على حد قوله- مضيفًا: “وليس معنى أن يكون هناك العديد من ضباط الجيش في المجلس أن يكون للجيش أو المخابرات دور في ذلك، فالبرلمان هو محصلة أصوات الشعب”.
وأشار عبد العظيم في مقاله له بعنوان “شهادة حق في برلمان الرئيس” إلى أنه تمت دعوته لحضور اجتماع داخل قاعة اجتماعات داخل جهاز المخابرات العامة المصرية في دور أرضي، الغرض منه الإعلان عن قائمة انتخابية جديدة لخوض انتخابات مجلس النواب”.
وقال: “إنه خلال الاجتماع تم توزيع أوراق على جميع الحاضرين بها اسم القائمة ووثيقة مبادئ تعبر عن القائمة الانتخابية الجديدة، وكانت “حب مصر” والأخت الكبرى “دعم مصر” هما المولودان في هذا الاجتماع، نعم داخل جهاز المخابرات العامة المصرية، وسبب حضوري الاجتماع كان بناء على دعوة موجهة لي من رئاسة الجمهورية”.
وفي مستهل المقال أكد أن الانتخابات البرلمانية كانت نزيهة ولم يكن هناك تزوير في الصندوق، إلا أنها لم تكن محايدة، مشيرًا إلى أن العبرة فقط ليست بالعبث ببطاقات التصويت.
وأوضح عبدالعظيم أن الأجهزة السيادية التي تقع تحت مباشرة الرئيس السيسي تدخلت في العملية الانتخابية بصورة غير محايدة مما ينسف مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة ومخالفة الدستور.
وتضم قائمة النواب الفائزين بالانتخابات المصرية من العسكريين ورجال المخابرات والأمن اللواء سعد الجمال، مساعد وزير الداخلية الأسبق ، واللواء يحيى كدواني، وكيل المخابرات العامة سابقا، واللواء صلاح أبو هميلة وكيل الرقابة الإدارية واللواء سامح سيف اليزل الضابط السابق بالمخابرات العامة.
ومن قيادات الشرطة والجيش أيضا اللواء جمال عبدالعال واللواء عصام بركات، واللواء خالد خلف الله واللواء سيف النصر محمد إبراهيم والعقيد محمد عبدالعزيز الغول واللواء تادرس قلدس واللواء أشرف عزيز إسكندر والعميد ياسر سلومة واللواء أحمد عبدالتواب أبوطالب، وكيل مباحث أمن الدولة السابق بالفيوم واللواء نور الدين عبدالرازق واللواء صلاح شوقي عقيل، واللواء نور أبوستيت، واللواء ممدوح مقلد، واللواء محمد إسماعيل الجبالي، واللواء أحمد سليمان خليل، واللواء حسام الصيرفي، والمقدم عماد محروس، والعميد صلاح عفيفي والعميد خالد مجاهد، واللواء محمد عبدالحميد كساب واللواء شادي أبوالعلا والعقيد أشرف جمال والرائد إيهاب عبدالعظيم واللواء أحمد شعراوى واللواء يحيى عيسوي عبدالفضيل و اللواء كمال عامر، و لواء طيار يسري المغازي، واللواء فيصل عبدالرحمن بدر، واللواء عبد النبي محمد عبدالنبي.