شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في مصر.. الكلاب هي الأهم؟

في مصر.. الكلاب هي الأهم؟
قدرا وقعت عيناي علي ما نشره موقع اليوم السابع في 9-1-2015 أن النجمة داليا البحيرى فاجأت مشاهدى برنامج (أنا مصر) بتقديمها أمس حلقة مميزة أكدت فى بدايتها أنها سعيدة بعودتها لتقديم البرامج وخاصة أنها على شاشة التليفزيون

قدرا وقعت عيناي علي ما نشره موقع  اليوم السابع في  9-1-2015  أن النجمة داليا البحيرى  فاجأت مشاهدى برنامج (أنا مصر) بتقديمها أمس حلقة مميزة أكدت فى بدايتها أنها سعيدة بعودتها لتقديم البرامج وخاصة أنها على شاشة التليفزيون المصرى، ومن الفقرات التى كانت مميزة بالحلقة هى التى حل فيها الفنان أحمد فهمى ضيفا وتحدث عن كيفية مساعدة الحيوانات فى مصر.

تتبعت الخبر من باب الفضول والأسى على أحوال مصر في عهد الانقلاب في كل شيء –خاصة أننى قليلا ونادرا ما أشاهد التلفاز ولا أعتمد عليه مصدرا لمعلوماتي-  فوجدت أن البرنامج المذكور بالتليفزيون المصري (الذى يبتلع من أموال المصريين12 مليار سنويا تقريبا) استضاف الإعلامية منى خليل رئيس مجلس إدارة جمعية حقوق الحيوان والفنان أحمد فهمي واللذين اصطحبا معهما  كلبين على الهواء (نعم والله كلبين دخلا مبنى التليفزيون المصري  بينما يحرم على كثير من قامات مصر العلمية والفكرية دخوله بأوامر جهات أمنية) وكان الحديث يدور عن أدانة القتل العشوائي لكلاب الشوارع وأن ضيفة البرنامج سعت لتوفير ملجأ للكلاب ورعايتها و وأن الكلاب في الملجأ الذى تديره يتم تعقيمها كما دعى الضيف الآخر إلى التبرع لصالح الكلاب وأترك لكم البحث في باقى التفاصيل.

في التليفزيون المصري يتحدثون عن حقوق الكلاب  بينما في كل ساعة في مصر تنتهك حقوق الأنسان بلا حساب ولا حتى عتاب. فبينما جلس هؤلاء يتشدقون بحقوق الحيوان والكلاب المسكينة  كانت الشرطة المصرية تقوم بتصفية ثلاثة شبان في مدينة العاشر من رمضان -بلا جرة ولا جريرة سوى أنهم يعارضون الأنقلاب-  بعد أن قامت بتعذيبهم كما قامت بتصفية طبيب شاب في الفيوم أثناء خروجه من الصلاة وخطفت محمد شيكا أحد شباب الأولتراس ثم فاجأتنا الشرطة باتهامه بهجوم فندق الغردقة ومازال مسلسل التصفية للمصريين مستمرا منذ أطلق السيسي شرارته بعبارتيه الشهيرتين (أيد العدالة مغلولة والعدالة الناجزة) فأيهما أوفر حظا في مصر الكلاب أم الآدميين؟ بدون شك الكلاب لأنها وجدت من يتحدث عنها في التليفزيون الرسمي للدولة المصرية!

فى مصر يتعامل النظام عبر السجن والأعتقال والتعذيب للسياسيين والعلماء والمفكرين وطلبة العلم  والنساء والفتيات القاصرات من الرافضين للأنقلاب معاملة أحط من معاملة الحيوانات بل الحيوانات وعلي رأسها الكلاب أوفر حظًا في مصر المحروسة بل قل إن شئت (المدهوسة والمهروسة بقدم الطغيان والأستبداد).

كيف لا تكون الكلاب هي الأهم و في مصر 85% من سكان الريف فقراء و 42% في الحضر تحت خط الفقر و 58% نادرا ما يأكلون اللحوم والأسماك أو يعرفونها ، وبحسب تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات فإن 26.3% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر وإن كنت أعتقد أن النسبة  تزيد عن ذلك بكثير لأن شواهد الواقع الاقتصادي والأجتماعي في مصر ترشح ذلك  وكيف لا و تقرير للجهاز المركزي للأحصاء والتعبئة صدر أخيرا يتكلم عن الخدمات والتعليم في القرى المصرية  يكشف أن قرى مصر كأنها تعيش في العصور الوسطى.

أيضا في مصر وبحسب تقديرات منظمة اليونسيف يوجد 2 مليون من أطفال الشوارع يهيمون على وجوههم كالكلاب الضالة بل تتفوق الكلاب عليهم  في أنها لا تتعرض لما  يتعرضون  له من شتي صنوف الأنتهاكات اليومية على يد أمثالهم من الآدميين و لكن يتساوى الكلاب وأطفال الشوارع  في سد الجوع  من المزابل وأكوام القمامة وفضلات الطعام من هنا وهناك.

إن هذا الرقم في حد ذاته سبة ما بعدها سبة في وجه أي نظام فما بال النظام الذي جثم على صدر مصر لأكثر من ستة عقود وتسبب في تصنيع هذه الملايين من الأطفال المشردين. فمن الأوفر حظًا في مصر الآن؟ بدون شك إنها الكلاب.

في زمن الكلاب فيه أهم  تحتل مصر مراتب  متقدمة لا مثيل لها فى الكوارث والمصائب  فمصر الأولي في الأصابة بفيروس سي وفي تلوث الهواء وفي سوء الأحوال المعيشية والأخيرة في مؤشر السعادة والتعليم  وغيره من المجالات كل ذلك بحسب إحصائيات دولية.

في مصر يموت المصريون يوميا غرقا أو حرقا أو في حوادث المزلقانات والطرق لتحتل مصر المركز الأول عالميا  في عدد ضحايا حوادث الطرق بمعدل 12 ألف قتيل و40 ألف مصاب سنويا  وهذا رقم مخيف يتجاوز خسائر الحروب التى عرفتها مصر وأن يحدث ذلك سنويا وعلى مدار عقود فمما لا شك فيه الكلاب هي الأهم في مصر الآن.

أعتقد بل أكاد أجزم أنه من العقل والحكمة أن يهيئ المصريون أنفسهم لكل شيء ولأي شيء طالما قبلوا وارتضوا هذا النظام فآخر أهتمامات النظام وقنواته الرسمية هو الإنسان المصري فعذرا أيها المصريون  فنحن نعيش في زمن الكلاب وعهد الانقلاب.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023