في يومنا هذا أصبح الواقع العربي والإسلامي ” منحط ” أخلاقيا وثقافيا بسبب البعد والتراجع عن القيم والعادات الإسلامية الأصيلة ، حيث نرى اليوم بعض المتخلفين عقليا يهدمون أصولهم الإسلامية ، ويهدمون معالمهم التاريخية ، ويتلذذون بدماء شعوبهم التي تجري يوميا في الشوارع بدم بارد بسبب ” حمق وجهل ” من بعض القادة العرب ، فعلا فهؤلاء القادة الذين يسمون أنفسهم ” مسلمين ” ضيعوا هيبة الإنسان العربي والمسلم وشوهوا صورته الأخلاقية بالجهل والفقر والقتل والتشريد ، وقضوا على أحلامه البريئة حتى أصبح الإنسان العربي ضائع مشتت خائف متردد ، وصنعوا له عالم خاص مليء بالتلوث الأخلاقي الذي ينذر بحالة سقوط غالبية القيم والعادات العربية والإسلامية ، فهذه الأمور ليست جديدة على مجتمعنا العربي والإسلامي ، بل هي تراكمات عاشها المسلون على مر العصور من خلال الإضطهاد والظلم الذي مر على عالمنا العربي والإسلامي .
ولا ننكر دور الإعلام الغربي فهو السبب الرئيسي والأساسي في ضياع ما تبقى من أخلاقنا وقيمنا وثقافتنا الإسلامية ، فمنذ الأزل يستخدم الإعلام الغربي خنجره بطعن أخلاقنا الإسلامية من خلال بث سمومه وبرامجه الدعائية لإسقاط الهوية العربية والإسلامية وتشويه صورتها ، وأشهر ما يستخدمه ويركز عليه هذا الإعلام الغربي ” القذر ” هو ضياع حقوق المرأة العربية والإسلامية ، فهم يتحدثون يوميا عن المرأة المسلمة المضطهدة في البلاد الإسلامية والعربية ، التي لا يمكنها الحصول على كامل حقوقها الإنسانية ، وعن عدم المساواة والظلم الواقع على المرأة المسلمة ، ومثال على ذلك عندما سخر الإعلام الغربي كل جهوده الإعلامية والمادية بإخراج مسرحية الفتاة اليزيدية ” ناديا مراد ” التي ادعت إنها اغتصبت وضربت وعذبت من قبل تنظيم داعش الإرهابي ” بعض السنة المجرمون أخلاقيا ” فيقيمون الدنيا على رؤوس ساكنيها ، حيث بدأوا بعمل هالة إعلامية وسيناريو مفبرك ومضحك لتشويه صورة العرب والمسلمين ، حتى وصل الأمر إلى إستقبال بطلة مسلسل الإغتصاب من بعض العرب المنخدعون أخلاقيا وفكريا .
وتناسى هؤلاء العرب ما فعله الأمريكان والروس والألمان والفرنسيون والإسرائيليون من تعذيب وقتل وإغتصاب نساء المسلمين في تركمانستان ومسلمي الإيغور والشيشان والعراق وأفغانستان ولبنان والسودان والصومال وفلسطين وأفريقيا الوسطى وبورما وكثير من الدول العربية والإسلامية ، ولم يتحرك أو يقوم أي مسلم عربي بواجبه الإنساني والحضاري إتجاه تلك المجازر الوحشية ضد المرأة المسلمة ، بل دفنوا رؤوسهم بالرمال كالنعام خائفين خانعين من أسيادهم في البيت الابيض وإسرائيل ، وأخيرا يجب علينا أن لا ننسى قضية الشهيدة اليزيدية ” دعاء خليل أسود ” التي أسلمت وتركت عبادة الشياطين التي يتبعها قومها ، فقاموا بقتلها شر قتلة ، حيث رجموها حتى الموت ، ولم يكتفوا بذلك بل صوروها بهواتفهم النقالة لتصبح عبرة لمن يترك عبادة الشيطان ، فأين هؤلاء العرب من تلك الشهيدة بإذن الله ؟ أم أنهم دسوا أخلاقهم وقيمهم بالتراب ، لأنهم بكل بساطة مسلمون بلا أخلاق .