استنفرت أركان نظام عبدالفتاح السيسي، بكامل قوته قبل ساعات من الذكرى الخامسة، إذ عززت القوات المسلحة من انتشارها في كل الميادين لتأمينها وتأمين المنشآت العامة، فضلا عن تسيير دوريات تأمينية في مختلف الشوارع والمناطق السكنية من قوات الجيش والشرطة.
تصفية معارض في كرداسة
قتلت قوات العمليات الخاصة المصرية، أحد معارضي النظام أثناء مداهمة مكان إقامته بمنطقة كرداسة.
وداهمت قوات الأمن موقع القتيل تحت مزاعم إعداده وتخطيطه لعملية تخريبية فجر غد الإثنين 25 يناير واستهداف بعض المنشآت الحيوية.
واعتقلت القوات 18 شخصا آخرين، في إطار الحملة الأمنية لمنطقة كرداسة قبل ساعات من ذكرى ثورة 25 يناير.
خطة أمنية كبرى
وعقد وزير الداخلية اجتماعا موسعا بكبار مساعديه للاطمئنان على تنفيذ خطة الشرطة في الذكرى، بينما نقلت وزارة الداخلية مقرها من وسط القاهرة بالقرب من ميدان التحرير ومجلس الوزراء إلى مقر جديد بأكاديمية الشرطة حوى مكتب الوزير وبعضا من كبار مساعديه.
الداخلية بدأت خطة تأمين احتفالات ذكرى ثورة 25 يناير بالتنسيق مع القوات المسلحة، وأعلنت رفع درجات الاستعدادات الأمنية، وتمشيط مواقع المنشآت العامة على مدار الساعة بواسطة خبراء المفرقعات، وتكثيف التواجد الأمني بمحيط الميادين الرئيسية، ونشر تمركزات أمنية ثابتة ومتحركة للتأمين، وتشديد الإجراءات الأمنية بمحيط كل المواقع الشرطية والسجون، والدفع بمجموعات قتالية مسلحة آليا للتصدي لأي محاولة للاعتداء، وبدأت دوريات أمنية بالشوارع لمواجهة أي تظاهرات.
الآليات العسكرية تجوب الشوارع
وشرعت القوات المسلحة عملية “تأمين المنشآت الحيوية”، وعشرات الآليات العسكرية بدأت تجوب شوارع القاهرة، وأضحت الميادين العامة في عهدة الجيش.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه مديرية أمن الجيزة القبض على أمريكي بالجيزة لاتهامه بتحريض المواطنين للتظاهر في ذكرى يناير، أعلنت السفارة الأميركية بالقاهرة في ذات التوقيت عن دعوة مواطنيها لتوخي الحذر في الأيام المقبلة.
تظاهرات متفرقة يواجهها التصدي بالقوة
وتوقع الخبير الأمني، محمود قطري أنه إذا خرجت مجموعات متفرقة فستواجهها الدولة بكل قوة، بعدما تم الإعلان عن سياسية مواجهة أي محاولة تخريبية بالضرب “في المليان”.
وفي تصريح لـ”رصد” قال قطري إن السيناريو المتوقع بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، سيتمثل في بعض تظاهرات قليلة الأعداد لن تتخطى محيط القرى أو الشوارع الجانبية، وسيتم مواجهتها بالقوة، لافتا إلى أن قوات الشرطة لديها أوامر مباشرة بالتعالم بالرصاص الحي مع تلك التظاهرات أيا كان عددها.
استنفار في المحافظات
ويشهد عدد من المحافظات المصرية إجراءات أمنية مشددة بالتزامن مع الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، حيث تشترك الأجهزة الأمنية بكل قطاعاتها خوفاً من أي أحداث متوقعة، بعدما تم إلغاء كل الإجازات والراحات للضباط والأفراد، وتشهد مدن القناة “السويس – الإسماعيلية – بورسعيد” فضلاً عن شمال وجنوب سيناء إجراءات أمنية مشددة من خلال نشر عدد كبير من الضباط والمجندين والآليات الشرطية الحديثة والمدرعات.
وقررت مديريات التربية والتعليم والجامعات والبنوك في العديد من المدن المصرية منح موظفيها وطلابها إجازة رسمية. كما انطلقت أمس السبت تظاهرات عدة رافضة للانقلاب بمختلف المدن المصرية، دعا المشاركون فيها الأهالي للنزول إلى الميادين واستعادة مكتسباتها.
سياسيون ينتهزون الفرصة للمطالبة بالإفراج عن المتظاهرين
وبين تشديدات الدولة في مواجهة دعوات التظاهر، برزت دعوة من نحو 25 شخصية من القوى السياسية والشخصيات العامة، طالبوا فيها بالإفراج عن الشبان المحتجزين على خلفية قانون التظاهر، مؤكدين، في بيان أصدروه بالمناسبة أن “الحق في التظاهر السلمي في ذكرى الثورة أو في أي وقت آخر، هو حق مشروع كفله الدستور، وهو في الوقت ذاته، البديل الآمن، الذي يضمن عدم تحول الاحتجاجات السلمية المشروعة إلى ممارسات عنيفة مرفوضة ومدانة”.
ومن بين هذه الشخصيات حمدين صباحي وجورج إسحاق وباسم يوسف وعلاء الأسواني، وأحمد البرعي، وأسامة الغزالي حرب.