أسهمت الناشطة السياسية إسراء عبدالفتاح في إشعال الثورة المصرية في الشوارع والتي تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام، في الوقت الذي يقوم فيه بعض المصريين بالشوارع الآن بعد خمس سنوات من خلع مبارك بسبّها ووصفها بالخيانة.
وتقول إسراء إن المصريين ما زالوا يتهمونها بالخيانة والعمالة الأجنبية وأنها قامت بتدمير البلاد بينما ما زال بعضهم يتساءل ماذا كانت مشكلة مبارك؟
وتتمنى إسراء التي كان يراها الشعب المصري في مرحلة ما ومن معها من الناشطين أمل مصر في إنهاء الفساد والقمع وبداية عهد جديد من الخطاب الحر واحترام المواطنين، أن ينهض المصريون من جديد للمطالبة بالديمقراطية برغم وجود أشرس حملة ضد المعارضة في التاريخ الحديث، مُضيفةً أنها لا تعرف ما إذا كان الشعب سيظفر بالشارع غدًا أو السنة القادمة أو التي تليها فالثورة هي أن يطالب الناس بالحرية والعيش والعدالة والكرامة، وسيظل الناس يطالبون بها حتى يحصلوا عليها.
وساعدت إسراء في تنظيم التظاهرات منذ بداية ثورة 25 يناير التي انتهت بسقوط نظام مبارك بعد 18 يوما من استمرارها، فقط لتعود مصر بعدها إلى ما وصفته جماعات حقوق الإنسان بالدولة القمعية بعد سنوات من الاضطراب السياسي والإنساني.
وتعتبر إسراء من المؤسسين لـ”حركة 6 أبريل” التي كانت القوة شاركت بثورة يناير2011 في الشوارع المصرية.
وتم اعتقال إسراء -التي عُرفت بـ”فتاة فيس بوك”- بعد مشاركتها مع مجموعة من نشطاء الإعلام الاجتماعي في إنشاء صفحة تحثّ الشباب المصري على المشاركة في أحد الإضرابات لدعم العمال في المدينة الصناعية، ولكن تم إطلاق سراحها سريعًا.
تقول إسراء إن الوضع أثناء حكم مبارك ليس بذاته كأثناء حكم السيسي الذي انقلب على رئيس منتخب، فقد اعتقلت قوات الأمن ما يقارب من 40 ألف ناشط سياسي من الإسلاميين والليبراليين كما أوضحت جمعيات حقوق الإنسان.
وأكدت إسراء أن التظاهر بدون تصريح من الشرطة يعد جريمة، وهو أحد الأسباب التي يستخدمها السيسي لمنع أي تخطيط لأي مظاهرات مستقبلية.
وأضافت أنه يتم اعتقال كل من يحاول التظاهر أو الاعتصام، حتى الذين يكتبون آراءهم على الفيس بوك وتويتر يتم استجاوبهم بشأن كتاباتهم.
ووصفت معظم وسائل الإعلام المصرية إسراء وآخرين ممن كان لهم دور فعال في ثورة يناير2011 بأنهم “أعداء مصر”.
وقالت “إسراء”: إنها لم تفقد الأمل بعد، وأن العالم لم يتوقع أن ثورة الخامس والعشرين من يناير ستبدو كما بدت عليه، وأنها ما زالت ترى فكرة وحلم الثورة في عيون الشباب موضحةً أنها مستعدة للعب أي دور لإكمال هذه الثورة فإنها مُعرضة للاعتقال بسبب تغريدة أو أي شيء آخر تكتبه، فهي تؤمن بأن المعارضة والضغط على الحكومة سيؤدي لدعوات جديدة للحرية.
وأضافت أن هذا لا يمكن أن يستمر، فإن هنالك عائلات كاملة دُمرت بسبب الاعتقال العشوائي للأبرياء، وهناك من تم اعتقالهم بلا أي تهم توجب سجنهم لعدة سنوات، معقّبةً بأن هذا لا يُمكن أن يستمر فإن الثورة ما زالت في داخل نفوس الشباب.
ويرى مؤيدو الحكومة أن إسراء والنشطاء الآخرين يتلقون تمويلًا من الخارج للتحريض على الاحتجاجات والتآمر ضد الدولة، بينما تنكر إسراء ومن معها هذه الادعاءات التي لم تحكم فيها المحكمة بعد، ورغم ذلك فإن إسراء ممنوعة من مغادرة مصر.