شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رحلة هيكل مع رؤساء مصر..لازم عبد الناصر ودعّم السيسي وانقلب على مرسي

رحلة هيكل مع رؤساء مصر..لازم عبد الناصر ودعّم السيسي وانقلب على مرسي
مدح الملك فاروق، وهاجم محمد نجيب لصالح جمال عبد الناصر، واعتقله أنور السادات بعد أن كان أهم رجل في مصر في عصر عبد الناصر، وهمشه حسني مبارك، وهاجم محمد مرسي، وخطط للانقلاب عليه واقترب من عبد الفتاح السيسي الذي أبعده في النهاية

مدح الملك فاروق، وهاجم محمد نجيب لصالح جمال عبد الناصر، واعتقله أنور السادات بعد أن كان أهم رجل في مصر في عصر عبد الناصر، وهمشه حسني مبارك، وهاجم محمد مرسي، وخطط للانقلاب عليه واقترب من عبد الفتاح السيسي الذي أبعده في النهاية.

هذه هي اختصار رحلة حياة الكاتب الصحفي المخضرم محمد حسنين هيكل الذي وفاته المنية اليوم عن عمر ناهز الثالثة والتسعين وذلك بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوي استمر لأسابيع.

هيكل والملك

بدأ هيكل عمله في الصحافة في عام 1942 عندما كان فاروق ملكا على مصر وخلال تلك الفترة كانت كل كتابات هيكل عن الملك تصب في خانة التفخيم له والإشادة بإنجازاته ونسبة كل نجاح له.

كتب هيكل عن فاروق في مجلة روز اليوسف في فبراير سنة 1944 أثناء انتشار مرض الكوليرا تحت عنوان “إنه الفاروق… الملك في الصعيد يزور مناطق المرض بنفسه ليشرف على ما يجري وليواسي شعبه… هذا هو النبأ العظيم الذي لم يدهش له أحد ولم يعجب له أحد ولكن الناس جميعا أضاءت عيونهم بنور الأمل والثقة وتقابلت أنظارهم فتبسموا ابتسامة حب وحنان إنه الفاروق… إنه الفاروق دائما”.

هيكل ومحمد نجيب

هاجم هيكل الرئيس محمد نجيب لصالح صديقة جمال عبد الناصر، فلم تكن علاقة هيكل بمحمد نجيب جيدة من البداية، بسبب ما ردده هيكل سنة 1953 حول كون نجيب لا يصلح للاستمرار في رئاسة مصر، لعدم تطابق صفات الترشح عليه، خاصة فيما يتعلق بجنسية الأم التي قال هيكل إنها كانت سودانية.

يقول الكاتب الصحفي محمد ثروت مؤلف كتاب “الأوراق السرية لمحمد نجيب”، إن “هيكل” صاحب مقولة الجنسية السودانية لوالدة “نجيب” بدعوى أن الإنجليز كانوا يبحثون عن رجل تجري في عروقه دماء سودانية أو تركية، كي يضعوه على رأس السلطة في مصر، بدلًا من الضباط الشبان أعضاء مجلس قيادة الثورة.

ويضيف ثروت: “كانت هناك حالة من عدم الود الشديد، بين كل من اللواء محمد نجيب، والكاتب محمد حسنين هيكل، ويتضح ذلك من خلال وثيقتين، الأولى تخص مقالًا نشره هيكل في صحيفة الأهرام عام 1973 بعنوان “شبح من الماضي”، وسخر فيها هيكل من كتاب (كلمتي للتاريخ) الذي أصدره نجيب في العام نفسه”.

هيكل وعلاقته بعبد الناصر

كانت علاقة محمد حسنين هيكل بجمال عبد الناصر علاقة قوية جدًا لدرجة أن هيكل كان بمثابة ظل عبد الناصر الذي لا يفارقه، وكان الأخير يستشيره في كل شيء.

كان أول لقاء جمع بين ناصر والسيسي في حرب فلسطين التي شارك فيها عبد الناصر، ولم تكد لقاءاتهما تنقطع قبل الإطاحة بالملك فاروق، واستمرت وتوطدت بعد الإطاحة به، وأصبحت في أعلي درجاتها مع تولي عبد الناصر الحكم.

وظل هيكل يرافق عبد الناصر كظله أينما حل وارتحل داخل مصر وخارجها، واستطاع من خلال ذلك تكوين شبكة علاقات واسعة مع رؤساء ووزراء ومسؤولين في دول العالم المختلفة ولم يفارق هيكل عبد الناصر حني وفاته.

وتولي هيكل رئاسة تحرير الأهرام حيث جعلها في خدمة التوجه العام للنظام الحاكم، وإن كان هيكل سبق أن أكد في حوارات صحفية أنه كتب ونشر مواد صحفية ومقالات وكتبا له ولغيره تنتقد دور المخابرات في عهد عبد الناصر، وتكشف الخروقات الحقوقية المرتكبة في حق المواطنين.

وعُين هيكل وزيرا للإرشاد عام 1970 بقرار من عبد الناصر وإلى جانب وزارة الإرشاد، أضيفت إلى هيكل مهام وزارة الخارجية لفترة قصيرة.

وقال عنه الكاتب الراحل أنيس منصور أنه  “كان مفكّر عبد الناصر، وصاغ الفكر السياسي له في هذه الفترة، ولم يحصل أي شخص على هذا الدور، وأكاد أقول إن عبد الناصر من اختراع هيكل”.

هيكل والسادات

بعد تولى السادات رئاسة الجمهورية، كتب هيكل ثلاثة مقالات حملت عنوان “السادات وثورة التصحيح”، وقال في أحدها: “كان السادات هائلًا في هذه الساعة الحاسمة من التاريخ بأكثر مما يستطيع أن يتصور أحد”.

وظلت علاقة هيكل بالسادات جيدة حتى حرب أكتوبر، إلى أن وصلت العلاقة بينهما إلى مفترق طرق، حيث رفض هيكل، طريقة تعامل الرئيس السادات مع انتصار حرب أكتوبر سياسيًا، وكان يرى أن السادات يعطي للولايات المتحدة دورًا أكبر، مما ينبغي بعد انتصار تحقق بسلاح جاء من الكتلة الشرقية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي.

كما أيد هيكل السادات في حربه ضد مراكز القوى المتمثلة في الرجال الأقوياء الذين حكموا أيام عبد الناصر وكانوا يعارضون سياسة السادات، حيث انتهت المعركة بين الطرفين بفوز ساحق للسادات.

غير أن العلاقات بين السادات وهيكل ساءت بشكل واضح بعد انتهاء حرب 1973، وبلغت درجة إصدار قرار رئاسي يوم 2 فبراير 1974 بنقل هيكل من الأهرام إلى الرئاسة مستشارا، وهو ما اعتذر عنه.

وفي العام 1978 سحب منه جواز سفره ومنع من مغادرة مصر، وحوّل إلى التحقيق بناء على لائحة قدمها وزير الداخلية آنئذ النبوي إسماعيل، وبدأ معه التحقيق بتهمة نشر مقالات تسيء إلى مصر.

غير أن الأزمة بلغت أوجها في سبتمبر 1981 عندما صدر قرار من السادات باعتقال هيكل ووضعه في السجن، ضمن حملة شملت كتابا ومثقفين وناشطين سياسيين، قبل أن يفرج عنه إثر مقتل السادات في حادث الاغتيال الشهير يوم 6 أكتوبر من العام نفسه.

هيكل ومبارك

كان المخلوع حسني مبارك، يدرك جيدًا قيمة وتاريخ هيكل لمعرفته المسبقة بعلاقة هيكل بالرؤساء السابقين، وتأثيره عليهم، لذلك أفرج عنه ودعاه إلى قصر الرئاسة، بعد اغتيال السادات، ليمتد الحوار بينهما إلى 6 ساعات متواصلة، وفقا لما أورده هيكل في كتاب “”مبارك من المنصة إلى الميدان”.

 حاول مبارك الاستفادة من خبرة هيكل، الصحفي ورجل الدولة ذي الخبرة الواسعة والعلاقات المتشابكة محليا ودوليا، غير أن المياه لم تجد لها مجاري بينهما، ليحصل نوع من “التنافر” بين الطرفين.

كما كانت سلسلة الكتب والمقالات والمحاضرات التي كان ينشرها هيكل وينتقد فيها النظام الجديد، خاصة ما تعلق منها بالسعي نحو التوريث أحد أهم أسباب الخلاف.

يعتبر هيكل نفسه ممن لعبوا دورا ما خلال ثورة 25 يناير 2011 بدعوته المجلس العسكري ليحسم الموقف بغرض تهدئة الشارع، بينما يتهمه خصومه بأنه “اختفى” طيلة أيام الاحتجاجات ضد حكم مبارك، ليعود بعد نجاح الثورة للحديث عنها في حلقات تلفزيونية بمحطة فضائية مصرية.

هيكل ومرسي

التقي هيكل بالدكتور محمد مرسي بعد توليه الحكم مباشرة، في ديسمبر من العام نفسه، وناقش معه الأوضاع الداخلية والخارجية، حيث اقترح عليه هيكل – حسب ما نشر في الإعلام وقتها – إجراء حوار وطني مفتوح مع القوى السياسية المختلفة دون استبعاد أحد.

واتخذ هيكل – سريعًا – موقفًا عدائيًا مع الدكتور محمد مرسي؛ ووصف بأنه أحد أهم المخططين للإطاحة به، إذ قام بتحريض الإعلام والعسكر ضد حكم مرسي، كما دعم حركة تمرد من خلال تقديم نصائح مباشرة لها عبر الفضائيات.

وعندما خرج الغاضبون على حكم الرئيس المنتخب في مظاهرات يوم 30 يونيو 2013، اعتبر هيكل ذلك استفتاء لصالح السيسي، وأعلن عبر التلفزيون أن تلك المظاهرات ليست انقلابا وأن الجيش يحمي العملية الديمقراطية دون التدخل فيها.

هيكل والسيسي

دعم هيكل السيسي منذ اللحظة الأولي لانقلابه، وأكد الكثير من المحللين أن هيكل هو من وضع تصور الانقلاب علي مرسي، وعندما نُفذ الانقلاب ونُصّب عدلي منصور رئيسا مؤقتا، التقاه هيكل يوم 7 يوليو 2013 وناقش معه الأوضاع الداخلية التي تمر بها البلاد.

وقد عبر هيكل في أكثر من مناسبة عن إعجابه الكبير بالسيسي، كما أنه لم يتوان عن الخروج في مهام لصالح نظامه، بينها زيارة شهيرة إلى دولة الإمارات في نوفمبر 2013.

وقال  الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة أن “هيكل”  كان  ضالع في وضع تصورات سياسية للفترة قبل الإطاحة  بالرئيس محمد مرسي وخلال هذه الفترة وبعدها بفترة قصيرة.

وأضاف أيمن نور في تصريح خاص لـ”رصد”، أنه بالرغم من دور “هيكل” في وضع تصور المرحلة الانتقالية، فان السيسي تخلي عنه مبكرًا خلال فترة قصيرة بعد الانقلاب، وتخلي السيسي عن كل من كان يسعي لتزويده برؤى، فالنظام العسكري للسيسي يختلف عن نظام جمال عبد الناصر الذي كان يسمع لكل تصورات هيكل.

وأضاف “نور” أن هيكل كان يتوقع أن السيسي مثل جمال عبد الناصر الذي كان يسمع منه، ولكن  السيسي يرفض  أي فكر  مدني ويثق بالفكر العسكري، مؤكدا أن الأستاذ هيكل كان أسير لتاريخه الذي كان يحاشي الأنظمة العسكرية وكان يري أنها هي الأنسب للبلاد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023