أثار حادث إطلاق النار الذي تعرض له الداعية السعودي الشيخ عائض القرني، أمس الثلاثاء بالفلبين، العديد من التساؤلات، حول هوية المنفذ الذي لم يتم الإعلان عنها حتى الآن، ومن هي الجهة أو التنظيم الذي يقف وراء الحادث.
وكان الحادث قد أسفر عن إصابته في يده، وامتنعت متحدثة باسم الشرطة الفلبينية؛ حيث وقعت الحادثة في مدينة زانبونغا الجنوبية عن إعطاء أي تفاصيل عن هوية المنفذ، واكتفت بالتأكيد على مقتله.
ووصفت صحيفة “رأي اليوم” الحادث بأنه لا يمكن أن يكون بالحادث العارض، وينطوي على علامات استفهام عديدة حول ما إذا كان بداية حملة اغتيالات لرجال الدين، وربما رجال السياسة المقربون من النظام السعودي؟ أم أنه محاولة انتقام من رجل دين إسلامي في ظل التوتر المتصاعد في المدينة بين أبناء العقيدتين الإسلامية والمسيحية؟
وأضافت الصحيفة أن أصابع الاتهام توجهت بالوقوف خلف هذا العمل الإجرامي إلى عدة جهات؛ أبرزها “تنظيم الدولة” الذي أهدر دم الدكتور القرني، إلى جانب الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي السعودية، وخطيب المسجد الحرام عبد الرحمن السديس، وعدد من الدعاة، مثل الدكتور محمد العريفي، ولكن طريقة التنفيذ جاءت مختلفة بعض الشيء بالمقارنة مع هجمات نفذها التنظيم في وقت سابق.
وتابعت: “المراقبون يميلون إلى ترجيح وقوف “تنظيم الدولة” خلف محاولة الاغتيال هذه.. اتساع دائرة انتشارها في مناطق جنوب شرق آسيا، والفلبين وإندونيسيا على وجه الخصوص، اللتين تشهدان تصاعدًا في نمو الإسلام السياسي السلفي، ففي الأولى، أي الفلبين، أعلنت أربع جماعات إسلامية متشددة في مدينة مندناو التوحد في تنظيم واحد ومبايعة أبو بكر البغدادي، زعيم “تنظيم الدولة” كخليفة للمسلمين، والانضمام إلى دولته، وانتخبوا اسنلون حابيليون، أحد قادة جماعة أبو سياف الإسلامية المتشددة “أميرًا” لهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار القرني ربما كان بسبب عدد المتابعين الضخم له على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يصل عددهم إلى “12 مليون” متابع على “تويتر”، وكأن المسؤول عن الحادث أراد توجيه رسالة تهديد إلى أقرانه بمواجهة المصير نفسه، إن لم يكن أخطر.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: “إذا تأكد وقوف “تنظيم الدولة” خلف محاولة اغتيال الشيخ القرني، فإن هذا يعني إقدامها على مرحلة جديدة من الاغتيالات الإرهابية لخصومها من الدعاة والمسؤولين الذين يكفرونها، ويطالبون بإعلان حرب التصفية الدموية ضدها وضد عناصرها، وهذا تحول جديد في استراتيجيتها ربما يعود إلى اشتداد الخناق عليها، وخسارتها بعض المدن والمحافظات التي سيطرت عليها في العراق، مثل محافظة ديالي ومدينة الرمادي”.
ووصفت الأمر بأنه يعتبر “تحولا مرعبا”، ربما يربك الدولة السعودية ويؤدي إلى اتخاذها إجراءات أمنية مشددة لحماية الدعاة المقربين، منها داخل المملكة وخارجها.